1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مدير عام DW: الجمهور هو عامل توجيه أساسي لعملنا

أجرى المقابلة: يوهانس هوفمان /ترجمة: فلاح الياس٢٢ أبريل ٢٠١٣

في الثالث من مايو/ أيار 1953 انطلق لأول مرة بث إذاعة DW، أين أصبحت المؤسسة الإعلامية الألمانية الموجهة للخارج بعد ستين عاما على انطلاقتها؟ هذا السؤال وأسئلة أخرى نطرحها على مدير عام DW، إيريك بيترمان في هذا الحوار.

https://p.dw.com/p/18Kk9
صورة من: DW

DW: توليت إدارة DW لمدة 12 عاما، فما الشيء المميز خلال فترة إدارتك للمؤسسة، وما هو أكثر شيء احتل حيزا واسعا في تغطيتها منذ بدء الألفية الثالثة؟

إيريك بيترمان: من الناحية السياسية، بدون شك كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 وما تبعها من آثار. قبل أيام قليلة من استلامي منصبي (كمدير عام) تأكدت لي قيمة دي دبليو لبلادنا، وكم هو هام أن يصل صوتنا للعالم. الأمر الهام الآخر الذي يجب الإشارة إليه هو التطور التكنولوجي السريع الذي أحدث ثورة حقيقية في الاتصالات العالمية. هذا التطور شمل إنتاج وتوزيع المنتجات الإعلامية من جهة، وسلوك الجمهور الذي تغير إلى حد كبير.

بعد ثماني سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، كان منوطا بـDW التواصل مع العالم ومرافقة ألمانيا في طريق عودتها إلى المجتمع الدولي. ما هي مهمةDW بعد 60 عاما من انطلاقتها؟

في الماضي كما في الحاضر كانت مهمةDW وما زالت تتجسد في تقديم صورة بلدنا وقيمه للعالم. يفترض بـDW أن "توصل للعالم صورة ألمانيا كأمة نشأت بجذور ثقافية أوروبية، وكدولة قانون ليبرالية وديمقراطية"، هذا ما جاء في قانونDW لعام 2005. لقد توسعت مهمتنا وتطورت. فبما نقدمه من تغطية صحافية بعدة لغات ومع الأكاديمية، بتنا اليوم منبرا للحوار الثقافي ونتيح لوجهة النظر الألمانية وغيرها من وجهات النظر مساحة كافية. ولهذا فنحن نعتبر أنفسنا صوتا للحرية وحقوق الإنسان. كما إننا نعمل على دعم اللغة الألمانية، فهذا جزء من المهمة الموكلة إلينا.

المدير العام لمؤسسة دي دبليو إيريك بيترمان

وماذا يعني ذلك بالنسبة لمضمون العمل الصحفي؟

نريد الوصول إلى جمهور عالمي، ولذلك نقدم محتوى صحفيا بثلاثين لغة. المهمة المسندة لنا بموجب القانون وكذلك ميثاقDW يشكلان الإطار الذي تعمل من خلاله أقسام التحرير لدينا. كما أن تطلعات مشاهدينا ومستمعينا وقراء مواقعنا على الإنترنت تعد من عوامل التقييم الأساسي لعملنا. علينا أن نلبي تطلعاتهم المختلفة جدا بالنظر إلى أنهم موجودون في مناطق مختلفة من العالم ويتكلمون لغات مختلفة. وبالنظر للتطورات التقنية المتتالية، فإن هذا الأمر بات بمثابة عملية تكيف مستمر وهذا هو السبب الذي جعلنا نبث برامجنا الإذاعية عبر الموجات القصيرة لسنوات طويلة، ثم أطلقنا قنوات فضائية، وكنا من أوائل المؤسسات التي أطلقت مواقع لها على شبكة الإنترنت، والآن بتنا نعمل كمؤسسة إعلامية متعددة الوسائط.

وهذا هو السبب كذلك في تركيزنا قدر الإمكان على قضايا الإقليم الذي نبث إليه. ومنذ أكثر من عام بتنا نقدم بثنا على ست قنوات تلفزيونية إقليمية، بأربع لغات هي الإنجليزية والألمانية والإسبانية والعربية، كما إننا ننتج العديد من البرامج التلفزيونية بلغات أخرى ونقدمها للمحطات الشريكة في جميع أنحاء العالم. وبطبيعة الحال باتت وسائل الإعلام الاجتماعية وعروض الهاتف المحمول من عروضنا على الانترنت.

المهمة الموكلة لكم (من البرلمان) والتمويل الحكومي – وبنفس الوقت تعملون كمؤسسة صحفية مستقلة منذ ستين عاما. كيف تمكنتDW من إثبات نفسها كصوت ذي مصداقية في ظل هذه الشروط؟

نحن كمؤسسة إعلامية عامة موجهة للخارج وتمول من الضرائب، نتمتع بميزة هامة في الإعلام الدولي: فنحن نتمتع كبقية وسائل الإعلام الألمانية المحلية بالحريات وبالحماية وفق المادة الخامسة من الدستور. ولذلك لا يوجد أي تناقض بين التكليف القانوني وتمويلنا الحكومي من الضرائب من جهة مع استقلالنا الصحفي من جهة أخرى. من خلال الصحافة الجيدة ومن خلال العرض المتوازن دائما لبلدنا تمكنتDW خلال العقود الماضية من صنع سمعتها الجيدة كمصدر موثوق للمعلومات وذي مصداقية. وما يعزز ذلك هو أننا نتيح الفرصة لإيصال أصوات أولئك المضطهدين في بلدانهم. الناس يثقون بنا. وهذا هو أهم شيء بالنسبة لوسيلة إعلام دولية.

هل هذا هو السبب وراء الطلب العالمي الواسع على عروض أكاديميةDW؟

منذ حوالي خمسين عاما ونحن ندعم تطوير الأنظمة الإعلامية الحرة والشفافة. وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية هي شريكنا الأهم في هذا المجال. جنبا إلى جنب مع الوزارة نعمل على تعزيز جودة العروض الصحفية والكفاءات الإعلامية في البلدان النامية والبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية. ويتعلق الأمر بأكثر من مجرد تدريب وتأهيل الصحفيين، فمن المهم أيضا أن نقدم خبراتنا للمؤسسات الإعلامية ليكون لديها إستراتيجية للبقاء من الناحية الاقتصادية، وأن نتيح للفئات السكانية المحرومة من الوصول إلى المعلومات مجالا كي يصلوا إليها.

كذلك قمنا مرارا بمساعدة وسائل الإعلام الحكومية في إعادة هيكلتها لتكون مؤسسات عمومية، ومن بين المشاريع الحالية في هذا السياق ما نقدمه من مساعدة في جمهورية مولدوفا. الطلب كبير جدا لدرجة أنه لا يمكننا أن نلبي كل الرغبات. حاليا يشارك حوالي 3000 آلاف من العاملين في القطاع الإعلامي سنوياً في برامج التدريب التي نقدمها. نحن نعتمد على حضورنا المحلي هناك وعلى الالتزام والعمل على المدى الطويل. برنامج الماجستير الدراسي الذي أطلقناه قبل سنوات„International Media Studies“ يقدم لشركائنا فرصا إضافية للتأهيل. أكاديميةDW هي المنظمة الألمانية الرائدة في مجال تطوير وسائل الإعلام الدولية.

طورت DW نفسها من راديو للموجات القصيرة إلى مؤسسة إعلامية متعددة الوسائط – هل فرض التغيير نفسه؟

منذ عام 1953، تغيرت ظروف البث الدولي والاتصالات العالمية بشكل هائل والمحطة التي لا تتمتع بالمرونة الدائمة أمام هذه التحديات ستفقد بسرعة موقعها. لقد بادرنا في وقت مبكر إلى الاعتماد على الإنتاج والبث الرقمي. كنا أول مؤسسة إعلامية عامة في ألمانيا على شبكة الإنترنت وكنا روادا في الانتقال إلى العمل بالوسائط المتعددة. ومن يتدرب لدينا اليوم في برنامج التدريب الطويل (لمدة سنة ونصف)، فإنه سيكون قويا في كافة المجالات: أمام الكاميرا أو خلف الميكروفون وعبر الإنترنت. كما إن شبكات التواصل الاجتماعي في كافة أقسام التحرير لدينا باللغات الثلاثين أضحت جزءا لا يتجزأ من العمل اليومي.