مظاهرات تعم المدن الألمانية ضد الحروب وعسكرة السياسة
٢٤ مارس ٢٠٠٨شارك عشرات الآلاف من الألمان اليوم الاثنين في المسيرات السنوية لعيد الفصح، طالبوا خلالها بوضع نهاية للحروب والعنف في أماكن عدة من العالم . وذكر المركز الإعلامي لحركة " مسيرات عيد الفصح" في مدينة فرانكفورت بأن إجمالي المشاركين في مسيرات هذا العام منذ يوم "الجمعة العظيمة" وصل إلى حوالي 60 ألف شخص في أنحاء ألمانيا، غير أن الشرطة رأت أن عدد المتظاهرين كان أقل بكثير، لكنها لم تذكر تقديرات محددة للمشاركين في المسيرات التي انطلقت في عشرات المدن الألمانية. وذكر المركز الإعلامي للحركة اليوم أن نحو 70 مدينة ألمانية شهدت مسيرات عيد الفصح، مؤكدا أن عدد المشاركين ارتفع عن العام الماضي بنحو عشرة آلاف رغم تساقط الثلوج.
وكانت مصادر مكتب استعلامات مسيرات عيد القيامة قد ذكرت أمس الأحد أنه تم تنظيم مسيرات منطقة الرور التقليدية السنوية لعيد الفصح المجيد أو ما يعرف أيضا بعيد القيامة في ولاية شمال الراين فيستفاليا غربي ألمانيا. وشارك في هذه المسيرات المئات على الرغم من الطقس البارد الذي يعم البلاد، كما شهدت مدن ألمانية أخرى مسيرات مناهضة للحرب والتسلح والعنف.
رفض عسكرة السياسية
وركزت مظاهرات هذا العام بشكل خاص على انتقاد مشاركة الجيش الألماني في القوات الدولية بأفغانستان كذلك التواجد العسكري الأمريكي في العراق، حيث تأتي مسيرات عيد القيامة هذا العام متزامنة مع الذكرى الخامسة على بداية الحرب الأمريكية على العراق.
كما أعرب متظاهرون في بعض المدن الألمانية عن احتجاجهم على كيفية تعامل السلطات الصينية مع الأحداث في إقليم التبت. وحملت بعض المسيرات شعار: "أخرجوا الجيش الألماني من أفغانستان، اجعلوا ألمانيا خالية من السلاح النووي.. دافعوا عن الدستور". وقالت النائبة بيترا باو، إحدى ابرز الأصوات في حزب اليسار: "نحن هنا لأننا نرفض تفاقم عسكرة السياسة الداخلية والخارجية لألمانيا".
يذكر أن مسيرات عيد القيامة بدأت في ألمانيا عام 1960. وكانت قضية إعادة تسليح حلف شمال الأطلسي (الناتو) من القضايا التي زادت من الإقبال على هذه المسيرات عام 1982، إلا أن هذا الإقبال تراجع بوضوح منذ نهاية الحرب الباردة وانهيار الكتلة الشرقية وفقا لتقديرات مكتب الاستعلامات الخاص بالقائمين على تنظيم هذه المسرات.