مشاريع معمارية حديثة في إفريقيا
يتم تنفيذ عدد كبير من المشاريع المعمارية الجديدة في إفريقيا ليس بالاعتماد على الحديد الصلب والإسمنت، وإنما بالاعتماد على الطين والخشب. ويشارك السكان المحليون في تنفيذ هذه المشاريع. وأحدها، هو مدرسة عائمة.
زورق بدلا من حافلة مدرسية
إذا أراد أطفال ماكوكو النيجيرية الذهاب إلى المدرسة، فيجب عليهم أن يكونوا مستعدين لركوب البحر، إذ منذ آذار/مارس الماضي تعوم مدرستهم في المياه الساحلية أمام العاصمة لاغوس. وهذه المدرسة العائمة، هي مثال على الفن المعماري الحديث في إفريقيا الذي يتميز بتنازل المهندسين المعماريين عن استخدام أساليب بنائية غربية وعودتهم إلى تطبيق تقنيات تقليدية واستخدام مواد بنائية تقليدية أيضا كالخشب.
العوم لمواجهة تغير المناخ
يُعرَض نموذج للمدرسة العائمة في معرض يقيمه حاليا متحف الفن المعماري في مدينة ميونيخ الألمانية، ففي ماكوكو تم بناء البيوت على أعمدة خشبية في المياه. إلا أن تغير المناخ أدى إلى أن تغمر المياه البيوت مرة بعد الأخرى. ويرى المهندس المعماري النيجيري كونله أدييمي حل المشكلة في بناء مبان عائمة. وأولها، هو هذه المدرسة.
روح جماعية
تلعب المصلحة العامة دورا مهما في تصميم جميع المشاريع المعمارية الإفريقية الحديثة. وسواء تمثل المشروع في بناء مدرسة أو بناء مستشفى، فمن المهم أن يستفيد من المشروع أكبر عدد من الناس. وعليه نشأ وسط حي السود ريد لوكيشن الواقع بالقرب من مدينة بورت إليزابيث مركز ثقافي، فهنا بُني متحفان ومكتبة في الفترة ما بين عامي 1998 و2012 بالقرب من أكواخ السكان.
عمل مشترك
يشارك السكان المحليون في حالات كثيرة في تنفيذ مشاريع البناء. وهذه المدرسة الحرفية في مالا الكينية، بناها سكانها بالتعاون مع طلاب ألمان، فتصميم هذه المدرسة تم في ألمانيا. إلا أن تصميم معظم المشاريع يعود إلى مهندسين معماريين محليين.
لبنات من الطين بدلا من أجهزة تهوية
أحد هؤلاء المهندسين المحليين، هو فرانسيس كيري من بوركينا فاسو الذي صمم في وطنه بالتعاون مع المخرج الألماني الراحل كريستوف شلينغنزيف هذه القرية. وانتهى بناء مركزها الطبي عام 2013. ويستخدم كيري قبل كل شيء الطين كمادة بناء تقليدية، لأن لبنات الطين رخيصة. وهي تجعل استخدام أجهزة التهوية والتدفئة غير ضروري، إذ أنها تخزن الحرارة في النهار لنشرها في المكان بالليل.
القبض على الريح
يستخدم مستشفى متخصص في علاج الأطفال في ميناء بورسودان، الواقع على البحر الأحمر، تقنية إيرانية لتبريد غرف المستشفى. ويشفط المبنى الريح لنقلها في البداية إلى أقبيته الباردة قبل أن يتم استخدام الهواء المبرَّد لتهوية الغرف.
بيوت تشبه تلالا
صمم المهندس المعماري بيتر ريتش من جنوب إفريقيا عدة أجنحة متقوسة لمركز المعارض هذا في حديقة مابونغوفه الوطنية في بلاده. وتندمج هذه الأجنحة في الطبيعة مثل تلال، إذ تم توزيع أحجار على سقوفها تتوفر في المنطقة.
لا للعمارات الشاهقة من الخرسانة
يشمل المعرض في ميونيخ 28 مشروعا من دول مثل كينيا ونيجيريا وبوركينا فاسو والسودان. وتستهدف جميعها المساهمة في التحكم في الهجرة المستمرة من المناطق الريفية إلى المدن بدون اللجوء إلى بناء عمارات شاهقة فقط، وإنما بالاعتماد على تقاليد البناء الإفريقية بما ينسجم مع حاجات السكان.