1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لماذا يريد معظم المهاجرين أن يدفنوا في الوطن الأم؟

نيمانغا روجفيتش / صلاح شرارة٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

يريد كثير من المهاجرين أن يدفنوا بعد موتهم في بلدانهم الأصلية. السبب في ذلك لا يعود فقط للحنين إلى الوطن، وإنما هناك أسباب أخرى ولا سيما بالنسبة للمهاجرين المسلمين والهندوس.

https://p.dw.com/p/1AMiq
Airport workers stand beside the coffin containing the body of former Yugoslav president Slobodan Milosevic, wrapped with Serbian flag, after arriving at the Belgrade Airport from the Netherlands, Wednesday 15 March 2006. Milosevic, who died in prison on Saturday just months before an expected verdict in his war crimes trial, ruled for a decade as Yugoslavia imploded in conflict during the 1990s. Milosevic will be buried in Pozarevac on Saturday 18 March 2006. EPA/KOCA SULEJMANOVIC +++(c) dpa - Report+++
صورة من: picture-alliance/dpa

الحنين إلى الوطن إحساس يلاحق المغتربين في كل مكان في العالم، في ما يبقى حلم العودة دفينا لدى البعض منهم، إما أن يتحقق في حياتهم أو عند مماتهم؛ لذلك يفضل كثيرون منهم أن يدفنوا في بلدانهم الأصلية. حنين هؤلاء، أصبح مصدر رزق راديسا ميهاجلوفيتش درندا، صاحب شركة نقل الموتى المغتربين من الخارج إلى صربيا. وتعد شركته "درندا إنترناشونال"، التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة بوزاريفاتش الصربية، واحدة من أكبر شركات نقل وتجهيز الموتى في بلدان يوغوسلافيا السابقة.

وفي حديث لـDW، يرى راديسا ميهايلوفيتش أن ثمانين في المائة من المتوفين يريدون أن يدفنوا في موطنهم الأصلي، ومنهم من قضى فترات طويلة في ألمانيا. "وعندما لا يؤكد الآباء أو الأجداد صراحة رغبتهم في الدفن في بلدانهم الأصلية، يقوم الأبناء والأحفاد في كثير من الأحيان بدفنهم في ألمانيا لأن هذا هو المكان الأقرب بالنسبة لهم"، يضيف صاحب شركة نقل الموتى.

لا أحد في ألمانيا يعرف عدد الأشخاص الذين يرغبون في أن يدفنوا في بلدانهم الأصلية؛ مع العلم أن ذلك يستلزم استخراج جوازات "سفر الجثث" -كما يطلق عليها- لنقل الجثة إلى الخارج، والتي تقوم البلديات التابعة للولايات الألمانية المختلفة بإصدارها. وحول ذلك، توجهت DW بسؤال إلى مكتب الإحصاء الاتحادي وعدد من الوزارات الاتحادية والوزارات في الولايات الألمانية، عن عدد الحالات المسجلة لترحيل الجثث، لكن تعذر الحصول على أرقام دقيقة، نظرا لعدم وجود مؤسسة مركزية تقوم بتوثيق البيانات من مختلف المؤسسات الألمانية. ويتراوح عدد الجثث التي تنقل خارج ألمانيا بين ثلاثين إلى أربعين ألف جثة سنويا، حسب تقديرات فابيان شاف- ميشتا من موقع bestattungen.de، أكبر موقع إلكتروني ألماني لمقارنة مؤسسات تجهيز ودفن الموتى.

Die Zentrale von "Drnda International", einer der größten Bestattungsunternehmer in Ex-Jugoslawien. Das Geschäft befindet sich in Pozarevac, Serbien. Auf der linke Seite ist ein Kiosk mit cevapcici zu sehen. *** Foto: Vukan Rujevic
شركة درندا انترناشونال لنقل الموتى في صربيا.صورة من: Vukan Rujevic

الدفن في غير التابوت

ويقول فابيان شاف- ميشتا: "كثيرا من الناس عاشوا في الواقع في ألمانيا عشرين أو حتى أربعين عاما، عادة دون أسرهم، ولهذا يفضل المغتربون أن يدفنوا في أوطانهم". إلى جانب هذه العوامل، هناك رغبة ملحة في العودة إلى الجذور، كما يوضح هشام الفونتي من مؤسسة الدفن الإسلامي Islam-Bestattungen في مدينة دوسلدورف قائلا: "هذا يدل على الارتباط القوي بالوطن الأم، حيث تكون للشخص رغبة في أن يدفن هناك إلى جانب الأسلاف".

وعندما يتعلق الأمر بالمسلمين، فإن الحنين للوطن ليس السبب الوحيد لاختيارهم الدفن في بلدانهم، حسبما أفاد هشام الفونتي مضيفا، "في الإسلام ، يجب أن يتجه القبر نحو القبلة، وهذا ليس متاحا دائما في ألمانيا". أما الإشكال الكبير بالنسبة لمسلمي ألمانيا فيتمثل في عملية الدفن بدون تابوت، وفق مقتضيات الشريعة الإسلامية، لكن ذلك يتطلب الحصول على أوراق إدارية كثيرة جدا. عدا أن الدفن في التابوت مسألة إجبارية في العديد من المقابر الألمانية، يقول الفونتي.

Moslemischer Gräberfeld, Kölner Westfriedhof (2004)
قبور المسلمين في مقبرة بمدينة كولونيا.صورة من: Sabina Casagrande

ووفقا لوزارة الصحة في ولاية رينانيا وستفاليا شمال الراين (NRW)، فإن قانون الدفن في ألمانيا لا يلزم استخدام التابوت، حسب ما ورد في رد خطي على سؤال DW حول هذه النقطة الخلافية. وأشارت رسالة الوزارة الألمانية أيضا أن "هناك اليوم مقابر عديدة تتيح الدفن وفقا للتعاليم الإسلامية، أي بدون تابوت. مع هذا فليست كل إدارات المدافن مستعدة لتوفير تلك الإمكانية".

بدوره يرى فابيان شاف- ميتشا أن هذا التقليد لم يعد اليوم يتماشى مع مجتمع متعدد الثقافات، مؤكدا، "كان التابوت في الماضي علامة للإحسان إلى الميت. لكنه اليوم لا يناسب العصر لوجود أشكال مختلفة للدفن".

تكاليف الدفن

وفي ولاية رينانيا وستفاليا في غرب ألمانيا، يوجد ما بين ستة إلى ثمانية آلاف مقبرة، كل منها لديها قوانينها الخاصة، كما أن أسعار القبور مرتفعة جدا. ويقول هشام الفونتي إن عملية الدفن، يجب النظر إليها أيضا من زاوية اقتصادية، مشيرا إلى أن استخدام قبر مؤقت في ألمانيا يمكن أن يكلف نحو خمسة آلاف يورو. وفي هذه الحالة فإن القبر يكون مستأجرا فقط، ويجب بعد نحو عشرين عاما أن يقوم أهل الميت بتقديم طلب التمديد والدفع مجددا، "لذلك فإن المسألة تكون أقل تكلفة عند نقل جثة الميت لدفنه في بلده الأم".

Ein Mann betrachtet am Donnerstag (20.01.2000) auf dem Südfriedhof in Nürnberg moslemische Grabtafeln. Am äußersten Rand des Friedhofs, direkt neben dem Bahndamm ist ein kleiner Teil für Moslems reserviert. Doch nur vereinzelt tragen die Grabtafeln türkische Namen: "Das Gros der Türken will in der Heimat beerdigt werden - noch", betont Jürgen Bethge vom Bundesverband des Deutschen Bestattungsgewerbes. dpa/lby (zu lby/KORR: "Marktlücke für deutsche Bestatter: Geschäft mit Türken boomt" vom 24.01.2000)
قبور لمسلمين أتراك في مقبرة بمدينة نورنبرغ البافارية.صورة من: picture-alliance/dpa

يبلغ سعر نقل الجثمان الواحد لدى شركة "درندا انترناشونال" يورو واحدا لكل كيلومتر، أي أن مالك الشركة ميهاجلوفيتكش يحصل على 1500 يورو، إذا ما قطع الرقم ذاته مسافة. وبالنسبة للمسافات الطويلة فإن الشحن الجوي أرخص بكثير من ذلك، ويشير هشام الفونتي إلى أن كل طائرة تضم أماكن مخصصة للنعوش في عنبر الشحن، والأمر مثل تذاكر السفر العادية فأحيانا تكون غالية وأحيانا رخيصة؛ علما بأن نقل النعش هو من حيث المبدأ أغلى على الأقل مرتين من التذكرة العادية في الدرجة الاقتصادية.

وهناك طقوس أخرى يكون فيها نقل الموتى أرخص بكثير من ذلك، فوفقا للعرف الهندوسي يجب در رماد المتوفى فوق مياه نهر الغانج المقدس. ولأن ألمانيا لا يوجد فيها نهر مقدس، فإن أهل الميت من الهندوس يقومون بحرق الجثة، ونقل الرماد إلى الهند سواء على متن الطائرة، في وعاء داخل حقيبة يد، أو بإرساله عبر البريد.