سوق الصفافير في بغداد
يتوسط شارع الرشيد في قلب العاصمة منذ مئات السنين يتنازعه اليوم الاحتضار. ما تبقى من سوق الصفافير في ملف للصور.
دلال تقليدية يشتهر السوق بصناعتها. سوق الصفافير أو سوق الصفارين. سمي كذلك نسبة للصفر (النحاس) الذي تصنع منه أوان وتذكارات في هذا السوق. التفاصيل في ملف للصور.
يقع السوق في الأزقة الضيقة والقديمة في شارع الرشيد وسط العاصمة. ويرجع تاريخ تأسيسه إلى عصر الخلافة العباسية.
أطلق عليه تسمية سوق الصفافير لأنه اختص بصناعة الأواني والتذكارات من النحاس التي يطلق عليها العراقيون تسمية الصفر، إضافة إلى اختصاصه بتصفير القدور الخاصة بالطبخ الجماعي، كما في الصورة.
أزميل ومطارق تصوغ لوحات فنية من النحاس. تُصنع في السوق اليوم أوانٍ وأطباق ومصابيح ودروع ولوحات فنية نحاسية.
يصهر النحاس بدرجات حرارة عالية جدا ، ثم تُصاغ منه المنتجات النحاسية. حرفة الصفارين قديمة ، ويتوارثها الأبناء عن الآباء. وقد يكون الجيل الحالي من الحرفيين آخر أجيال أصحاب المهنة.
فقد السوق أغلب زبائنه من السياح الأجانب في مطلع تسعينات القرن الماضي، بعد غزو العراق للكويت والحصار الاقتصادي الذي فُرض على البلد.
زاد من محنة السوق، ارتفاع سعر النحاس وسرقته على نطاق واسع وبيعه في السوق السوداء منذ تسعينات القرن الماضي، علاوة على استيراد البضائع النحاسية الرخيصة من الأسواق الأسيوية.
أصبح سوق الصفافير وسط العاصمة شبه مهجور لا يعرفه ولا يقصده إلا قلة من العراقيين يحنون إلى أيام جميلة مضت.