شرق ألمانيا يعاني من هجرة كفاءاته إلى الولايات الغربية
١٣ يناير ٢٠٠٩تعد ظاهرة الهجرة في يومنا هذا ظاهرة عالمية. وغالباً ما تختلف أسباب هذه الظاهرة ودوافعها باختلاف المجتمع، إلا أن الفقر والعوز والبحث عن ظروف عمل أفضل هي من أهم الأسباب التي تدفع المرء للتفكير بالهجرة. وتجري العادة على أن تكون الهجرة من الدول الفقيرة ودول العالم الثالث إلى الدول الغربية الغنية، حيث أنها تتميز بتوفر الفرص المهنية بشكل أكثر، وتعد ظروف الحياة المعيشية فيها مستقرة.
وبالرغم من أن ألمانيا هي بلد تتميز بقوتها الاقتصادية وتعتبر بلداً صناعياً هاماً في أوروبا وحقلاً هاماً من حقول البحث العلمي إلا أنها تعاني حالياً من ظاهرة هجرة سكان الولايات الشرقية وخاصة النساء إلى الولايات الغربية.
هجرة الشرقين إلى الغرب تسبب خللاً ديموغرافياً
وتثير هذه الظاهرة قلق رؤساء الولايات الشرقية، على اعتبار أنها تهدد مستقبل القسم الشرقي من ألمانيا، كما أنها تسبب اضطرابات في التوزيع الديمغرافي لسكان ألمانيا، حيث تعاني الكثير من القرى وبعض المدن في شرقي ألمانيا من فقدان سكانها وخاصة الشباب منهم. وتعزو Brigitte Gutschmidt برغيته غوتشميدت هي سيدة تدير نادي خاص بالشباب في مدينة "Fürstenberg فورستنبيرغ" الواقعة في ولاية براندنبرغ(شمال ألمانيا) سبب انتشار هذه الظاهرة مؤخراً في شرقي ألمانيا، إلى فقدان المشاريع التنموية والعملية التي تناسب قدرات الشباب وتساعد على بقائهم في موطنهم الأصلي حيث تقول" علينا أن نكون واقعيين، فجميع الشباب الذين يحصلون على شهادات علمية عالية يهاجرون من هذه المنطقة بحثاً عن فرص عمل تناسب اختصاصهم وهي غالباً غير متوفرة في هذه المنطقة".
فرص العمل في شرق ألمانيا سيئة
صعوبة ايجاد أماكن عمل مناسبة وارتفاع نسبة البطالة يعد سبباً رئيسياً في هجرة السكان من المنطقة، فقد أغلقت مدينة فوستنبورغ الصغيرة الكثير من ورش العلم والمصانع من بينها ورشة كانت تصنع فيها الكترونيات السفن كما أغلقت شركة كانت موجودة على مدار عشرات السنين لإنتاج العلف، وبذلك أصبح هناك المئات من السكان بلا وظائف. وتفقد مدينة فستنبورغ سنوياً 40 شخصاً من سكانها أغلبهم من الشابات، ويعزو روبرت فيليب رئيس بلدية مدينة فستنبورغ هجرة الشابات من هذه المنطقة إلى رغبتهن الملحة في تحقيق ذاتهم وتأمين مستقبلهم حيث يقول" يميل الرجل هنا في فستنبورغ إلى الاستكانة فإذا لم يحقق هدفه هنا يفكر في عمل شيء أخر ولو بمقابل أقل على عكس المرأة التي تمتلك أمالا كبيرة وخاصة فيما يتعلق بكيفية تنظيم حياتها"
بالرغم من أن مدينة فستنبورغ الواقعة على نهر Havel هافل وتتميز بطبيعتها الخلابة وتعتمد في دخلها على السياحة بشكل كبير، إلا أنها لن تتمكن من استعادة ثروتها الفتية إذا لم تسعى بشكل جاد في جلب الكثير من مشاريع التنمية التي تزيد من فرص عمل في المنطقة وتؤمن مستقبلهم كما يرى روبرت فيليب رئيس بلدية مدينة فستنبورغ.