1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سلاح من إيران قد ينسف علاقة العراق بأمريكا

ملهم الملائكة ٢٨ فبراير ٢٠١٤

اتجهت حكومة العراق فجأة الى إيران لشراء السلاح متجاهلة حالة العداء التي تعيشها هذه الدولة مع حليفها " الإستراتيجي" الولايات المتحدة. هذا التطور يخترق الحظر الدولي في التعامل مع إيران ويضع علاقة العراق بأوروبا تحت السؤال.

https://p.dw.com/p/1BHUd
Irans oberster Führer Ajatollah Ali Chamenei im Gespräch mit Dschalal Talabani
صورة من: picture-alliance/dpa

أثارت أخبار قيام العراق بشراء أسلحة إيرانية بقيمة 195 مليون دولار، ردود فعل امريكية رافضة للصفقة. وكانت وكالة أنباء رويترز قد تحدثت عن اطلاعها على عقدين مع شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية لتزويد العراق بمعدات واعتدة عسكرية من بينها نظارات للرؤية الليلية ومعدات اتصالات وأجهزة توجيه قذائف المورتر.

تصريحات المسؤولين العراقيين جاءت متناقضة بشأن الصفقة، ففيما نفت وزارة الدفاع وجود أي صفقة من هذا النوع، قال النائب حسن السنيد،رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان لصحيفة "المدى" اليومية المستقلة في عددها الصادر يوم الأربعاء 26 شباط /فبراير 2014 إن "صفقة السلاح الإيرانية العراقية مازالت قيد التفاوض بين الجانبين ولم نصل إلى مرحلة إبرام عقد تسليحي بين الدولتين ولازال الجانبان في إطار الحوار".

من جانبه، قال السفير الايراني لدى بغداد حسن دانايي فر إنه " إذا إحتاج العراقيون مساعدة عسكرية واذا طلبوها ،فاننا سننظر في ذلك"، مشددا على انه " لم يتم توقيع اي عقد اسلحة بين العراق وإيران".

ولكن ماذا اذا جرت الصفقة فعلا ، وغيّر العراق إتجاه البوصلة صوب إيران، ليضع خلف ظهره الولايات المتحدة الأمريكية راعية التغيير التاريخي في العراق ؟ كيف يمكن للولايات المتحدة التعامل مع مثل هذا الواقع المحتمل؟

ليس بوسع المراقب في هذه الحالة إلا أن يرى الموضوع ضمن تفاصيل المشهد الدولي، دور الولايات المتحدة في عهد إدارة الرئيس الأمريكي اوباما في العراق بإزاء دور إيران المتنامي في البلد وأثرها في سياسته الحالية والمستقبلية. هل قرر العراق أن يدير ظهره لامريكا في سبيل علاقة اوثق مع إيران؟

Barack Obama und Nuri Al-Maliki
الرئيس الامريكي باراك اوباما في لقاء رئيس الحكومة العراقية نوري المالكيصورة من: Reuters

"شراء العراق أسلحة من إيران يمثل تحديا لأمريكا ويناقض بنود الإتفاقية الإستراتيجية بين البلدين"

السؤال الذي يبحث عن إجابة عاجلة هو: هل قرر العراق أن يدير ظهره لأمريكا في سبيل علاقة أوثق مع إيران؟

الخبير والكاتب السياسي ومستشار الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك د. كاظم حبيب في حواره مع مجلة العراق اليوم من DW عربية أعتبر أن العراق يحاول أن ينمّي علاقته بإيران على حساب علاقته بامريكا، مشيرا الى أن العراق غير قادر أن يمضي في الشوط الى نهايته .

د. حبيب مضى الى القول" إن الولايات المتحدة بعد إنسحابها من العراق فقدت كثيرا من تأثيرها وضعف دورها فيه لصالح إيران التي اصبحت هي المتحكمة في السياسة العراقية واضحت الفاعل الأول في التأثير على رئيس الوزراء نوري المالكي".

وتحدث د. حبيب عن جانبين في قضية الأسلحة مع إيران، الأول هو الحصول على اسلحة" وهذا ان لم يتم علنا، فيمكن أن يجري باتفاق سري، والثاني، هو الضغط على الولايات المتحدة لحثها على الإسراع في تصدير الأسلحة المتفق عليها الى العراق".

وبوسع المراقب أن ينتظر رد فعل عملي أمريكي حيال تنامي علاقات العراق العسكرية بإيران . لكن إدرة الرئيس الأمريكي اوباما لا تبدو مهتمة برعاية مصالح عسكرية خاصة مع العراق بعد أن أتمت انسحابها منه عام 2011 وبعد أن رفض العراق توقيع اتفاقية صوفا الأمنية معها. من هنا قد لا يثير الامر إلا إعتراضها من ناحية خرق العراق " حليفها" لبنود الحظر الدولي الخاص بتصدير واستيراد الأسلحة الى ومن إيران.

ونبّه د. حبيب أنّ الولايات المتحدة لم تعترض على قيام العراق بشراء اسلحة روسية في صفقة بلغت 4 مليارات دولار، وقد بدأت الاسلحة تصل فعلا الى العراق، ولكن " شراء العراق أسلحة من ايران (عدوة الولايات المتحدة) يمثل تحديا للأخيرة ويناقض بنود الإتفاقية الإستراتيجية الموقعة بين البلدين".

Iranischer Ex-Präsident Rafsandschani in Bagdad
الرئيس العراقي جلال طالباني في لقاء مع الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجانيصورة من: picture-alliance/dpa

"إستمرار نوري المالكي في السلطة هو نتيجة توافق أمريكي إيراني"

المحلل السياسي صلاح التكمجي مدير شبكة المرصد العراقي، في حواره مع مجلة العراق اليوم من DW عربية لم يتفق تماما مع هذه المعطيات مبينا أنّ العراق يرتبط باتفاقية تعاون إستراتيجية ملزمة للطرفين، ومشيرا الى أن جزءا من بنود هذه الإتفاقية ينص على حماية العراق في حربه ضد الإرهاب. واستعرض التكمجي جملة من الوقائع تكشف عن تعاون عسكري بين الجانبين، كان آخرها " ضربات جوية على مواقع الإرهابيين في الأنبار نفذت بالتعاون مع الإستخبارات الجوية الامريكية". ثم استبعد التكمجي إحتمال أن تؤثر العلاقة مع إيران على علاقة العراق بالولايات المتحدة.

محاولة العراق التحالف مع دولتين متعاديتين، تضع إمكان التوفيق دبلوماسيا بينهما موضع سؤال، لاسيما أنّ الغرب عموما وإسرائيل، تتخذ مواقف عدائية من إيران التي تهتف منذ 35 عاما بعدائية علنا في كل صلاة جمعة " مرك بر أمريكا، مرك بر إسرائيل" ( الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل)" ، وهو أمر سيضع العراق بين خيارين صعبين.

التكمجي ضيف حوار مجلة العراق اليوم، ذكّر بهذا الخصوص أنّ العراق في كثير من القضايا لعب دور وسيط بين البلدين ، كما أشار الى أن إستمرار نوري المالكي في السلطة هو نتيجة توافق أمريكي إيراني . كما لفت الأنظار الى أن علاقات امريكا والغرب بإيران قد شهدت دفئا بعد تقدم المفاوضات حول ملف إيران النووي. وخلص الى القول" أمريكا مستفيدة من العراق في حل مشكلاتها مع إيران". كما استبعد أن يستبدل العراق إيران بالولايات المتحدة ، لعدم امتلاك ايران قدرات على مده بالسلاح بشكل متواصل فعال.

Galerie - wie leben Menschen mit Wafffen im Irak
اسلحة ومعدات امريكية في العراقصورة من: Getty Images/Afp/Azhar Shallal

نبض الشارع

اتصالات المتسمعين تنوعت بتنوّع آرائهم، فقد أشارت أم يوسف من بغداد الى أنّ الولايات المتحدة الامريكية كانت تقدّم مصالحها دائما على مصالح الاخرين، و"هي التي رعت الإرهاب في الدول العربية ، وهي التي استخدمت تعبير الربيع العربي" . واشارت ايضا الى أن امريكا تتخذ ذرائع لعدم تسلح العراق، مذكّرة أن الولايات المتحدة قد ماطلت في تنفيذ التزاماتها تجاه العراق في مجال التسليح، وحجتها في ذلك علاقة الأخير بإيران.

هيام في اتصال من بغداد أشارت الى أن العراق ومنذ عام 2003 باق تحت الاحتلال ، وأن التاثير الامريكي على مواقع صنع القرار ما زال قائما ويجري بشكل علني " الآ أن المخيف هو التأثير الايراني على الحكومة وقراراتها وهو يجر بشكل سري ومسلح".

المحلل السياسي ماجد الغراوي في مداخلة من البصرة أشار الى أن الولايات المتحدة رغم كره البعض لها هي القوة الكبرى المؤثرة في قرارات ومواقف ومصائر الدول، ليخلص الى القول - بعد إيراد عدد من الأمثلة عن تأثيرها - الى إن العراق لا يمكن أن يجد في إيران بديلا عن الولايات المتحدة الأمريكية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد