"غزوة أربيل" !
١٠ أكتوبر ٢٠١٣المساعدات التي يقدمها رئيس الإقليم مسعود برزاني لمقاتلي قوات حماية الشعب الكردي في مناطق شمال شرق سوريا التي تقاتل لتحقيق أهداف عدة من بينها تأمين مستقبل إقليم يجمع أكراد سوريا في كيان شبه منفصل عن باقي سوريا على خلفية النزاع المسلح الذي تشارك فيه قوى متعددة كلها تعمل لغايات وأهداف متضاربة في الغالب ، وهو ما يلتقون فيه مع إخوانهم كرد العراق الذين عبروا مرحلة التحضير إلى التقرير وأصبحوا جاهزين لإعلان وجود مستقل لا يمنعهم عنه سوى الوقت وتداعيات الأحداث الإقليمية المتسارعة .
هدف آخر لقوات حماية الشعب الكردي هو حماية المناطق الكردية الغنية بالنفط ،وصد هجمات القاعدة وأخواتها في جبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية والتنظيمات القتالية التي اتفقت في البداية على مواجهة الأسد وهي اليوم تقاتل ضد بعضها البعض بسبب الأجندات والغايات والأساليب والعقيدة .
قوات حماية الشعب الكردي أوقفت "داعش"
تمكنت قوات حماية الشعب الكردي في سوريا من وقف زحف المقاتلين الإسلاميين الأكثر تشددا وخاضت معارك مهمة كان من نتائجها قتل وأسر قيادات في النصرة وداعش من بينهم أبو عمر الشيشاني الذي قتل في واحدة من المعارك المستعرة بين الطرفين ،وكان أكراد العراق قد ساهموا في تأمين الحدود التي يعتمدها رفاقهم السوريين وأنشاوا جسرا على نهر دجلة وساعدوا في نقل آلاف العائلات من مناطق القتال لتخفيف الضغط والحرج عن المقاتلين حيث سبق للمقاتلين الإسلاميين إن احتجزوا المئات من المواطنين العزل للتفاوض من خلالهم مع المجلس الوطني لأكراد سوريا والحصول على مكاسب معينة تقتضيها ظروف الصراع المحتدم في مناطق نفوذ تلك الجماعات والمناطق التي ينوون السيطرة عليها بعد طرد المقاتلين الأكراد ، ويعلم الإسلاميون جيدا إن من أسباب صمود الأكراد هو دعم إقليم كردستان العراق لهم ،وكذلك موقف حكومة الرئيس الأسد التي لا تجد منهم خطرا فهي تحاول تفريق المعارضين عن بعض وقد نجحت في ذلك الى حد بعيد.
من يقف وراء تفجيرات أربيل الدامية ؟
هذا سؤال ليس من الصعب الإجابة عنه وتحديد الجهة المنفذة لهجوم منسق بهذا الحجم، وليس مقبولا القول ، إن التفجيرات كانت رد فعل على نتائج الانتخابات ،أو هي عقوبة من طرف إقليمي لمسعود برزاني الذي نجح في إقصاء القوة التقليدية الثانية في كردستان والمتمثلة بهزيمة الحزب الوطني بزعامة الرئيس المريض جلال طالباني ، والمرجح فعلا هو وقوف القوى الإسلامية المتشددة في سوريا والحليفة لتركيا وراء الهجوم الذي يعد تحولا كبيرا في شكل صراع محموم وطويل وقاس.
غزوة أربيل قد تطال أنقرة أو إستانبول في حال لم يؤد رجب طيب أوردوغان ما عليه .