1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سنة أولى جامعة – متاعب لا تنتهي في البحث عن مسكن

كورنيليوس كيميرلينغ/ جوليان بيرنشتاين/ ف.ي٢١ أكتوبر ٢٠١٣

ينامون في صالات التدريب الرياضية، وفي قاعات رقص وفنادق: الكثير من الطلاب لم يعثروا منذ بداية الفصل الدراسي على غرفة للإقامة فيها. والمشكلة هذا العام مضاعفة لأن ألمانيا شهدت تخرج دفعتان من المرحلة الثانوية.

https://p.dw.com/p/1A0kR
ARCHIV - An einer Litfasssäule in der Innenstadt von Frankfurt am Main ruft am 05.10.2005 ein Plakat zur Bereitstellung von Unterkünften für Studenten auf. Foto: Arne Dedert dpa/lhe (zu dpa/lhe KORR: "Wohnungsnot bei Studenten" vom 06.10.2013) +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture-alliance/dpa

تحديد موعد، رؤية الغرفة وبعدها توقيع عقد الإيجار بكل سهولة. هكذا كانت تتم الأمور في الماضي في ألمانيا، أما اليوم فيصطف أمام كل شقة متاحة للإيجار عشرات من الطلاب لعدة ساعات في طابور على الدرج منتظرين دورهم ليس في معاينة الغرفة الموجودة في الشقة، وإنما حتى يراهم الساكنون السابقون في الشقة ويختاروا واحدا أو اثنين من بين عشرات المتقدمين.

العثور على غرفة للسكن صار أشبه بكابوس بالنسبة لكثير من الطلبة الجدد، الذين لم يكونوا يتصورون مواجهة كل هذه المشقة. "منذ أسابيع وأنا أبحث عن غرفة"، يقول مارتن، الطالب الجديد في جامعة كولونيا، "ولكن احتمال حصولي على واحدة منخفض جدا، لأنه غالبا ما يأتي حوالي 60 شخصا إلى نفس الموعد المتاح لمعاينة الغرفة".

وحتى لا يبيت في الشارع، يلجأ مارتن إلى المدينة الجامعية التي خصصت قاعة كبيرة للمبيت المؤقت في حالات الطوارئ، ينام فيها الطلبة الجدد مجانا. ولكن القاعة تغلق بعد ثلاثة أسابيع من بدء الفصل الدراسي، لأنها مخصصة لأغراض أخرى.

مأوى مؤقت للطلاب

إذن، فالوقت المتبقي للعثور على سكن دائم يضيق. ومع ذلك فالطلاب سعداء للإقامة في هذه الصالات، لأنها تبعدهم عن الفنادق وأسعارها المكلفة. ويستخدم أندريه هومولا هذا المأوى لمواصلة البحث يوميا عن غرفة بسعر معقول. أندريه، القادم من سلوفاكيا ضمن برنامج "إيراسموس" للتبادل الطلابي، يشعر بالصدمة من عجز المدن الجامعية الألمانية عن استيعاب الطلبة. ويخبرنا أن والدته لديها العديد من الأصدقاء في ألمانيا الذين ساعدوه في البحث عن غرفة، ولكن بدون نجاح حتى الآن. اليأس يبدو واضحا على محيا الطالب السلوفاكي القادم إلى جامعة كولونيا.

Ein Blick in die Notunterkunft im Tanzsaal eines Studentenwohnheims in Hürth-Efferen Copyright: DW/Cornelius Kämmerling
رغم أنها غير مجهزة، ولكن قاعات المبيت المؤقت تبقى أفضل من النوم في الشارع...صورة من: DW/C. Kämmerling

كولونيا ليست المدينة الوحيدة التي اضطرت لتأمين مأوى مؤقت لهذا العدد الضخم من الطلبة الجدد. العدد الإجمالي للطلبة في كل الجامعات الألمانية يصل إلى نحو 2.5 مليون طالب، وهو رقم قياسي. والعدد الأكبر منهم هو في شمال الراين ويستفاليا – الولاية الأكبر في ألمانيا من حيث عدد السكان.

والسبب الأساسي في ذلك يعود إلى أن نظام المدارس الألماني صار يحتم إنهاء المرحلة الثانوية خلال 12 عاما بدل 13 عاما سابقا. فشهدت هذه السنة تخرج دفعتان ثانوية عامة معا: الأولى وفق النظام القديم (13 عاما) والأخرى وفق النظام الجديد. وهكذا تدفق 123 ألف طالب جديد على جامعات ولاية شمال الراين ويستفاليا، وهو رقم يزيد بمقدار الثلث عن الماضي.

حلول ومشاريع رائدة

وأمام تدفق الطلبة الباحثين عن مسكن، بدأت الجامعات بالبحث عن حلول مؤقتة. جامعة كولونيا مثلا وجدت شريكا لها في الكنيسة الكاثوليكية، فقد استأجرت الجامعة من الكنسية مبنى سكنيا لمدة من ثلاث إلى ست سنوات، لتقوم الجامعة بدورها بتأجير الغرف للطلاب. كذلك أطلقت مبادرة "بيتي في كولونيا" لحث المواطنين على تأجير الغرف الزائدة عن حاجتهم للطلاب. وقد نجحت المبادرة بتأمين 1200 منزل منذ بداية العام، جرى تأجير 1000 منها.

Aktion an der Uni Köln gegen die studentische Wohnungsnot Copyright: DW/Cornelius Kämmerling
مبادرة "بيتي في كولونيا" تسعى لإقناع المواطنين لتأجير الغرف الزائدة عن حاجتهم للطلاب..صورة من: DW/C. Kämmerling

جامعة ساروبركن أطلقت بدورها مشروعا رائدا في ألمانيا وهو "السكن مقابل المساعدة"، حيث يحصل الطلبة على السكن مقابل أن يساعدوا أصحاب المنزل ببعض الأعمال. وبالمقابل يتم إعفاؤهم من كامل الأجرة أو جزء منها، بحسب طبيعة العمل المؤدى. كما استأجرت الجامعة مبنى زائدا لدى دار للمسنين، بحيث يسكن الطلبة قرب كبار السن، ما خلق حالة اجتماعية جديدة أعجبت الطلبة، ولكن قبل كل شيء أدخلت شيء من البهجة على حياة المسنين.

وفق هذا المشروع يقوم الطالب أوليفر سيغيموند برعاية المسنين، بمعدل ثمان ساعات في الشهر. وهو عمل ممتع بالنسبة له، وبقية الطلبة يشاطرونه الرأي. فمثلا تعيش لودميلا باناراو (23 عاما) في هذا المسكن منذ أربع سنوات، وقد بدأت مع الوقت تعتاد على التعامل مع المسنين، وأكثر ما يعجبها هو الاحتفال الجماعي بالأعياد والمناسبات هنا. وتتمنى الطالبة القادمة من مولدوفا أن تتعمم مثل هذه التجربة في وطنها الأم أيضا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد