1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مذكرة عاجلة لأنقاذ اهالي البصرة

١ أكتوبر ٢٠٠٩

د تيسير الآلوسي

https://p.dw.com/p/JvLf

م

م مذكرة عاجلة من أجل إنقاذ أهالي البصرة العراقية من كارثة الإبادة الجماعية

معالي الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد بان كي مون المحترم

دولة رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي المحترم

تحية طيبة

وبعد

تواردت الأنباء من داخل مدينة البصرة، تفيد بمعالم بداية كارثة إنسانية خطيرة قد تؤدي لإبادة جماعية لأهالي المدينة وقد بدأت تلك النتائج الخطيرة حاليا بمناطق جنوبية في المحافظة.. وإذا كان بعض الأهالي قد شرعوا بالنزوح بعد علامات مريبة بشأن موت أصاب الزرع والضرع وبعض المواطنين، فإنّ إمكانات النزوح ليست متوافرة للجميع ولا تمثل الحل الأمثل لمواجهة الكارثة التي ستطال عاجلا أهالي المحافظة كافة...

إنّ ما يجري هناك ليس حجبا لمياه الكارون والانخفاض بها من مستوياتها المعتادة إلى مستويات تتسبب بكارثة إنسانية مؤكدة فقط.. فالأمر تعدى ملوحة المياه وتحول البصرة من مدينة نهرية إلى مدينة بحرية المياه فجأة وبلا استعدادات بمشروعات التحلية المعروفة في المدن البحرية؛ الأمر بات أخطر من ذلك بسبب من المواد الكيمياوية الخطيرة التي ترد فيما تبقى من مياه ترسلها مصبات الأنهر السابقة من معامل التلويث..

وبات الأهالي يشهدون يوميا قتلا للمزارع والمواشي فماتت الكائنات والأحياء الدقيقة من غذاء الثروة السمكية التي أبيدت هي الأخرى بعد أن كانت تتوافر بعشرات آلاف الأطنان.. وما عاد الأهالي يمكنهم العيش أو توفير مياه الشرب الذي كانوا بتناولونه من مياه شط العرب حتى من دون مادة الكلور المعقمة...

إن الكارثة التي تحصل بمجمل تأثيراتها البيئية والاجتماعية والإنسانية تنذر بجريمة إبادة جماعية، في وقت تمنع السلطات المحلية أية تظاهرات سلمية بات الأهالي يطالبون بها لإيصال الصوت مباشرة من ميدان الصراع بين الحياة والموت في كل ثانية تمضي من حيواتهم.. وأبعد من ذلك فإن الإجراءات المتخذة ليست أكثر من قرارات بلا فعل ميداني يجلب رشفة الحياة من الماء للعطشى من الأهالي فضلا عن ضعف الإمكانات الحقيقية للحكومة لمعالجة الاحتمالات المأساوية...

إن الخط الفاصل بين حياة الإنسان البصري ومقتله بات بيد إجراءات ستحيق بهذا الإنسان كونها لا تتفاعل مع الحاجة الفورية المباشرة للماء ومع حجم هذه الحاجة الحقيقي. وباتت تصريحات بعض مسؤولي المدينة تشير بوضوح إلى مخاطر مثل هذا التساهل والإهمال وضعف إمكانات التصدي للمشكلة.. وصار أهالي المدينة تحت رحمة ملوحة الماء وقصور المتوافر الصالح للاستهلاك الآدمي إلى جانب الملوثات الكيمياوية التي باتت تتسبب في إصابة السكان بأمراض وبائية كحمى مالطا والكوليرا والتيفوئيد وغيرها مما سيخرج عن السيطرة في مدى غير بعيد..

وبالإشارة إلى أزمة المياه في عراق اليوم، فإن تجفيف الأهوار والأنهار من قبل كل من تركيا وإيران وسوريا يعني ارتكاب جريمة بحق الإنسانية وليس الشعب العراقي وحده لأن المتغيرات البيئية ستتجه إلى أوضاع أكبر من حدودها الجغرافية المحلية... ومن هنا فإن قضية المياه ليست قضية لعبة تضاغطات سياسية في خواتيمها بل هي حرب ضد الإنسانية يتطلب وضعها بهذا المعنى المركب المعقد على طاولة مجلس الأمن فورا وإدخالها في سلطة البند السابع من جهة تنفيذ القرار الفوري بإطلاق المياه بحجم الخرق النوعي الموصف قانونيا لحروب الإبادة الشاملة...

