1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دور المرأة في صنع القرار السياسي في العالم الاسلامي

١٤ أكتوبر ٢٠٠٨

الدكتور سعد الحيالي

https://p.dw.com/p/FZIF

دور المرأة في صنع القرار السياسي في العالم الاسلامي

مع اشارة الى جمهورية العراق الفدرالية

الدكتور سعد الحيالي

Arabische -Deutsch Akademie für freies Lernen

.1 . المقدمة

يصلح هذا العنوان كاطروحة دكتواره من الف صفحة ولكني اريد أضع لبنات هذه الاطروحة والاساس الفقهي والعلمي لهذه المسالة, كنت في نقاش مع زميلي وآخي الراحل الدكتور الطبيب عبد الرحيم العساف , قال أن المراة اكثر حكمة وصبرا من الرجل لكون طبيعتها الفسيولوجية تؤدي بان تكون اكثر حرصا في الادارة والدقة في العمل, كونها اقل قوة بدنية من الرجل فهي تعتمد على عقلها اكثر من العضلات ( إن كيدكن عظيم ) سورة يوسف الآية 28, ولذلك بعد الحرب العالمية الثانية في المجتمعات الاوربية تقلدت كثير من المناصب ضمن الاجهزة الحكومية فهي لا تعتمد العنف والقوة في اتخاذ القرار بل ترجيح العقل وانظر كيف تقود سياراتها بدقة وعناية تامة , وكيف تؤدي دورها الحنون في تربية الاطفال, فهي خاضعة وقانتة لله .

واستنتجت من كلامه سند قرآني قصة الملكة بلقيس في سورة النمل الآيات من 29 -34 :

( قالت يايها الملؤ اني القي الي كتاب كريم , انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم , الا تعلو علي وانه بسم الله الرحمن الرحيم , قالت ياإيها الملؤا افتوني في امري ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون , قالوا نحن اولوا بأس شديد والامر اليك فانظري ماذا تأمرين , قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون ).

2 . الوطن ( البيت الكبير) يحتاج الى راي سيدة عظيمة :

نعم المراة سيدة في البيت الصغير وهو العائلة , والوطن هو البيت الكبير فلا بد ان تكون له سيدة عظيمة كبيرة , ان الحديث النبوي ( لاخير في قوم ولى امرهم الى امراة ) جعل ان يكون المسار السياسي في العالم الاسلامي معزولا عن راي المرآة , وهذه هي الطامة الكبرى هو استفراد الرجال في القرار السياسي , وتنشـئة النساء بين الحلي والمتعة , والزينة والمودة , وتعطيل دورهم السياسي ببعديه الاجتماعي والاقتصادي , فهناك جيوش من الارامل والعوانس و بسبب الحروب والفتن الاجتماعية , ويقدر في العراق بحدود 5 مليون ارملة .

وحتى اتحاد النساء في العراق , لم يكن له راي سياسي بل كان له دور ساند للنظام السياسي الصدامي المقبور فهو يصفق ويهلهل لرعونة الحاكم ,الجلاد , وهن الضحية .

أن المرأة بعد سن اليأس مؤهلة ان تكون قائدة سياسية , وان تشتغل في القضاء وجميع وظائف الدولة ,فهي تكون افضل من الرجل في كثير من الاحوال .

3 . المجتمعات الاسلامية ذكورية تتسم باستبداد الرجل :

