Zwischen glühendem Roheisen und Gewerkschaftsarbeit
١٠ يونيو ٢٠٠٨حين بلغ توماس تسيمرمان عامه السابع عشر، نصحه والده بالعمل لدي شركة "كروب"، التي كانت تحتاج في ذلك الوقت عام 1975 للمزيد من القوى العاملة في بلدته ديسبورغ راينهاوسن. أخذ توماس بهذه النصيحة وتقدم بطلب للحصول على وظيفة في الشركة. وحين دخل مكتب الموظفين وجد على لوحة الإعلانات قرابة 50 إعلاناً عن وظائف شاغرة مختلفة بين سائقي الرافعات وعمال الماكينات ومسؤولين عن مخازن المواد الخام. وقرر توماس أن يختار وظيفة حارس المواد أي المسؤول عن تسهيل إمداد المصنع فيديسبورغ راينهاوسن بالمواد، إلى جانب دراسته للكومبيوتر في المدرسة الليلة آنذاك.
لم ينفك توماس يكرر في أحاديثه شعوره بالفخر لانتمائه إلى هذه الشركة الكبيرة ذات الشهرة العالمي، مؤكدا أن كل شخص يستطيع أن يحقق الكثير داخل كروب، حيث يخطف بصره لمعان وبريق الحديد الخام عندما يتم رفعه إلى أعلى بواسطة الرافعات المخصصة لذلك، ثم يتم وضعه للذوبان في بوتقات الانصهار وتتطاير حوله الشرارات البراقة. عن هذا يقول توماس: "هذا المنظر يسحرني ويشعرني بقوة هذا العمل وضخامته، ورؤية هذا المنظر لأكثر من 30 عماً لم يصيبني بالملل".
الإخلاص للعمل النقابي أهم من المال
كما أن هناك وظيفة أخرى يعتبرها توماس واجبا أساسيا عليه كعامل في مجال التعدين وهي عمله في مجلس العمال النقابي المسؤول عن المحافظة على مصالح العاملين والموظفين في شركة كروب. ويقول أن الإخلاص للعمل النقابي يمثل في نظره شيئا أساسيا لأي شخص يعمل بهذا المجال، إذ انه أهم بكثير من كسب المال. فالعمال بحاجة إلى من يمثلهم بصورة قوية للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم، كما يرى توماس. ويشير إلى أنه في السبعينات من القرن الماضي كان من الضروري على الفرد أن ينضم إلى نقابة "أي جي ميتال" الخاصة بالعاملين في مجال التعدين، كشرط أساسي قبل أن يسمح له بتوقيع عقد العمل. أما عن أبرز انجازاته في العمل النقابية فيروي توماس عن احد أيام عام 1982، حين شاهد وزملاؤه في التلفاز خبراً عن نية الشركة إغلاق مصنع الحديد والفولاذ الخاص بها في بلدة راين- هاوسن وتسريح بعض العاملين فيه. عن هذا يقول توماس: "تركنا العمل وقمنا بتنظيم إضراب استغرق شهرين حتى عرضت الشركة حلا وسطا تمثل في حصول العمال كبار السن على مبالغ مالية نظير تسريحهم، بينما يتم نقل العمال الشباب إلى مصانع أخرى". وبموجب هذا الاتفاق أنتقل توماس للعمل في مصنع للشركة في مدينة بوخوم، محافظا على وظيفته كحارس للمواد.
فرص عمل للمتدربين
وعلى الرغم من ذلك يقول "توماس" أن تخفيض العمالة لم يتوقف بالشركة، حيث خفضت أعداد العمال إلى النصف من عام 1991 حتي عام 1994. كما أن دمجها مع شركة تيسين عام 1996 أدى أيضا إلى فقدان العديد من العمال والموظفين لوظائفهم، إلا أنه يرى أن المجلس النقابي حال دون سير الأمور إلى الأسوأ، وخاصة أن الشركة وعدت بتوفير فرص عمل ثابتة للمتدربين. ولذلك سيقترح توماس على ابنته التي ستلتحق بالثانوية العامة العام المقبل لذهاب للعمل في كروب مثلما نصحه والده بذلك قبل أكثر من 30 عاما. يُذكر أن مجموعة تيسين كروب تعد من اكبر شركات إنتاج الصلب في العالم وتضم أكثر من 190 ألف موظف في فروعها المنتشرة حول العالم. ووصلت نسبة مبيعاتها لعام 2007 إلى أكثر من 51 بليون يورو.