سنة حلوة يا عراق
٣ يناير ٢٠١٣ها أنت ياعراق تغمض عينيك عن سنةٍ مضت و تمدُ يديك لسنة أخرى قدمت و ما زلت تراوح إلى الوراء و تجر أذيال الخيبة المزمنة المعقودة برقاب من يحبونك منذ عرفناك و عرفتنا و مازال أبناؤك يتعاركون فيما بينهم و يتناوشون تهم اللاانتماء إليك و هم قابعون خلف الحدود أو بعضهم ممن وضع قدم هنا و جنسية هناك و كأن اسمك اشتُق من( العراكِ )لا من (العراقِ ) ألم يجدوا لك حوبة فعقوك أم انك أب عاقٌ لأولادهِ و هم يبادلونك العقوق أم إن مياهك كانت مالحة ( مجة ) فارتووا من مياه مستوردة معبأة بقناني الطائفية فأخذوا يطمرون أنهارك بمعاول تفاهاتهم السياسية ليموت الحسين و أبناؤه عطشى من جديد عند خاصرتك المتورمة في صحراء الانتقام , تحاصرهم جيوش الجهل و ترميهم نبال الاتهامات و تتسابق إلى قطع رؤوسهم أيادي الطامعين الطامحة إلى بضعة دولارات عند ابن زياد و هو على عرشه يضحك عليك و على عراك أبنائك.
مالي أراك و أنت تعبر السنون، عيناك محمرةٌ تترقرق فيهما الدموع و الآلام، و الأحلام تتساقط منك على قارعة الأوطان ؟ يدوسها الغرباء بأقدامهم و نحن نلملم فُتات ما يرمى من موائدهم التي شبعت من نفطك و أرضك لنقرع بها آهات مرملة و نملئ بها قدور الأيتام المنتظرة لوالدٍ مزقته جثث مفخخة بالحقد و منقوعة بجاهلية بعثت من جديد .
مثلك لا يبكي يا عراق دموعك زقورة تتحطم و جنائن معلقة لا تصلها عيون سكان الأهوار و صحراء تنتظر سمائك ترزقها الطيور المهاجرة.
أتخشى أن يمزقك أبناؤك و يقطعونك و يرثونك و أنت حي ترزقهم ؟
أصابع سوداء تحيك حولك شباك الفرقة و التشتت و تريد بك السوء و ضجيج بعضك يعلو على عقول من يحبوك.
إن هذا ما يخشاه كل عراقي وطني شرب ماءك بصفاء نية و لم يدنسه بمصالح أنية أو أثنية أو يلوثه بولاءات عابرة للحدود.
اطوي خطواتك سيدي فأنت باقٍ و كل هذا الزبد راحل بلا رجعة و أطفئ شموع الأمس الناعسة بشموس الغد الساطعة فنهار فجرك قريب و كلما ضاقت عليك حبالها فرجت و انفكت شباكها ، و سنة حلوة يا عراق .