وتعود هذه الارضية الاجتماعية من ظاهرة الغزو العشائر على الاخرى ( اومن ينشئوا في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) سورة الزخرف الآية 18 , لذلك اصبحت البنت منذ ولادتها وتنشائتها هي اقل اخيها من الذكر وتعامل على انها ضعيفة , ولاحول ولا قوة لها , لذلك يلعب الاخ الاكبر الذكر دور الاب ويمارس سلطته عليها , ومن ثم عدم احترام رايها الا وفق مصلحة شخصية للعائلة او المتسلط عليها , وهذا جعل المراة ان تكون سلعة تباع وتشترى , وتهدى كالجواري الحسان, كون الرجل يفسر القوامة , كما يريد ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله ) سورة النساء الآية 34, وبسبب الجهل في الدين تزايد الفسوق فالرجل يفسرها هو السيد والآمر, والناهي . وهذا ما عكس على السلوك الاجتماعي , في تحول المجتمعات الى الذكورية , في ازدواج المعاملة , والنظرة الى المرأة كونها المتعة اولا , لذلك عندما يريد الاخ ان يظلم اخته يتهمها بشتى الاتهامات , وبنيت على هذه الظاهرة عدم اشراك المرأة في الامور العامة , وعدم الاخذ في رايها في القرار السياسي , مما جعله ذكوريا مبتورا , فراي المراة مغيب تماما , فنظرة الرجل انها لاتصلح لهذه المهام , في حين اكثر من نصف المجتمع من النساء, فلماذا هذا الاضطهاد السياسي, وحتى كثيرا منهن يجهلن وعدم رغبتهن في الاطلاع على الامور السياسية, ولكن هذه السياسة اللعينة تعصف , في حرثها ونسلها , وحتى في الانتخابات يقودها زوجها على انتخاب فلان , في حين يجب ان تنتخب المرأة التي تمثلها , كون الرجل لا يعبر عن طموح النساء , لاسيما بعد انتشار ظاهرة الفسوق والخمر والميسر في المجتمعات الاسلامية , فهي لم تعد اسلامية حقا في انتشار البغضاء وما نتج عنه استشراء الفساد السياسي والاداري , كون المرأة في ظل الرجل السياسي , واستهتاره بمقدرات المجتمع في ظهور ظاهرة الرشوة وغلول المال العام , كون خلف هذا السياسي زوجة فاسدة .

والاستبداد والقهر والجريمة لصيقة بالرجل السئ , كونه حفيد قابيل الذي قتل اخيه هابيل , طمعا بملذات الحياة والسلطة .

4. ولاية المرأة ليست مطلقة :

نعم ان راي المراة في تكوين القرار السياسي , يسهم في شكل جلي في تقليل جموح واستبداد الرجل , واستهتاره في الحكم , لاسيما حكام العرب قاطبة , فهم يعتمدون القوة المفرطة ضد الخصوم السياسيين ( على الرغم من تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية واستشراء ظاهرة الفساد ) فهم استفادوا , من ظاهرة الحرب ضد الارهاب في تصفية خصومهم السياسيين وجميع معارضوا الفساد السياسي المستشري, وهذا دفع الى تدهور الاوضاع في العالم الاسلامي , واصبح كثير من الناس يفضل الهجرة الى الخارج . أن استلام المراة لمناصب مركزية في الدولة وادخال رايها في تكوين القرار السياسي يسهم في تغيير الوضع الاجتماعي العربي , في ادخال مبدا المساوة في المجتمع وتعزيز دور المراة السياسي والاجتماعي والاقتصادي .

والقرآن الكريم يوضح لنا قدرة الملكة بلقيس , في حوارها الديمقراطي مع مستشاريها , حيث عرفت حجمها وقدراتها القتالية على الرغم من قومها ذوي بئس شديد .

5. الحكام والملوك العرب يمارسون البلطجة السياسية ضد شعوبهم : وتأخذ اشكال البلطجة صورا عدة منها على سبيل المثال وليس الحصر :

- التصفية الجسدية للخصوم السياسيين .

- السجن والاغتصاب والتعذيب .

- تزوير الانتخابات .

- صفقات الفساد السياسي . صفقة طائرة الترنادو للنظام السعودي , وتحية الى الفريق عامر رشيد العبيدي الذي رفض هذه الصفقة , عندما كان معاون قائد القوة الجوية العراقيةعام 1983 .

- استغلال الاجانب وسرقة جهودهم تحت مفهوم الشريك . في جميع دول الخليج والسعودية .

ترتب على هذه الاوضاع تدهور الوضع الأمني بمفهومه الشامل وجود ظاهرة , النشل , والخطف والقتل من اجل المال .

في ظل هذه الاوضاع استشراء ظاهرة الهجرة الى خارج العالم العربي والاسلامي , ان هذه الاوضاع ستؤدي الى التدخل الاجنبي في شؤون العالم الاسلامي والعربي تحت مفهوم حماية حقوق الانسان . والمثال احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية , وتدخل المحكمة الدولية في اصدار قرار ضد الرئيس السوادني البشير .

نعم يجب ان نقف وننحني الى الملكة بلقيس التي جنبت شعوبها حرب خسرانة , بالمقابل سياسيو العراق ادخلوا العراق وسوف يدخلونه في صراعات ومتاهات لانهاية لها حيث , زج العراق بخمسة حروب :

- الحروب الاهلية ضد الشعب الكردي

- الحرب العراقية الايرانية

- حرب الكويت الخليج الاولى

- الحرب الاقتصادية ( الحصار ) 1991-2003

- الحرب ضد الارهاب وجعل العراق ساحة لقتال الارهاب العالمي ولحد يومنا هذا , دمرت ونهبت الغالي والنفيس للشعب العراقي, لاسيما راحته الشخصية والأسرية , بانعدام الامن وتحطيم الاقتصاد العراقي وجعله بئر نفطي .

6. يجب تسليم السلطة الى المرأة تيمنا بالملكة بلقيس :

الرجال الساسة العرب ثبت فشلهم , في تحقيق اصلاح اقتصادي وسياسي على مدى النصف قرن , فهم فشلوا ادرايا في استثمار الطاقة البشرية والمادية لاوطانهم وتحقيق الرفاهية الاقتصادية لشعوبهم . لاسيما في العراق اتركوا السلطة لنساء العراق الماجدات . وذهب بعض رجال الدين الى محاصرتهم في البيوت وارجاعهم الى القرون الوسطى بحجة الحرام والحلال فهو الاستبداد والذكورية الطائشة التي قتلت خيرة علماء وشيوخ عشائر رجال العراق تحت شهوة الانتقام وتصفية الحسابات , وظهور عصابات تتاجر في ألاناث.

7. التوصيات :

القضاء على ظاهرة الذكورية للمجتمع العربي لاسيما في المجال السياسي :

- يجب ان يكون 50 بالمائة من البرلمان السلطة التشريعية من النساء من ذوات الخبرة والاختصاص .

- يجب ان تكون المراة في مجلس الرئاسة العراقي الذي يتكون من ثلاث ذكور .

- يجب ان تكون المراة في مجلس الوزراء العراقي الذي يتكون من ثلاث ذكور.

- يجب ان تكون كل وزارة وكيل وزارة امراة .

- يجب ان يكون كل مدير عام نائبه امراة .

يجب القضاء على ذكورية المجتمع العربي واعطاء دور المراة حرصا على المال العام .

السؤال :

هل ضبطت امراة مسؤولة في فساد اداري او مالي؟ , حيث اكثر حرامية السلطة هم من الرجال واكثر جريمة هم الرجال , واكثر جنوح اجتماعي هم الرجال, وفي كثير من الحكومات العربية اتخذوا من موضوع المراة ديكور سياسي , في اضفاء صبغة التطور الاجتماعي واستخدام هذه الجماعات من النساء لاضفاء ظاهرة من التطورالحضاري الزائف , وعلى سبيل المثال منع ارتداء الحجاب , او الاكراه على لبس الحجاب بمعزل عن راي المراة ؟ يجب اخذ راي المراة في هذا الموضوع وعدم اكراههن على شئ غير مقتنعة به .

يجب ان يكون راي المرأة في القرار السياسي فهي تعبر عن الامهات ونساء المجتمع كافة حيث يكون الوزن الترجيحي لرايها 50 بالمائة, كي يكون القرار السياسي حكيم وعدم استفراد الرجل الحاكم البلطجي .