مصرع وإصابة العشرات في اعتداء انتحاري شرق العاصمة الجزائرية
١٩ أغسطس ٢٠٠٨قالت وزارة الداخلية الجزائرية إن 43 شخصا قتلوا وجرح 45 آخرون على الأقل في هجوم انتحاري استهدف صباح اليوم الثلاثاء (19 أغسطس/آب) مدرسة الدرك الوطني ببلدة يسر بولاية بومرداس (55 كم شرق العاصمة الجزائر). وقالت الحكومة إن الهجوم ربما كان هجوما ثأريا بعد كمين نصبه الجيش وأسفر عن مقتل 12 متشددا في منطقة القبائل الجبلية في ليلتي السابع والثامن من أغسطس. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم.
وفي الشهور الأخيرة وقعت العديد من الهجمات في المنطقة الجبلية شرقي الجزائر العاصمة والتي نفذها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي يقاتل لإقامة دولة إسلامية متشددة في البلاد التي تعد موردا رئيسيا للنفط والغاز لأوروبا.
إدانة ألمانية
وقوبلت العملية الارهابية اليوم بإدانة ألمانية شديدة، حيث اعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان برلين تدين "باشد ما يمكن" الاعتداءات الاخيرة "الشنيعة والجبانة" التي تحاول تعكير اجواء السلم الداخلي والمصالحة في الجزائر.
واعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان ان "اعمال الارهاب في الاشهر الاخيرة محاولات شنيعة وجبانة لتعكير اجواء السلم الداخلي والمصالحة في الجزائر"، مضيفا ان تلك الاعتداءات "تؤكد ان الارهاب ما يزال يشكل خطرا وتشدد على ضرورة التعاون من اجل مكافحته".
نشاط ملحوظ لتنظيم القاعدة في المغرب العربي
وكانت صحف ذكرت أن الكمين الذي نصبته الحكومة سابقا كان جزءا من ملاحقة الجيش للمتشددين الذين شنوا هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة أسفر عن إصابة 25 شخصا في بلدة تيزي وزو شرقي الجائر العاصمة في الثالث من أغسطس. وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن هذا الهجوم.
وكان تنظيم القاعدة أعلن مسؤوليته عن العديد من الهجمات في الماضي بما في ذلك الهجوم المزدوج على مكاتب الأمم المتحدة ومبنى محكمة في الجزائر العاصمة في ديسمبر كانون الأول والذي أسفر عن سقوط 41 قتيلا بينهم 17 من موظفي الأمم المتحدة.
حرب رغم مبادرة العفو
وتتعافى الجزائر من صراع استمر لأكثر من عشر سنوات تفجر عندما ألغت الحكومة التي كان يساندها الجيش عام 1992 انتخابات تشريعية اقترب حزب إسلامي متشدد من الفوز بها. ولقي نحو 150 ألف شخص حتفهم خلال أعمال العنف التي تلت ذلك.
لكن سفك الدماء انحسر في السنوات الأخيرة حيث أطلقت الحكومة عام 2006 سراح أكثر من ألفي متشدد إسلامي سابق بموجب عفو صدر لانهاء الصراع. لكن الحكومة ما زالت تحارب عدة مئات من المتشددين المتمركزين في منطقة القبائل والذين تبنوا اسم تنظيم القاعدة العام الماضي بعدما كانوا يعرفون باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال.