1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في بغداد أرواح بريئة يلاحقها إنتحاري!

٢٦ أغسطس ٢٠٠٩

قاسم المرشدي

https://p.dw.com/p/JIw1

في بغداد أرواح بريئة يلاحقها إنتحاري!

. قبل تفجيرات الاربعاء الحزين الدامي في بغداد.

دار حوار ـ مُفترض ـ بين إنتحاري يستعد لتفجير نفسه في صفوف العراقيين، وآخر ينتظر البشارة، للسفر للجنان والخلود، وما لذ وطاب!.

الإنتحاري الأول : غداً، إن شاء الله سافجر نفسي في منطقة الصالحية في بغداد.

الإنتحاري الثاني : هنيئاً لك الفوز بالجنة.

الانتحاري الاول : اخي في الله، إدعوا لي أن يوفقني الله لقتل اكبر عدد من العراقيين، سنة وشيعة، اكراد وتركمان، عرب،

مسلميين وغير مسلميين.

الانتحاري الثاني : سـأتوضىء وأٌُصلي لك ركعتين، وأسأل الله ان يرزقني اللحاق بك، وفي درجات أعلى؟!

الانتحاري الاول : كيف درجات إعلى؟

الانتحاري الثاني : سأسعى جاهدا لاقتل أٌُناساً أكثر منك.

الانتحاري الاول : الا تعتقد، ان قتلنا اعداد هائلة من المدنيين العراقيين، في دقائق معدودات سيوحد العراقيين ضدنا؟.

الانتحاري الثاني : لا ابداً؟

الانتحاري الاول : تقولها بثقة !

الانتحاري الثاني : لا تقلق، الساسة سـينشغلون بـضرب بعضهم، واتهام بعضهم الآخر، وبـبيانات الاستنكار الفارغة.

الانتحاري الاول : أأنت متأكد؟

الانتحاري الثاني : حصل قبل الغد! ( الاربعاء الحزين ) ـ تفجيرات عديدة قوية طالت أرواح مئات العراقيين في ساعات وايام معدودات، و في الاسواق الشعبية تحديداً، حيث يكثر الفقراء.

فكان رد فعل البرلمان العراقي، ممثل الشعب:

مناقشة زيادة الرواتب، والمنح والمخصصات لاعضاءه، والحقوق التقاعدية.

الانتحاري الاول : اذن الوعي والشعور والارتقاء بالمسؤلية متدني.

الأنتحاري الثاني : الحمد لله.

الإنتحاري الأول : هذا اذا أكتمل النصاب القانوني للجلسة والتصويت؟!

الانتحاري الثاني : هذه فرصة كبيرة لنا، ان نوجعهم وهم في غمرة الاستعداد للانتخابات، وفي هذا الجو الحار، وانقطاع التيار الكهربائي وفي هذا الشهر الفضيل!.

الانتحاري الاول : نوجع من؟.

الانتحاري الثاني : الشعب، عوام الناس، الفقراء..

الانتحاري الاول : حسبتُك تقصد نوجع المسؤوليين.

الانتحاري الثاني : لا..لا.. المسؤول السياسي له حصانة، له من يقف خلفه ومعه، وبجواره يدافع عن حقوقه ( مكتسباته ) سواء أَفْسَدَ وهرب، او مات وهو يتنفس.

أما الارواح البريئة فهي وقود لمعارك دائمة في هذا التشتت السياسي.

يضيف الثاني للاول: الا ترى حفلات التراشق و الانتقاد ( غير البناء )، والغمز واللمز بين الاحزاب والسياسيين في وسائل إعلامهم!.

( العراقيون اصبح لديهم كم عالي من القنوات والصحف والمجلات؟ )

الانتحاري الاول : بعد سقوط بغداد ( يقصد سقوط نظام صدام )ـ كان العراق رائع، كان الامل كبيرا في تحقيق الهدف بسرعة؟

الانتحاري الثاني : كيف؟

الانتحاري الاول : كان الشيعي يقتل السني، والسني يقتل الشيعي. كان القتل على اللهجة، والاسم والعنوان، كان القتل على الهوية.

اليوم و للاسف الشديد: تغير الحال، وبدأنا نسمع ان الشيعة والسنة يحاولون تشكيل تحالفات وطنية.

الانتحاري الاول : علينا ان نواصل الليل بالنهار لضرب الاستقرار لاجل عودة الامريكان للمدن العراقية، وإفشال العملية السياسية.

الانتحاري الثاني : مشكلتنا مع الانسان العراقي وليس مع الجندي الامريكي.

الانتحاري الاول : نعم، هذا صحيح، فـ الجندي الامريكي يتنقل بين دور العرض والفنادق، والاسواق في دول المنطقة، ولا حرج او مشكلة في ذلك. بل، إن دول

( الاعتدال والمواجهة )ـ تتسابق لكسب رضاه.

لكن، يضيف الانتحاري الاول: اذا استقر الامن وتوحد العراقيين، وخرج الامريكان، ماذا سيكون موقفنا؟

وما هو الغطاء لاستمرار قتل العراقيين؟

الانتحاري الثاني : نعم ..نعم مابني على باطل فـهو باطل، ولا حصانة لدم عراقي في ظل الاحتلال.

الإنتحاري الأول : يوبخ الإنتحاري الثاني : لا تذكر موضوع الاحتلال ومابني عليه.

لان العراقيين سيقولون: لماذا انتخابات حركتي فتح وحماس، والتشريعي الفلسطيني وحكوماته شرعية في ظل احتلال اسرائيلي مستوطن؟!،

وانتخابات العراق غير شرعية في ظل ـ احتلال ـ منسحب من المدن، و زائل؟

الإنتحاري الثاني : لدية سوأل يلح في رأسي : كيف أتجنب جرح وقتل غير العراقيين؟

الإنتحاري الأول : هدفنا قتل العراقيين دون سواهم، واذا صادف ان جرح او قتل غير عراقي نحسبه عند الله شهيدا.

قاسم المرشدي