1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نصب الخيام لمناخ أفضل

كارين ياغر/ تقى هلال ٩ سبتمبر ٢٠١٣

لغايات استخراج الفحم البني عالي القيمة، تقوم شركة ألمانية عملاقة للطاقة بتزكية من الحكومة بتقليب أرض قرية بكاملها، وهو ما دفع نحو 700 ناشط بيئي من كافة أنحاء أوروبا إلى إقامة مخيم للإعتصام للتنديد بالمشروع.

https://p.dw.com/p/19d0W
Eingang Klimacamp auf einem Acker an der A4 bei Kerpen-Manheim. Foto: Karin Jäger/ DW, 29.08.2013
صورة من: DW/K. Jäger

في منطقة تقع بين مدينتي كيربين ((Kerpenومانهايم (Mahnheim) جلس فرانز كونلاين البالغ من العمر 92 عاماً يتأمل الأشجار من حوله، وقبعة بطل سباقات الفورمولا وان، الألماني مايكل شوماخر على رأسه. إنه أسطورة سباقات الفورمولا وهو إبن المنطقة، لكنه انقطع عن زيارتها، وفرانز كولاين نفسه، سوف يغادرها عما قريب، مكرها بطبيعة الحال.

وبجانب فرانز كولهاين، يقشر شباب الخيار ويعدون الحساء على موقد يعمل بالطاقة الشمسية، في ما توجهت مجموعة أخرى إلى الخيمة لإجراء مناقشات هناك، وفضلت أخرى الاسترخاء على العشب والاستمتاع بالهواء الطلق. إنها مجموعة من الشباب قادمين من مختلف أنحاء العالم، توجهوا إلى منطقة كيربين- مانهايم، حيث أقيم مخيم للاعتصام للتصدي إلى مخططات شركة RWE العملاقة للطاقة، والتي تعمل على تدمير بيئة المنطقة حسب تعبيرهم، بسبب مشروع استخراج الفحم البني.

رحيل قسري

وبكل فخر، ينظر كونلاين إلى هؤلاء الشباب، موضحا أن شركة RWEتستخدم الفحم البني لتوليد الكهرباء. وهو مشروع يحظى بدعم الساسة أيضا، بدعوى أنه سيساعد على الاستغناء عن الطاقة النووية في توليد الكهرباء. والمشروع، يقول الرجل التسعيني، سيتم توسيعه في المنطقة ليشمل وحدات سكنية جديدة، بما فيها المنزل الذي يعيش فيه. وسيتمّ ترحيله من مقر سكنه، ولا يعرف إلى غاية اللحظة، إلى أين سيتجه. أما جثمان زوجته، فسيرحل أيضا الى مقبرة أخرى. وبصوت أجش، يعلق على الأمر، رافعا كتفيه: " هل من حل آخر؟".

Franz Köhnlein, 92, ältester Bürger von Kerpen-Manheim beim Klimacamp 2013, Foto: Karin Jäger/ DW, 29.08.2013
فرانز كونلاين: أكبر سكان مخيم الاعتصام سنا.صورة من: DW/K. Jäger

قرية أشباه

بيوت مهدمة وشوارع خالية من السكان. هكذا تبدو قرية كونلاين اليوم. وإذا كان العجوز قد حصل على تعويض مالي مقابل إخلاء المكان، إلا أنه وفي عمره هذا يعرف ما عليه القيام به وإلى أي وجهة سيتجه.

وبحسرة، يتحدث إلى DWقائلا: "سلبوا مني وطني! لم نحم أنفسنا من الدولة ومغتصبي الأوطان في RWE. وما تقوم به الأخيرة جريمة بحق البشرية"، مستدركا "شبابنا اليوم يحتجون، لكنهم متأخرون بعشرين سنة".

Rückansicht eines Hauses und Garten: Die Fenster sind bereits mit Holzbrettern vernagelt. Die Bewohner sind weggezogen. Der ganze Ort Kerpen-Manheim wird abgebaggert. Foto: Karin Jäger/ DW, 29.08.2013
قرية مانهايم وقد خلت من سكانها.صورة من: DW/K. Jäger

رغم أن ليس في قدرة كونلاين إيقاف مشروع التنقيب عن الفحم، إلا أنه يؤمن بأن حركة الاحتجاج القائمة ليست عديمة الجدوى. ولا يخشى المحتجون الشرطة المتواجدة في المخيم بشكل منظم، كما أنهم لا يخافون من سائقي العربات البيضاء التي استأجرتها RWEلتصوير المشاركين في المخيم الاحتجاجي.

شباب طموح

وتشير تاتيانا من صربيا إلى أن مثيلات شركة RWEكثيرة وكذلك مشاكل البيئة وبدائلها. وتدرس تاتيانا علوم البيئة، لقناعتها بأهميتها وضرورة الحفاظ عليها. وتعترف الصربية بأن الوعي البيئي لا يزال محدوداً في وطنها وترى في المخيم مادة خامة لدراسة كيفية تنظيم مخيمات احتجاجية. وتتطلع تتيانا إلى تحسين جودة الهواء في صربيا، وهنا تلتقي تطلعاتها بتطلعات المشاركين بالمخيم، إذ يأملون في شد انتباه العالم لمشكلة الاحتباس الحراري، وهم واعون ولهم باع طويل وخبرة في مجال الطاقة البديلة الرحيمة بالبيئة.

ووفقاً لهنري من فرنسا، تندلع الكوارث الطبيعية بسبب الصناعة والجشع وحب المال. وفي مدينته نونت في فرنسا، شارك هنري في مخيم احتجاجي شبيه، نظم ردا على مشروع لبناء مطار أوروبي ضخم، خطط له أن يقام على محمية طبيعية. ويشارك الشاب الفرنسي في نقاشات داخل المخيم حول أشكال وأنواع الاحتجاجات المسموح بها.

حياة بلا ثلاجات

وفي مخيم الاعتصام تلتقي مختلف الأفكار والآراء، فهنا توماس الذي جاء من شتوتغارت إلى المخيم على متن دراجته الهوائية. وسبق له أن تخلى عن الثلاجة، مستخدما حفرا أرضية باردة يحفظ فيها طعامه من التلف. كما يوجد سبستيان أيضا، طالب التقنيات الإلكترونية الذي تحدث لـDWعن دراسات تتوقع، أن العالم في العقدين القادمين سيستمد جميع احتياجاته من الطاقة من مصادر الطاقة البديلة فقط. وأضاف أن نمو الاقتصاد سيتوقف عند حد معين ويتوجه إلى الاهتمام بتوفير حاجات البشر بالقدر المناسب.

أما طالب علم النفس البيئي المستقبلي أندرياس، فهو يرغب في تعزيز الوعي البيئي. وذلك بعد أن شاهد بالصدفة دمارا نجم عن مشروع فحم بني، وحينها، يقول، "صدمت بالدمار الهائل الناتج عن رغبة البشر باستخراج الفحم البني". وسكنت صور الدمار هذه مخيلته طويلاً لينشط أندرياس في حلقات التوعية والتعليم في الجامعة ملقياً محاضرات وعارضاً لأفلام حول التلوث البيئي وجهود حماية البيئة.

Infowand im Infozelt des Klimacamps 2013 in Kerpen-Manheim. Alles ist organisiert: sogar Nachtwachen, Toilettenreinigung und Kinderbetreuung. Foto: Karin Jäger/ DW, 29.08.2013
تاتيانا وتطلعها لتحسين جودة الهواء في صربيا.صورة من: DW/K. Jäger

دعم الاتحاد الأوروبي للمخيم البيئي

"أعدادنا في ازدياد"، تقول دوروثي فرحة، "أسسنا شبكة أوروبية، وأصبح المخيم يحصل على دعم من قبل منظمة بيئية شبابية أوروبية، تمول هي الأخرى من قبل الإتحاد الأوروبي". وتشير دوروثي في الآن ذاته إلى وجود بعض العمليات الفردية التي تسيء للمحتجين، لكن الغالبية ترفض الظهور كمجموعة مثيرة للشغب والفوضى، بل إنهم يؤكدون على سلمية احتجاجاتهم. وقد تجد الشرطة وRWEبعض النشاطات "غير مناسبة"، تضيف الفتاة، كعندما منع نحو ثمانين ناشطا سير قاطرة لنقل الفحم، عبر جلوسهم على السكة الحديدية العام الماضي. وتتطلع مجموعة كبيرة من المشاركين في الاحتجاج إلى زيارة مواقع التنقيب، حتى تتمكن من لفت انتباه العالم إلى كفاحها وأهدافها.