ذكرى جسر برلين الجوي لإغاثة المحاصرين قبل 65 عاما
يعد جسر برلين الجوي الذي أقامه الحلفاء عامي 1948 و 1949 لمساعدة برلين الغربية التي كانت محاصرة أحد أكبر عمليات المساعدة على الإطلاق.
جسر برلين الجوي لإغاثة المحاصرين
في يونيو/ حزيران عام 1948 قام الاتحاد السوفيتي سابقا بإغلاق جميع الطرق البرية والمائية المؤدية إلى غرب برلين، الأمر الذي هدد المناطق التابعة في ذلك الوقت للقوات الفرنسية والأمريكية والبريطانية بالتجويع. وجاء رد الحلفاء بإقامة جسر جوي ابتداء من 26 الشهر المذكور لتزويد هذه المناطق بمصادر الطاقة والأغذية والأدوية.
واضع حجر الأساس للجسر الجوي
يعتبر لوسيوس دي كلاي الحاكم العسكري الأمريكي آنذاك (في يسار الصورة مع عمدة المدينة إرنست رويتر) واضع حجر الأساس لجسر المساعدات الجوي إلى برلين. وقد أقنع حكومته بعدم التخلي عن المدينة. كما ناشد إرنست رويتر الدول الغربية وقال: "سكان هذا العالم .. انظروا إلى هذه المدينة لتعرفوا أنكم لا يمكنكم التخلي عنها ولا على سكانها".
رحلات طيران مكثفة
عرف مطار مدينة برلين الغربية هبوط طائرة كل 90 ثانية كان يتم تفريغها فورا، لأن طائرات أخرى تنتظر الهبوط أيضا. كما كان لكل طيار محاولة واحدة فقط للهبوط، وإذا لم ينجح في ذلك كان عليه أن يعود بطائرة المحملة بالمئونة إلى المطار الذي جاء منه. هذا ووصل عدد الطائرات التي استخدمت لهذه العملية إلى 300 طائرة في وقت واحد.
حلويات لأطفال برلين
الطيار الأمريكي غيل هالفورزن كان أول من راودته فكرة توزيع الحلويات على الأطفال في مدينة برلين. قام هالفورزن بتعليق الشوكولاته والعلكة من حسابه الخاص على مظلات صغيرة من المناديل. ومع انتشار نبأ هذه الفكرة زاد عدد الطيارين الأمريكيين المقلدين لزميلهم، وتبرع الأمريكيون بأطنان من الحلويات لسكان برلين.
إقبال كبير على حلويات الجسر الجوي
لقيت حلويات الجسر الجوي إقبالا كبيرا لدى أطفال برلين، وكان الأطفال يقفون فوق أنقاض الأبنية المهدمة وهم يهتفون للطائرات المحلقة في سماء برلين. ولهذا أطلق سكان مدينة برلين على هذه الطائرات اسم "طائرات الحلويات"، ما زاد من شعبية الجيش الأمريكي لدى سكان المدينة وفي ألمانيا كلها.
الكهرباء فقط لبضع ساعات في اليوم
رغم التزويد المستمر لبرلين الغربية بالفحم والبنزين والحبوب ومسحوق الحليب والبطاطس المجففة، إلا أن الوضع ظل صعبا بالنسبة لمليونين ومائتي ألف ساكن. وضع الجيش السوفيتي قيودا على إمدادات الطاقة في برلين الغربية. بذلك لم يستطع سكانها الحصول على الكهرباء سوى لبضع ساعات في اليوم.
نقص كبير لمصادر الطاقة
قام الأمريكيون والبريطانيون بتزويد برلين الغربية بنحو مليون ونصف طن من الفحم لإنتاج الكهرباء والتدفئة، لكن هذه الكمية لم تكفي في فصل الشتاء فقام السكان بقطع الأشجار في الشوارع والحدائق العامة. وحتى الأخشاب التي استعملت في الطرق المعبدة لم تنجو من أفواه الأفران كما هو الحال هنا في حي كرويتسبيرغ.
سقوط ضحايا خلال تقديم مساعدات الجسر الجوي
أرسل البريطانيون في إطار عمليات المساعدة أيضا طائرات يمكنها الهبوط على نهر هافل وبحيرة فانزيه بغرب برلين، وشارك حوالي57 ألف شخص في جسر المساعدات الجوي ومن بينهم طيارون من كندا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا. وبمساعدة أنظمة رادار جديدة أصبح من الممكن الطيران ليلا وفي أحوال جوية سيئة، وفقد 78 شخصا حياتهم في حوادث أثناء عمليات المساعدة من بينهم 39 بريطانيا و31 أمريكيا وثمانية ألمان.
ضريبة خاصة لمساندة الجسر الجوي إلى برلين الغربية
قام الحلفاء بنقل الإمدادات إلى برلين الغربية خلال على مدى حوالي سنة. وكلف تزويد السكان بالسلع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا نحو 200 مليون دولار، ما دفع بالبريطانيين إلى تقنين حصة الحبوب في بلدهم. وكان على سكان ألمانيا الغربية كذلك دفع ضريبة خاصة لحالات الطوارئ.
نصب تذكاري للجسر الجوي
في 12 من شهر مايو/ أيار عام 1949 انتهى الحصار السوفيتي على مدينة برلين واستمر الجسر الجوي حتى شهر أغسطس. ومنذ عام 1952 يذكر نصب تذكاري في مطار تيمبلهوف بعملية الإغاثة وبالأشخاص الذين سقطوا ضحايا خلال إقامة الجسر الجوي لمساعدة المحاصرين.