لقد خرجت القضية من دائرة مسؤولية الحكومة العراقية وقدراتها على التعاطي مع حياة تلك الملايين من المواطنين وتعريضهم للإبادة الجماعية وكارثة التخريب البيئية وكلتا الكارثتان ستنطلق بتأثيراتهما إقليميا وعالميا بطريقة أخطر من تلك التي يغمض (البعض) أعينهم عنها.. مع تذكيرنا بمسائل النزوح من الريف إلى المدينة وأعبائه الديموغرافية ومتطلباته ومشكلاته وبمشكلات الأوبئة واستيلاد جراثيم وفيروسات جديدة وانتقالها المؤكد في المحيط وبموجة أخرى من النزوح إلى دول الجوار بمعضلاته الجديدة..

وفي ضوء تشخيصنا لحجم الكارثة فإننا من نخبة التكنوقراط والمتخصصين وقادة الثقافة والفكر العراقيين، نطالب بتحمل مسؤولياتكم من الآتي من الفعاليات المؤملة منعا لضحايا أكبر لهذه الكارثة:

1. نطالب بإعلان منطقة البصرة والمحافظات المجاورة منطقة منكوبة.

2. وبإيصال مياه الشرب والاستخدام الآدمي بكميات كافية فورا.

3. وأن تتخذ الحكومة العراقية والجهات الأممية الإجراءات العاجلة الكفيلة بتلبية المطالب الإنسانية الفورية..

4. أن تتجه الحكومة العراقية بوفود فنية متخصصة بجميع المجالات التي تشملها الأزمة لفتح حوارات عاجلة وأخرى استراتيجية مع الدول المعنية ومع مجلس الأمن الدولي بمشروع واضح المطالب العاجلة والآجلة..

5. ونحن هنا نتجه بمطلبنا المباشر العاجل هذا إلى معاليكم سيادة الأمين العام للأمم المتحدة لتنهضوا بمسؤولياتكم القانونية والإنسانية بدعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد والتدخل العاجل بخصوص معالجة الوضع الكارثي في منطقة منكوبة تتعرض لاحتمالات الإبادة الجماعية في حرب المياه الناجمة عن ضغوط اختلال التوازن الاستراتيجي في المنطقة.. وإجرائيا الجارية عبر تغيير مصبات الأنهر وحجب الكميات الطبيعية ونسب الحصص للدول المتشاطئة والمشتركة في مسارات الأنهر فضلا عن القصور المأساوي في تلبية المطالب العاجلة من جهة وفي تعريض السكان للأوبئة الفتاكة من جهة أخرى كما أسلفنا التوضيح وفي ضوء التقارير الواردة ميدانيا...

6. نطالب بأن تجري المشروعات الخاصة ببناء السدود والزراعة والرّي في تلك الدول المجاورة للعراق على وفق الاتفاقات والقوانين الدولية المخصوصة سواء منها المبرمة ثنائيا أم المقرة في المواثيق الدولية...

7. نطالب بإطلاق فوري للمياه من الأنهر المحولة عن مساراتها الطبيعية.

8. نطالب بتشكيل لجان تحقيق فنية متخصصة (محلية عراقية وأخرى دولية) تتعلق بالآثار البيئية والاجتماعية والإنسانية الصحية الحياتية بمختلف مظاهرها ونتائجها الكارثية وهنا نحيل مطلبنا بخاصة لمعاليكم سيادة الأمين العام لتوجيه عاجل بلجنة أممية متخصصة مباشرة أو عبر ممثلية الأمم المتحدة في العراق...

9. نطالب الحكومة العراقية بتقديم الإحصاءات الرسمية لنتائج حرب المياه على الأرض وعرضها على الشعب العراقي والعالم والتوقف عن التعاطي مع الكارثة من منطلقات العلاقات الحزبية واللعبة السياسية...

إننا في وقت نعلن وقوفنا مع أهلنا في محنتهم بين الحياة والموت نؤكد حرصنا على التعاطي مع المعضلة المأساوية بموضوعية وبعيدا عن أية حسابات سياسية وأننا سنتابع الأمر هذا على وفق ما يلبي مصالح أهلنا وكل شعوب المنطقة ويحميها وبيئتها من أية نوازل أو هزات.. ونحن نضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتها التاريخية الفورية العاجلة واثقين من تعاطيكم النبيل والمسؤول مع هذي المطالب الإنسانية...

تقبلوا معاليكم فائق التقدير والاحترام

أ.د. تيسير الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

مستشار رابطة الكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

رئيس لجنة الأكاديميين العراقيين في المهجر

معالي الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد بان كي مون المحترم

دولة رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي المحترم

تحية طيبة

وبعد

تواردت الأنباء من داخل مدينة البصرة، تفيد بمعالم بداية كارثة إنسانية خطيرة قد تؤدي لإبادة جماعية لأهالي المدينة وقد بدأت تلك النتائج الخطيرة حاليا بمناطق جنوبية في المحافظة.. وإذا كان بعض الأهالي قد شرعوا بالنزوح بعد علامات مريبة بشأن موت أصاب الزرع والضرع وبعض المواطنين، فإنّ إمكانات النزوح ليست متوافرة للجميع ولا تمثل الحل الأمثل لمواجهة الكارثة التي ستطال عاجلا أهالي المحافظة كافة...

إنّ ما يجري هناك ليس حجبا لمياه الكارون والانخفاض بها من مستوياتها المعتادة إلى مستويات تتسبب بكارثة إنسانية مؤكدة فقط.. فالأمر تعدى ملوحة المياه وتحول البصرة من مدينة نهرية إلى مدينة بحرية المياه فجأة وبلا استعدادات بمشروعات التحلية المعروفة في المدن البحرية؛ الأمر بات أخطر من ذلك بسبب من المواد الكيمياوية الخطيرة التي ترد فيما تبقى من مياه ترسلها مصبات الأنهر السابقة من معامل التلويث..

وبات الأهالي يشهدون يوميا قتلا للمزارع والمواشي فماتت الكائنات والأحياء الدقيقة من غذاء الثروة السمكية التي أبيدت هي الأخرى بعد أن كانت تتوافر بعشرات آلاف الأطنان.. وما عاد الأهالي يمكنهم العيش أو توفير مياه الشرب الذي كانوا بتناولونه من مياه شط العرب حتى من دون مادة الكلور المعقمة...

إن الكارثة التي تحصل بمجمل تأثيراتها البيئية والاجتماعية والإنسانية تنذر بجريمة إبادة جماعية، في وقت تمنع السلطات المحلية أية تظاهرات سلمية بات الأهالي يطالبون بها لإيصال الصوت مباشرة من ميدان الصراع بين الحياة والموت في كل ثانية تمضي من حيواتهم.. وأبعد من ذلك فإن الإجراءات المتخذة ليست أكثر من قرارات بلا فعل ميداني يجلب رشفة الحياة من الماء للعطشى من الأهالي فضلا عن ضعف الإمكانات الحقيقية للحكومة لمعالجة الاحتمالات المأساوية...

إن الخط الفاصل بين حياة الإنسان البصري ومقتله بات بيد إجراءات ستحيق بهذا الإنسان كونها لا تتفاعل مع الحاجة الفورية المباشرة للماء ومع حجم هذه الحاجة الحقيقي. وباتت تصريحات بعض مسؤولي المدينة تشير بوضوح إلى مخاطر مثل هذا التساهل والإهمال وضعف إمكانات التصدي للمشكلة.. وصار أهالي المدينة تحت رحمة ملوحة الماء وقصور المتوافر الصالح للاستهلاك الآدمي إلى جانب الملوثات الكيمياوية التي باتت تتسبب في إصابة السكان بأمراض وبائية كحمى مالطا والكوليرا والتيفوئيد وغيرها مما سيخرج عن السيطرة في مدى غير بعيد..

وبالإشارة إلى أزمة المياه في عراق اليوم، فإن تجفيف الأهوار والأنهار من قبل كل من تركيا وإيران وسوريا يعني ارتكاب جريمة بحق الإنسانية وليس الشعب العراقي وحده لأن المتغيرات البيئية ستتجه إلى أوضاع أكبر من حدودها الجغرافية المحلية... ومن هنا فإن قضية المياه ليست قضية لعبة تضاغطات سياسية في خواتيمها بل هي حرب ضد الإنسانية يتطلب وضعها بهذا المعنى المركب المعقد على طاولة مجلس الأمن فورا وإدخالها في سلطة البند السابع من جهة تنفيذ القرار الفوري بإطلاق المياه بحجم الخرق النوعي الموصف قانونيا لحروب الإبادة الشاملة...

