فوز بطعم الهزيمة للائتلاف الحاكم في ماليزيا
٦ مايو ٢٠١٣أظهرت النتائج النهائية لمفوضية الانتخابات الماليزية أن ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم حصل على 133 مقعدا، أقل بسبعة مقاعد مقارنة بالانتخابات السابقة، مقابل حصول التحالف الشعبي المعارض على 89 مقعدا. وأشاد رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق بالنتيجة ودعا إلى "المصالحة الوطنية" بعد حملات شابها عنف سياسي. وقال عبد الرزاق "نحن نتطلع لرفض التطرف السياسي والعنصري، والعمل باتجاه بيئة أكثر اعتدالا واحتراما للآخرين".
وقال مصدر داخل ائتلاف الجبهة الوطنية إن نجيب عبد الرزاق من الممكن أن يواجه تحديات داخل الحزب بعد فشله في الفوز بصورة حاسمة. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب." إنه "حتى قبل الانتخابات كان هناك تذمر بالفعل داخل الحزب لكون نجيب ليبرالي للغاية". وأنحى نجيب باللائمة على المشاعر "العنصرية" السلبية في ضعف النتائج، وخاصة من الناخبين ذوي الأصول الصينية الذين يشكلون ثلث عدد السكان في البلاد.
اتهامات بالتزوير
من جهته اتهم زعيم المعارضة أنور إبراهيم الحكومة بالغش وتعهد بالطعن على النتائج. وقال إبراهيم "نريد من مفوضية الانتخابات أن تفسر المخالفات ... نريد منها حل مشكلة المقاعد محل النزاع". واظهر استطلاع للرأي أجري قبل أسبوع من الانتخابات أن تحالف المعارضة "التحالف الشعبي" يتقدم على ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم بنسبة واحد بالمائة. وكان نائب مفوض الانتخابات الماليزية أحمد عمر قد صرح يوم الأحد أن نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات الماليزية التي تشهد منافسة شديدةوصلت إلى 80 %، وتعد هذه النسبة الأعلى في التاريخ الانتخابي للبلاد. يشار إلى أن ماليزيا يحكمها ائتلاف الجبهة الوطنية منذ حصولها على الاستقلال في عام 1957.
وتعززت المخاوف من التزوير الأسبوع الماضي مع اكتشاف أن الحبر الذي يفترض أن يكون من المستحيل محوه لمنع الناخب من تكرار عمليات التصويت، يزول بمجرد غسل اليد. لكن رزاق دعا المعارضة إلى "قبول نتيجة" الانتخابات "من اجل المصلحة الوطنية". ورغم أن إبراهيم لم ينجح في إحداث أول انتقال سياسي في تاريخ ماليزيا، إلا انه نجح في تعزيز موقع ائتلافه "الميثاق الشعبي" بعد الاختراق التاريخي الذي حققه في انتخابات 2008. وزاد الميثاق الشعبي تمثيله البرلماني ب14 مقعدا حيث يشغل حاليا 89 مقعدا مقابل 75 في المجلس المنتهية ولايته.
من جهة أخرى يرى مراقبون أن رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق قد يستقيل بنهاية العام وذلك بعد أسوأ أداء له في انتخابات برلمانية حتى الآن. ويتعرض بالفعل نجيب(59 عاما) لضغوط من المحافظين في حزبه الحاكم لعدم تحقيقه أغلبية أقوى. وقال مسوؤل رفيع في المنظمة الوطنية المتحدة للملايو التي تقود الائتلاف الحاكم "بإمكاننا توقع استقالة نجيب بحلول نهاية هذا العام. "لا نعرف قد يبدي مقاومة ولكن أداؤه بشكل أسوأ بالتأكيد".
ح.ز/ع.ج.م (أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ.)