1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منازل المسيحيين المهجورة مباحة "شرعا"

عبد المنعم الأعسم١٠ أبريل ٢٠١٤

ينقل عبد المنعم الأعسم أخبارا مؤكدة عن جماعات طائفية مسلحة اجتاحت منازل المسيحيين المهجورة في بغداد ورفعت فوقها بيارغ النصر وصور اولياء وزعامات دينية، واحاطتها بالحراسات، مؤكدا أن السلطات مشغولة عن ذلك.

https://p.dw.com/p/1Bew6
Stadt Bartella im Nord Irak
صورة من: Mulham Shaalan

انشغال السلطات الرسمية عن الجماعات الطائفية المسلحة التي اجتاحت منازل المسيحيين المهجورة في بغداد ورفعت فوقها بيارغ النصر وصور أولياء وزعامات دينية، وإحاطتها بالحراسات، محيّر ومريب، ومسجل بحساب الحملة الانتخابية، إذا شئنا الدقة.

لكن الامر المتعلق باجتياح بضعة منازل غادرها مالكوها المسيحيون، هربا، الى الخارج، ليس سوى فاصلة في مسلسل الاعتداءات المنهجية على "المكون المسيحي" تتقاسمها الجماعات المسلحة الارهابية المرتبطة بالمشروع التكفيري او بالمليشيات المدللة، ويعرف هذا المسيحيون انفسهم، بل انهم يحتفظون بوقائع مرعبة عن اعمال التنكيل والتضييق التي تعرضوا لها طوال اكثر من عقد من الستين في بغداد ومحافظات الجنوب وكركوك والموصل، وقد بُحّت اصوات المنادين بوجوب التحرك لحمايتهم، فلا الحكومة ولا الامم المتحدة ولا غيرهما سمع الاستغاثات.

طبعا، من السذاجة السياسية التساؤل عن السبب الذي يدفع الجماعات الطائفية المتطرفة الى استهدافالمسيحيين في العراق، وغيره، هذا إذا كان التساؤل بريئا وباحثا، بحق، عن اجابةشافية، لكن ثمة من يثير هذا السؤال، وعن قصد، لتعويم المسؤولية في متاهات نظرية المؤامرة، وتصريفها في اقنية ورطانات، ولا يتوانى هذاالبعض، الذي يتقن الضجيج واللغو، عن إبداء الشفقة الباردة واللفظية والمغشوشة علىالمسيحيين، والتذكير المكرر والممل بان الاسلام "برئ" من هذه الاعمال اللاانسانيةليوحي ان المهاجمين ربما من اتباع ديانة اخرى، أو انهم "مدسوسون" من قبل قوىمجهولة، او- في افضل التبريرات نعومة- ان الفاعلين لم يقرأوا كتاب الله جيدا.
وباستثناء السذج الذين لا يعرفون حقا لماذا يستهدف التطرف الديني المسيحيينوكنائسهم، وكذلك باستثناء الذين "يعرفونها ويحرفونها" فان خطابات شيوخ مساجد التطرف، المكتوبة والمصورة والمسموعة، لا تبقي مجالا للشك في ان استهدافالمسيحيين جزء من أحلام الدولة الدينية القائمة، اساسا، على فكرة الحرب بينالاسلام والنصارى. بين دولة الخلافة الجديدة والدول الكافرة. متفرعة عنها حروبتفصيلية اخرى بحسب ما يتاح للجماعات المسلحة من فرص للضرب والتفجير واقامة المذابحواجتياح المنازل المهجورة بما يبقي "حرب التقوى" مستمرة، وحرائقها مشتعلة.
علينا هنا ان نتوقف قليلا عندواحدة من اركان الخطاب الارهابي التعبوي، التجييشي، وهي عبارة "الاحتلال الصليبي" او "التحالف الصهيوني الصليبي" التي وضعها ابن لادن في وقت مسبق وجسدها في بيت من الشعر كان قد ارسله لانصاره في العراق، يقول فيه:
بغدادُ يا دارَ الخلافةِ ويحكِ ..... ما بالُ طهركِدنّسَته طُغَامُ ترى ما الفرق بين اولئك وهؤلاء؟.

**********
"
تزداد الكلاب السائبة دائما، لاننا نرمي بقاياالموائددائما"حكمة مترجمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشر في جريدة (الاتحاد) بغداد، ويعاد نشره على موقعنا بالاتفاق مع الكاتب.