1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نشر جنود ألمان على أرض فرنسية لأولّ مرة منذ أكثر من 60 عاما

مارتين دورم / إعداد شمس العياري ١١ فبراير ٢٠٠٩

أعلن كل من المستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسي ساركوزي نقل كتيبة عسكرية ألمانية فرنسية إلى إحدى البلدات الفرنسية. الإعلان وصف بالتاريخي لن جنود ألمانيا سينتشرون على أرض فرنسية لأول مرة منذ أكثر من ستين عاما.

https://p.dw.com/p/GrhW
الخطة الفرنسية الألمانية المشتركة تدل على عمق علاقات الصداقة التي أصبحت تربط الجانبينصورة من: dpa

أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على هامش المؤتمر العالمي للأمن، الذي احتضنته مدينة ميونخ الألمانية الأسبوع المنصرم، نشر كتيبة عسكرية ألمانية فرنسية مشتركة على الأراضي الفرنسية لأول مرّة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ووصف كلّ من المستشارة ميركل والرئيس ساركوزي الحدث بالتاريخي. وكانت ميركل قد قالت إنه: "شرف كبير لنا وأمر يسعدنا أن فرنسا قد سمحت لأوّل مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بتواجد جنود ألمان على الأراضي الفرنسية." وردّ الرئيس الفرنسي ساركوزي بالقول إنه: "يُعدّ شرفا بتواجد جنود ألمان بصفة دائمة على الأراضي الفرنسية".

ذكريات الماضي وتطلّعات المستقبل

Frankreich deutsche Soldaten besetzen Dünkirchen 1940 Zweiter Weltkrieg
صورة لجنود ألمان سيطروا على مدينة دورينكيرش عام 1940 واليوم تعاون سلمي مشتركصورة من: picture-alliance / dpa

لكن المحاربين القدامى على غرار روبيرت سيغييه، البالغ من العمر خمسة وثمانين عاما والذي كان شارك في تحرير مقاطعة الألزاس الفرنسية بعد أن احتلتها جيوش هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، قد فوجئ بالإعلان، الذي يعني بالنسبة له تواجد جنود ألمان على أرض فرنسية وخاصة في الألزاس التي كان الفرنسيون والألمان يتنازعون عنها لقرون طويلة. عن هذا يقول سيغييه: "لقد كانت المعركة ضد الألمان لتحرير الألزاس لا تقلّ شدّة وشراسة عن معركة النورمندي".

وشدّد سيغييه على أن هذه المعركة لا تزال تشكل موضوعا أساسيا في حديثه، لكنّه أشار في الوقت نفسه إلى أن "ذكرياته بدأت تختفي شيئا فشيء". ويقول المحارب القديم، الذي يزور المدارس في الألزاس لإلقاء محاضرات حول كيفية تحرير هذه المقاطعة من البطش النازي، إن "الشباب لا يعرفون إلا القليل حول هذه الحقبة التاريخية، ذلك أنهم يفكّرون في الحاضر والمستقبل أما الماضي، فهو ثانوي بالنسبة لهم".

وكان روبيرت سيغييه جنديا ضمن مشاة البحرية الفرنسية، عايش قبل أكثر من ستين عاما تحرير مدينة شتراسبورغ من الاحتلال النازي وغيرها من المعارك الضروس بين الجيش الفرنسي والجيش الألماني آنذاك. لكنه اليوم يشهد إعلانا مشتركا من قبل الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية بنشر وحدة ألمانية فرنسية في بلدة إيلكيرش بالقرب من مدينة شتراسبورغ الفرنسية.

ومن المنتظر أن تنتقل ما بين 600 إلى 700 جندي ألماني من الكتيبة العسكرية الفرنسية الألمانية من مدينة مولهايم، الواقعة في الجنوب الألماني، العام المقبل إلى بلدة إيلكيرش الفرنسية.

اندماج ألماني فرنسي وتقارب أوروبي

Kohl und Mitterand in Verdun
تقارب ألماني فرنسي خاصة منذ فترة حكم كل من المستشار الألماني السابق هيلموت كول والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيرانصورة من: AP

وعلى الرغم من أن هذه الكتيبة الفرنسية الألمانية قد تم تأسيسها من قبل المستشار الألماني السابق هيلموت كول والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتيران عام 1989، إلا أنها بقيت طيلة الوقت متواجدة على الأراضي الألمانية. ويقول المحارب القديم روبيرت سيغييه إنه لا يرى في ذلك مدعى للخوف أو القلق، بل على العكس رحّب بذلك بالقول: "نحن المحاربون القُدامى نأمل في تقارب الأوروبيين فيما بعضهم. وإذا اتحدنا مع بعضنا بعضا فإمكاننا مواجهة الأوقات العصيبة."

ويأتي الإعلان عن نقل الكتيبة العسكرية الفرنسية الألمانية إلى بلدة إيلكرش عقب إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إدخال إصلاحات على الجيش الفرنسي وحلّ كتيبة الروّاد التي كانت مرابطة في إيلكيرش. وبالتالي فإن الكتيبة الفرنسية الألمانية ستتخذ من الثكنة العسكرية القديمة مقرا لها. وهو أمر رحّب به رئيس بلدية مدينة إيلكيرش جاك بيكو، خاصة وأن قدوم الجنود الألمان يعني أيضا مجيء عائلاتهم إلى البلدة، بحيث يؤكّد على أن البلدة على استعداد لاستقبال أطفال الجنود مشيرا إلى وجود مدارس باللغتين الفرنسية والألمانية. وأشار بيكو أن ذلك يساهم في دعم اندماج العائلات الألمانية في مدينة فرنسية. وهو ما يعني بالنسبة له "تقارب أوروبا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد