سفر الملايين للاحتفال بالسنة الصينية الجديدة
مع اقتراب السنة الصينية الجديدة، أو عيد الربيع، يعد نحو مليار شخص في الصين نفسه للسفر إلى مدينته أو قريته التي ينحدر منها للاحتفال مع أهله. لكن ونظر لهذا العدد المهول من الراغبين في السفر، فإن التنقل شاق ومليء بالعقبات.
بدء العدد التنازلي...
على وقع الألعاب النارية وبأطباق لذيذة عديدة ومتنوعة يستقبل الصينيون في العاشر من فبراير/ شباط السنة الصينية الجديدة. وقد بدت منذ أسابيع تداعيات أهم احتفال عائلي في الصين، تتجلى بشكل ملحوظ، ذلك أن الملايين من العمال النازحين والطلاب يحاولون جميعهم العودة من المراكز الاقتصادية إلى مدنهم وقراهم في الصين.
عام 2013 هو سنة الأفعى..
قبل أن تطل "سنة الأفعى"، يتعين على المسافرين الوقوف في طوابير طويلة أمام شبابيك التذاكر. وكل سنة تتكرر نفس المشاهد: الآلاف يضطرون إلى الانتظار لساعات طويلة خلال النهار والليل وأحيانا في البرد القارس. ولكن رغم ذلك ليس من الأكيد أن يحصلوا في النهاية على تذكرة سفر للعودة إلى ديارهم والاحتفال بالسنة الجديدة بين ذويهم وأهاليهم.
البحث عن تذكرة للسفر
وقع الصوت المنبعث من مكبر الصوت على الآذان كوقع سوط على الرؤوس، هكذا يشعر الكثيرون الذين لم يحصلوا على تذكرة للسفر عندما يسمعون: "لقد نفذت جميع تذاكر السفر بالقطار للأيام المقبلة، عليكم البحث عن وسيلة نقل أخرى!" وكلما اقترب موعد الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة، كلما يصبح من الصعب الحصول على تذكرة للسفر على متن القطار. وذلك على الرغم من توفير 5300 قطارا يوميا لنقل الركاب.
عشرات الملايين يرغبون في السفر
ولكن من الصعب إيجاد وسائل نقل بديلة. وعلى الرغم من أن نحو خمسة ملايين حافلة خصصت يوميا لنقل المسافرين، لكن أعداد الراغبين في السفر أكثر من ذلك بكثير. ووفقا لوكالة الأخبار الصينية شينخوا فإنه من المنتظر أن يتنقل نحو 860 مليون شخص خلال فترة أربعين يوما قبل عيد الربيع داخل الصين.
من أجل قضاء بعض الأيام مع العائلة
يشكل العمال النازحون الفئة الأكثر حاجة إلى تذاكر السفر، ذلك أن 200 مليون عامل نازح يعيش لوحده ودون عائلة في المدن الصينية الكبيرة بسبب القوانين المتشددة في الصين، التي لا تسمح له بنقل ذويه إلى مكان إقامته. وبالتالي فإن الاحتفال بالسنة الجديدة يمثل بالنسبة لهؤلاء واحدا من الفرص القليلة في السنة لقضاء بعض الأيام مع العائلة.
بعض الراحة قبل سفرة طويلة وشاقة
ومن تمكن من الحصول على تذكرة سفر على متن قطار أو حافلة، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن المعاناة قد انتهت: ذلك أن غالبية النازحين عادة ما يصطحبون معهم حقائب ثقيلة مليئة بالهدايا لأهاليهم وعليهم نقلها من مكان إلى آخر والركوب بها داخل القطار، حيث الممرات ضيقة والمقاعد صغيرة وممتلئة بالمسافرين. وبالتالي فإن الحصول على بعض الراحة قبل بدء السفرة قد يكون مفيدا.
مطارات مكتظة وأحول جوية سيئة
الوضع نفسه في المطارات: صالات ممتلئة بالمسافرين وانتظار طويل، بالرغم من أن هناك عشرات الآلاف من الرحلات الجوية الداخلية. لكن الأحوال الجوية قد تحول أحلام الراغبين في العودة إلى أهاليهم إلى كابوس، مثلما كان الأمر قبل فترة قصيرة، عندما حال الضباب دول إقلاع الطائرات أو نزولها. وأحيانا تتوتر الأعصاب وتندلع المشجارات ورجال الأمن في المطارات تحاول فض النزاعات والتهدئة..
الاحتفال خارج الصين
ولكن هناك أيضا من يفضل الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة في الخارج، حيث تعد كل من بوكيت في تايلاندا أو سيندي أو فينكوفر بكندا بالإضافة إلى نيويورك وباريس من الوجهات المفضلة للعديد من الصينيين.. ووفقا لتقديرات فإن الصينيين أنفقوا خلال الاحتفالات العام الماضي نحو 9 مليارات دولار في الخارج، أغلبها في التسوق.
عيد ربيع سعيد وكل عام وأنتم بخير
وعندما تعلق الفوانيس الحمراء، فإن ذلك يعني أن كل شيء قد انتهى. في اليوم الخامس عشر من السنة الجديدة ينتهي عيد الربيع بعيد الفوانيس. وبعد الاحتفالات يبدأ الجزء الثاني من تنقل ملايين المسافرين للعودة إلى أماكن عملهم داخل الصين.