1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نداء الليل في برلين

سارة عيسى٢٥ فبراير ٢٠١٣

تلفت الحياة الليلية في العاصمة الألمانية أنظار زوارها من جميع أنحاء العالم، لكن هل تنجح المدينة الصاخبة في أن لا تخيب ظن عشاقها؟ محررة DW إليزابيث جان تبحث عن الإجابة.

https://p.dw.com/p/17aB2
صورة من: picture-alliance/dpa

قلب الحفلات ببرلين كان في "بار 25" حتى عام 2010 و السبب فيشهرته هو ال"دي جي " بول و فريتز كالبررينير. الرواد كانوا يتجمعون في نادي الموسيقى الالكترونية بعد الظهر و يستمرون في الرقص حتى الليل، لكن بار 25 هدم فيما بعد.   

رقص "السوينج"

تتجه جان يوم الخميس إلي الملهى الليلي "كاتير هولزج" الذي أفتتحه أصحاب "بار 25" في الناحية الأخرى من نهر سبري لكي تشارك في حفلة لرقصة السوينج. و رغم أن الجمهور يعتقد أن قوانين الدخول متغطرسة فقد استطاعت الدخول دون أي مشاكل، بل أنها دفعت ثلاث يورو فقط بدلا من تعرفه العشرة يورو المعتادة لدخول النادي الليلي.

"كاتير هولزج" كان سابقا مصنعا للصابون لكنه أصبح الآن ملهي تضيئه فلاشات و أضواء براقة. على الجدران معلقة عليها مومياء كبيرة و أشكال مصنوعة من المعجون الورقي بأحجام أصغر تتنور كل حين و أخر، كما تصف جان.

تكمل جان طريقها طلوعا على السلالم لغرفة رقصة السوينج وجدت ديكور المكان مزدحما، ومضت تقول إن مصمصه كأنه قد أتى بكل شيء متاح في السوق ووضعه بالمكان، فالجدران مغطاة بالرسوم الكارتونية و اللوحات القديمة و زرع اللبلاب الصناعي إضافة إلى قطع القماش المتدلية.

اغلب راقصي السوينج  يتحدثون الإنجليزية ما يكشف عن أصولهم مختلفة . وفي أقل من نصف ساعة تعلمت أساسيات رقصة السوينج ، كما تعرفت إلي بعض الحضور، ومن ضمنهم الفنانة ثاليا ستيفانيك ذات الاثنين و عشرين عاما والتي انتقلت إلى برلين منذ عدة أسابيع لاعتقادها أن المدينة عاصمة الفن حاليا.

بول كالبررينير و فيلم برلين تنادي لعام 2008ساهموا في رسم صورة لحياة برلين الليلية.
بول كالبررينير و فيلم برلين تنادي لعام 2008ساهموا في رسم صورة لحياة برلين الليلية.

تترك جان المكان لتذهب إلي الطابق الأسفل لإلقاء نظرة علي النادي الإلكتروني الذي يفتتح في الساعة الحادية عشرة مساء. تجد مصابيح معدنية تُضفي على المكان شكل قبو، كما تصفه. راقتها الموسيقي الهادئة التي افتقدتها في الطابق العلوي.

من شقة إلى ملهى ليلي

تقرر جان أن تقوم بمغامرة مساء اليوم التالي من خلال ذهابها إلي شقة منعزلة و متهالكة بحي "فريدريشاين"، لتجد أنّ ما بدا ملهي ليليا غير قانوني قد أصبح رسميا صالون يدعى "تسور فيلدن رناته".

رغم أن الساعة كانت الواحدة صباحا فإن جان كانت أولى الحاضرين.

أمامها مساحة صغيرة للرقص بغرفة تبدو كغرفة المعيشة في الدور الأول. الجدران مبيّضة بإهمال و تتساقط قطع منها، و الحاضرون متباينون، فأعمارهم تتراوح بين 20 و 40 عاما و المظهر العام يتراوح بين الأناقة و بين البساطة.

بعد بضع ساعات ، وبضعة أقداح من الجعة ، بدأت في الحديث عن مزايا الحياة الليلية في برلين مع الفرنسي آرثر بلين الذي يبلغ من العمر 23 عاما.

لخّص بلين مزايا المكان بوجود مساحة كبيرة للملاهي الليلية غير المألوفة و المليئة برواد من أماكن عدة من العالم.

كاتير هولزج يدار من خلال صناع بار 25
كاتير هولزج يدار من خلال صناع بار 25صورة من: DW

أكثر الأماكن روعة

بالنسبة لجان، كان هذا أكثر الأماكن خرافية في برلين في ليلتها الثالثة، حيث كانت مصممة على معرفة السبب الذي يجعل الرواد يصطفون في طابور طويل على الباب في درجة الحرارة تنخفض الى -8 مئوية بالخارج.

الأشخاص الواقفون أمامها ينظرون بقلق إلى الحارس، لكنها عرفته من وشم السلك الشائك علي وجه، فهو سفن ماركوارت أكثر الحراس شهرة بألمانيا. تصف جان الحارس ماركوارت بأنه كالملك على عرشه، يحرس المكان و يقرر من يريد إدخاله إلى معبده و من يبقى عالقا مرتعشا من البرد بالخارج.

بعد حوالي نصف ساعة مرت جان بجانب ماركوارت و دخلت إلي الملهى الليلي "إيريي" عن طريق سلّم من الصلب، لتجد الناس على حلبة الرقص الرئيسية و كأنهم يتنقلون بالريموت كنترول من معزوفة موسيقية إلي أخرى. أما الباحثون عن العزلة فلهم غرفة ضخمة ذات إضاءة خافتة.

أثناء تجوالها في الأعلى بحانة "البانوراما" فوجئت جان أن الشراب الجيد ليس بالضرورة غالي الثمن، إذ أن ثمن مشروبها كان لا يزيد عن 6 يورو.

كأسها في يدها وهي تحتسي مشروبها و تفكر" إن الملاهي الليلية الرائعة ببرلين في ازدياد دائم ولا تقع بالضرورة على الحافات البعيدة للمدينة، ولكن يجب علي المرء أن يبحث عنها،  وحينا يجدها فله أن يختار المغامرة التي يحب".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد