عنف الإرهاب والشرطة يضرب الرياضة العراقية
٢٨ يونيو ٢٠١٣ضحية العنف لهذا الأسبوع الرياضة، مدربوها، لاعبوها ، وجمهورها، بدأت الهجمة بما حدث في مباراة القوة الجوية وكربلاء على ملعب الإدارة المحلية في محافظة كربلاء عصر الأحد 23 حزيران/ يونيو 2013 . ما جرى يصعب وصفه، فقد تعرض مدرب نادي كربلاء محمد عباس إلى هجمة من عناصر أمن تحمي الملعب ، وتعرض إلى ضربات مميتة في رأسه ووجهه ، وأنحاء من جسده، انتهت بموته سريريا.
محمد عباس عراقي هولندي عاد من المهجر ليدرب منتخب مدينته كربلاء دون مقابل. ضابط في الشرطة قتله كما قال يونس جاسم القطان مساعد مدرب المنتخب العراقي السابق في حواره مع مجلة العراق اليوم من DW عربية ناسبا كل ما جرى إلى الفوضى وسوء التنظيم وخاصة من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم، كما لفت القطان الأنظار إلى أن حماية الملعب متعلقة بعناصر أمن الملعب، وهي لا تتعلق بأي حال بقوات مكافحة الإرهاب. وبيّن القطان أن " اللاعبين والجمهور يجري تفتيشهم قبل دخولهم الملعب، وهم غير مسلحين، فلماذا تتعامل أجهزة الأمن معهم بهذه القسوة؟ ". وروى القطان تفاصيل ما جرى كما نقلها له هاتفيا واحد من الكادر الإداري في الملعب، مبينا أن " الموضوع بدأ بنقاش مع بعض اللاعبين ، ثم تحول إلى ضرب بالهراوات، وتدخل محمد عباس متصورا انه في هولندا وأن لغة الحوار مع القوات الأمنية ستهدئ الوضع، إلا أن احد الضباط ومساعده باشرا بضرب الكابتن محمد لثلاث مرات على رأسه ، ثم تدخل اللاعبون لفض النزاع، فتعرضوا للضرب ، وكسرت أيادي وأرجل 5 لاعبين بسبب الضرب المبرح ".
إنهم يقتلون الرياضة !
ليلة 27 حزيران/ يونيو 2013 نُفذت هجمات بالقنابل في بعقوبة وبغداد وناحية جبلة على مقاه تعرض مباريات كرة القدم حيث تجمع الشباب لمتابعتها خلال الأسبوع ، وأسفرت الهجمات عن مصرع 22 شخصا. كما نفذت مجموعات إرهابية هجمات استهدفت ملاعب شعبية في الزعفرانية وسبع البور، والصليخ ومناطق أخرى ما اسفر عن مصرع وإصابة 150 . المستهدفين بالهجمات تتراوح أعمارهم بين 10 - 18 سنة...لماذا ومن يقف وراء ذلك؟
فوق ذلك، الملاعب العراقية صارت مسارح للصراع الطائفي، وتليها مشاحنات التشجيع المتعصب التي تتحول إلى معارك دموية، بالسكاكين والخناجر وقبضات الحديد، والبخاخات والعصي الكهربائية.
"هذا التصرف غير مسؤول ولا يمثل العراق الجديد"
خبير الشأن الرياضي د. كاظم العبادي في حواره مع مجلة العراق اليوم من DW عربية تساءل عن مستوى سلطة أجهزة الأمن التي تبيح لها الاعتداء على الناس وضربهم حد القتل في زمن الديمقراطية ومبديا استغرابه كيف يهاجم عناصر الأمن الجمهور واللاعبين وهم المكلفون بحمايتهم؟ مشيرا إلى أن " هذا التصرف غير مسؤول ولا يمثل العراق الجديد".
من جانبها أعربت وزارة الشباب والرياضة عن رفضها واستغرابها الشديد من الاعتداء على مدرب نادي كربلاء السيد محمد عباس ، وفي هذا الصدد أكدت الوزارة إنها طالما دعت وبمخاطبات رسمية ان يتولى أمن الملاعب رجال امن بملابس مدنية وليس عناصر امن مدججين بالسلاح. كما أكدت الوزارة أنها تقف إلى جانب الرياضيين كافة وترفض اي شكل من أشكال الاعتداء والعنف عليهم .
وتساءل د. العبادي" الم تكف 10 سنوات من التغيير للسيطرة على الأمن؟ هناك خطأ كبير" . العبادي المتخصص بشؤون الرياضة في العراق أشار إلى أن ملاعب كرة القدم مستهدفة بالتفجيرات أنها تستقطب مئات الناس، فيشكل هؤلاء هدفا للإرهاب" والحل هو في تهيئة ملاعب نظامية مسيّجة ومحمية، والخطوة الثانية في تشديد الإجراءات والضوابط لمنع الإرهابيين من الوصول إلى الملاعب".
" القتلة يسعون إلى قتل فرحة الناس"
في اتصال من اربيل أشار المستمع سهيل إلى أن ما أصاب المدرب محمد عباس- أبو سمية- قد آلم قلوب المشاهدين وتساءل" توجد حماية للمنشآت الرياضية فكيف تدخل أجهزة سوات والأجهزة الأمنية إلى الملاعب؟" واتهم سهيل ضابطا سماه باسم الملازم احمد بما جرى مشيرا إلى أنه قد تحدى أوامر الضابط الأرفع منه ( العقيد)، مصرا على ضرب المدرب.
صديقة البرنامج الدائمة هديل وفي اتصال من البصرة أشارت إلى ان الاعتداء على المدرب محمد عباس خطى بالرياضة العراقية إلى الخلف لسنوات طويلة . وفي معرض حديثها عن الهجمات الإرهابية أشارت هديل إلى " أن الإرهابيين وجودوا الحكومة لا تفعل شيئا ، فيما وجدوا أن الرياضيين قد نجحوا في ترفيه الشعب والتسرية عنه، فلجأوا إلى أسلوب التفجيرات والهجمات بالقنابل ". وطالبت هديل حكومة المالكي بتشكيل لجان تحقيق على أن تعلن نتائج التحقيق على الملأ ويحاسب القتلة.
حسين في اتصال من بغداد اشار الى أن ما حدث في ملعب كربلاء جاء " بسبب مراهنات ، بسبب رقي الدوري الجديد"، مبينا ان " القتلة يسعون الى قتل فرحة الناس".
ليث في اتصال من الإمارات رفض الكشف عن نظرة سوداوية عن وقاع الرياضة العراقية/ معربا عن حزنه وألمه الشديد لما أصاب المدرب محمد عباس، ضاربا مثلا عن شرطة الملاعب في الإمارات التي تتولى حفظ الأمن والنظام.