زعيم المعارضة التركية في بغداد
٢٢ أغسطس ٢٠١٣في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها إلا قبل أيام، وصل كمال كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان التركي، إلى بغداد تلبية لدعوة رسمية من الحكومة العراقية. وذلك بعد إعلان زعيم المعارضة التركية في الأسبوع الماضي عن إصراره على زيارة العراق بهدف "تقويم الأوضاع" فيه، بالرغم من تلقيه "نصيحة" من وزارة الخارجية بتأجيل زيارته بسبب "تردي" الوضع الأمني في العراق، في حين اتهم رئيس الوزراء التركي نظيره العراقي، نوري المالكي بأنه "يجد أوغلو نظيراً له".
"التدخل التركي فقط في الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان"
كيليتشدار أوغلو أشار إلى أن زيارته الحالية للعراق تهدف " إلى حماية مصالح تركيا وتعزيز الاستقرار في المنطقة"، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها عقب وصوله إلى بغداد. وفي مؤتمر صحفي عقده أوغلو، في (مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية) داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد، أشار إلى أن تدخل بلده في الشأن العراقي "ينبغي أن يكون فقط في الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان، وليس في الشأن الداخلي للعراق"، رافضاً "استخدام الحكومة التركية ملف المياه ضد العراق لأن هذه الثروة تعد من حق العراق مثلما هي لتركيا". وأضاف أنه "سيعمل على حل هذا الموضوع على أساس الاتفاقيات الدولية، ومن خلال مباحثات يجريها وزيري خارجية البلدين"، مبيناً أن "المنطقة ستشهد حالة استقرار في حال تسلم حزبه الحكم في تركيا، حيث سيتم احترام العلاقات مع الدول كافة". وأعرب كيليتشدار أوغلو، عن "الأمل في تبادل الخبرات في المجال التعليمي من خلال فتح الجامعات التركية للطلبة العراقيين، والتعاون في المجال الثقافي، وإنتاج أعمال تلفزيونية وفنية مشتركة بين البلدين".
زيارات أخرى لمسؤولين أتراك في الفترة القادمة
من جهته، وصف مدير مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية، واثق الهاشمي، زيارة زعيم المعارضة التركية للعراق بأنها "مهمة"، مبيناً أنها "تهدف إلى تعزيز العلاقات العراقية التركية". وقال الهاشمي، في حديث إلى وكالة (المدى برس)، إن "زيارة زعيم المعارضة التركية للعراق مهمة لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين"، مضيفاً أن "النقاش الذي دار بين كيليتشدار أوغلو والصحفيين يدل على وجود نية لتوطيد العلاقات بين تركيا والعراق خلال المدة المقبلة". وكشف مدير مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية عن "وجود زيارات أخرى سيقوم بها مسؤولون أتراك للعراق خلال المدة القريبة المقبلة".
زيارة كيليتشدار أوغلو ورقة ضغط
من جانب أخر، كشف النائب في ائتلاف دولة القانون النيابية، علي الشلاه عن أن زيارة السيد كمال كيليتشدار اوغلو إلى العراقي تمثل ورقة ضغط على النظام السياسي التركي الممثلة بالسيد أردوغان. وقال الشلاه في تصريح لصحيفة "الاستقامة الالكترونية " إن "هذه الزيارة تمثل نجاح الدبلوماسية العراقية التي أعطت رسالة واضحة إلى السيد اردوغان مفادها أن العراق يستطيع أن يرعى أوتاد الصراع السياسي التركي وفق نظرية سلمية بامتياز". وأضاف الشلاه أن "العلاقات المرتبكة مع السيد أردوغان لم تكن نهاية المطاف مع الشعب التركي، واستمرارها على أساس المصالح المشتركة وعلاقات حسن الجوار وتبادل المنفعة مع باقي الأحزاب التركية"، لافتاً إلى أن "نجم أردوغان وحزبه الاخواني يتعرض للأفول بعد عزل مرسي من جهة ومن جهة أخرى التخبط بالمسألة السورية وتنافسه مع السعودية على زعامة المجتمع المسلم".
يذكر أن العلاقة بين الحكومتين العراقية والتركية تشهد توتراً من جراء المواقف المتباينة بينهما في العديد من الملفات، برغم المصالح الاقتصادية الكبيرة بينهما، ومنها العلاقة بين أنقرة وأربيل لاسيما في المجال النفطي، والموقف من الأزمة السورية، والموقف التركي من قوى المعارضة العراقية. كما مثلت قضية نائب رئيس الجمهورية المحكوم بالإعدام، طارق الهاشمي، بقضايا الإرهاب، ولجوئه إلى تركيا بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه في (العاشر من كانون الثاني 2012 المنصرم)، من الأسباب المضافة للتوتر بين البلدين.
ز. أ. ب. / ع. ج. (المدى برس، الاستقامة الالكترونية، وكالة أنباء الاناضول، التركية)