لقد خرجت القضية من دائرة مسؤولية الحكومة العراقية وقدراتها على التعاطي مع حياة تلك الملايين من المواطنين وتعريضهم للإبادة الجماعية وكارثة التخريب البيئية وكلتا الكارثتان ستنطلق بتأثيراتهما إقليميا وعالميا بطريقة أخطر من تلك التي يغمض (البعض) أعينهم عنها.. مع تذكيرنا بمسائل النزوح من الريف إلى المدينة وأعبائه الديموغرافية ومتطلباته ومشكلاته وبمشكلات الأوبئة واستيلاد جراثيم وفيروسات جديدة وانتقالها المؤكد في المحيط وبموجة أخرى من النزوح إلى دول الجوار بمعضلاته الجديدة..

وفي ضوء تشخيصنا لحجم الكارثة فإننا من نخبة التكنوقراط والمتخصصين وقادة الثقافة والفكر العراقيين، نطالب بتحمل مسؤولياتكم من الآتي من الفعاليات المؤملة منعا لضحايا أكبر لهذه الكارثة:

1. نطالب بإعلان منطقة البصرة والمحافظات المجاورة منطقة منكوبة.

2. وبإيصال مياه الشرب والاستخدام الآدمي بكميات كافية فورا.

3. وأن تتخذ الحكومة العراقية والجهات الأممية الإجراءات العاجلة الكفيلة بتلبية المطالب الإنسانية الفورية..

4. أن تتجه الحكومة العراقية بوفود فنية متخصصة بجميع المجالات التي تشملها الأزمة لفتح حوارات عاجلة وأخرى استراتيجية مع الدول المعنية ومع مجلس الأمن الدولي بمشروع واضح المطالب العاجلة والآجلة..

5. ونحن هنا نتجه بمطلبنا المباشر العاجل هذا إلى معاليكم سيادة الأمين العام للأمم المتحدة لتنهضوا بمسؤولياتكم القانونية والإنسانية بدعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد والتدخل العاجل بخصوص معالجة الوضع الكارثي في منطقة منكوبة تتعرض لاحتمالات الإبادة الجماعية في حرب المياه الناجمة عن ضغوط اختلال التوازن الاستراتيجي في المنطقة.. وإجرائيا الجارية عبر تغيير مصبات الأنهر وحجب الكميات الطبيعية ونسب الحصص للدول المتشاطئة والمشتركة في مسارات الأنهر فضلا عن القصور المأساوي في تلبية المطالب العاجلة من جهة وفي تعريض السكان للأوبئة الفتاكة من جهة أخرى كما أسلفنا التوضيح وفي ضوء التقارير الواردة ميدانيا...

6. نطالب بأن تجري المشروعات الخاصة ببناء السدود والزراعة والرّي في تلك الدول المجاورة للعراق على وفق الاتفاقات والقوانين الدولية المخصوصة سواء منها المبرمة ثنائيا أم المقرة في المواثيق الدولية...

7. نطالب بإطلاق فوري للمياه من الأنهر المحولة عن مساراتها الطبيعية.

8. نطالب بتشكيل لجان تحقيق فنية متخصصة (محلية عراقية وأخرى دولية) تتعلق بالآثار البيئية والاجتماعية والإنسانية الصحية الحياتية بمختلف مظاهرها ونتائجها الكارثية وهنا نحيل مطلبنا بخاصة لمعاليكم سيادة الأمين العام لتوجيه عاجل بلجنة أممية متخصصة مباشرة أو عبر ممثلية الأمم المتحدة في العراق...

9. نطالب الحكومة العراقية بتقديم الإحصاءات الرسمية لنتائج حرب المياه على الأرض وعرضها على الشعب العراقي والعالم والتوقف عن التعاطي مع الكارثة من منطلقات العلاقات الحزبية واللعبة السياسية...

إننا في وقت نعلن وقوفنا مع أهلنا في محنتهم بين الحياة والموت نؤكد حرصنا على التعاطي مع المعضلة المأساوية بموضوعية وبعيدا عن أية حسابات سياسية وأننا سنتابع الأمر هذا على وفق ما يلبي مصالح أهلنا وكل شعوب المنطقة ويحميها وبيئتها من أية نوازل أو هزات.. ونحن نضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتها التاريخية الفورية العاجلة واثقين من تعاطيكم النبيل والمسؤول مع هذي المطالب الإنسانية...

تقبلوا معاليكم فائق التقدير والاحترام

أ.د. تيسير الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

مستشار رابطة الكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

رئيس لجنة الأكاديميين العراقيين في المهجر