1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصري ضمن "المنصفين بين الأمم" لإنقاذه يهودا من المحرقة

أجرى المقابلة : إيغال أفيدان / ترجمة صلاح شرارة٧ ديسمبر ٢٠١٣

حصل الآلاف على لقب "منصفون بين الأمم" لإنقاذهم يهودا من النازيين، ومن بين هؤلاء محمد حلمي، وهو طبيب مصري كان يعيش في برلين قبل وفاته عام 1982. مسؤولة من مؤسسة ياد فاشيم الإسرائيلية تعرف بهذا "المنقذ العربي" لأسرة يهودية.

https://p.dw.com/p/1AT77
Israel Holocaust Mahnmal Yad Vashem in Jerusalem
صورة من: Mrnrhem Kahana/AFP/Getty Images

منحت مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية الطبيب المصري الراحل محمد حلمي لقب "منصفون بين الأمم" وذلك بعد 31 عاما من وفاته. وبهذا اللقب أرادت المؤسسة، التي أنشأت عام 1953 وتتولى توثيق أحداث الهولوكوست (المحرقة النازية لليهود) وتخليد ذكرى ضحاياها، تقدير جهود الطبيب المصري، الذي كان يعيش في العاصمة الألمانية، في إيواء فتاة يهودية وإخفائها عن النازيين عام 1942 وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وكان محمد حلمي، الذي وُلد في الخرطوم عام 1901، قد انتقل عام 1922 إلى برلين لدراسة الطب. وبعد التخرج عمل في معهد روبرت كوخ، لكنه سرعان ما فُصل عن عمله عام 1937 لأسباب عنصرية بعد وصول النازيين إلى الحكم في ألمانيا. وبعدما انتهت الحرب، بقي حلمي في برلين إلى أن توفي فيها عام 1982.

ولمعرفة المزيد عن محمد حلمي والأسباب التي دفعت مؤسسة "ياد فاشيم" إلى منحه هذا اللقب تحدث إيغال أفيدان مع إيرينا شتاينفيلد مديرة قسم "منصفون بين الأمم" في "ياد ڤاشيم" التي تعني بالعربية "نصباً واسماً" وهو تعبير توراتي من سفر إشعيا.

ما السبب الذي جعل لجنة "منصفون بين الأمم" في مؤسسة "ياد فاشيم" تكرم أول عربي كمنقذ للشعب اليهودي؟

شتاينفيلد: حصلنا على وثائق من السيد مولدر، الذي بحث في تاريخ اليهود من ضحايا المحرقة النازية في حيه. ووصفت الوثائق قصة قيام محمد حلمي وفريدا ستستورمان بإنقاذ آنا بوروس ( غوتمان ). وبعدما تثبتنا من تلك المعلومات، قمنا بتوصيلها إلى لجنة "المنصفين" التي منحت الاثنين لقب "منصفون بين الأمم".

كيف كان وضع حلمي كمصري مسلم بعد وصول هتلر إلى السلطة عام 1933؟

لقد أصبح وضعه معقدا لأنه وفقا لعقيدة السلالات العرقية ينتمي إلى الجنس "الحامي" وليس إلى الجنس الآري، لذا لم يتمكن من الزواج من خطيبته الألمانية. ولم يتزوجها إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة. وكان حلمي قد انتقد النازيين، واُعتقل بسبب ذلك، وفي وقت لاحق اُحتجز في معسكر بالقرب من مدينة نورمبرغ، لأنه كان مصريا وكانت مصر ضمن أراضي (الإمبراطورية) الإنجليزية وكانت انجلترا بلدا عدوا (للنازيين). وعلى الرغم من أن حلمي كان يواجه العديد من المشاكل، إلا أنه مع ذلك كان ينتقد النازيين.

الطبيب المصري الراحل محمد حلمي وزوجيته ايمي (إلى اليمين) مع انا بوروس وابنتها كارلا عام 1969.
الطبيب المصري الراحل محمد حلمي وزوجيته ايمي (إلى اليمين) مع انا بوروس وابنتها كارلا عام 1969.صورة من: Yad Vashem

لماذا بحثت آنا بوروس، التي كان عمرها آنذاك 16 عاما، وتعيش في برلين مع والدتها وزوج الأم عن مكان تختبأ فيه؟

آنا بوروس أصلها من رومانيا وجاءت مع أمها إلى برلين عندما كان عمرها سنتان. في برلين كان يعيش أجداد آنا، وتزوجت أمها جولي من برليني. وعندما كانوا كأجانب يواجهون الترحيل الحتمي في أوائل عام 1942، قرروا الاختباء.

ربما كان ذلك أحب إليها من الترحيل إلى رومانيا الذي كانت فيه خطورة على حياتها. لكن كيف حدث اللقاء بين آنا بوروس ومحمد حلمي ؟

كان حلمي الطبيب الذي يعالج كل أفراد عائلة آنا بوروس. ونحن نعرف فقط أنه خبأها في عريش في منطقة برلين- بوخ. وعندما تأزم الوضع ذهب بها إلى فريدا ستستورمان حيث بقيت بضعة أسابيع حتى هدأت الأوضاع. كما قام الدكتور حلمي أيضا بتقديم الرعاية الطبية لجدة وعم آنا اللذين كانا مختبئين أيضا. وكان في ذلك خطورة كبيرة بالنسبة لشخص في وضعه، مع هذا فقد وقف إلى جانب مرضاه .

للأسف، نحن لا نعرف إلا القليل جدا عن الدكتور حلمي، لأن زوجته توفيت ولم يترك أولادا ولا أحفادا. لكن كيف يمكنك وصفه انطلاقا من الوثائق التي حصلت عليها؟ هل ينطبق عليه نموذج الأشخاص "المنصفين بين الأمم"؟

كان حلمي رجلا صاحب شخصية قوية، وذا خلق ولا يخاف. ولا يوجد بين الأشخاص الذين منحوا لقب "المنصفون بين الأمم"، والبالغ عددهم 25 ألف شخص، قاسم مشترك، فهم من جميع الأديان، وبنيهم ملحدون (أيضا). وينتمون إلى جميع الفئات العمرية ومختلف المهن. ونحن كرمنا أساتذة جامعات وأميين ونبلاء وكذلك بائعات هوى. فملامح الأشخاص الذين أنقذوا (اليهود) تطابق ملامح من ارتكبوا الجرائم. وقرار إنقاذ حياة أشخاص هو قرار شخصي، وكل واحد يمكنه الاختيار بين الخير والشر. وللأسف فإن من اختاروا الخير، قليلون جدا.

ايرينا شتاينيفيلد تعرض ميدالية محمد حلمي " المنصفون بين الأمم"
ايرينا شتاينيفيلد تعرض ميدالية محمد حلمي " المنصفون بين الأمم"صورة من: Igal Avidan

تم تكريم محمد حلمي بشهادة (تقدير) وميدالية نُقش عليها سجين بزي مخطط، ويبحث عبر الأسلاك الشائكة طريقه إلى عالم الحرية.

على الميدالية تم نقش مقولة "من ينقذ حياة إنسان واحد، ينقذ عالما بأكمله." وهذه مقولة يهودية مذكورة في التلمود. والفكرة الأساسية هي أن حياة إنسان واحد هي عالم بأكمله.

هل يمكنكم من خلال اعتراف ياد ڤاشيم بحلمي كواحد من "المنصفين بين الأمم"، والذي تصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم ، الحصول على معلومات جديدة عنه؟

تماما في نفس اليوم قامت ابنة أخ (أو ابنة أخت) آنا بوروس (والتي أصبحت تحمل اسم غوتمان فيما بعد) بالاتصال بنا هاتفيا. وتذكرت زيارتها مع عمتها (أو خالتها) للدكتور حلمي في برلين. وقد أوصلتنا بابنة آنا بوروس في الولايات المتحدة. وسوف ترسل لنا قريبا وثائق وصورا لوالدتها.

من يقرر منح لقب "المنصفين بين الأمم" وهل هي أيضا مسألة سياسية ؟

السياسة لا تلعب أي دور في منح الأشخاص لقب "المنقذ". وقد أُبلغت السفارة المصرية بذلك. ونشرت ياد ڤاشيم القصة على موقعها باللغة العربية، كما تحدثت عنها أيضا بعض وسائل الإعلام العربية. الهولوكوست مشكلة صعبة جدا في العالم العربي، لأنها تقف في ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لهذا السبب لا أعتقد أن تكريم مصري سوف يغير كثيرا في هذا الموقف. ولكن حتى لو غيّر فقط أشخاص قليلون من رأيهم بسبب ذلك، فإن هذا سيكون نجاحا.

أجرى المقابلة : إيغال أفيدان

ترجمة صلاح شرارة

المصدر: قنطرة 2013

http://ar.qantara.de/

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات