1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"داعش" من يقود العمليات في العراق

جاسم محمد٢٦ يونيو ٢٠١٤

يؤكد جاسم محمد تدفق "داعش" وبإعداد كبيرة الى العراق من سوريا، حتى أن حدة المواجهات والعمليات العسكرية قد انخفضت في سوريا وعلق الأسد كثير من عملياته بسبب انسحاب مقاتلين شيعة من سوريا إلى العراق للمشاركة بالقتال ضد "داعش".

https://p.dw.com/p/1CQMG
ISIS Kämpfer Checkpoint bei Mosul 11.06.2014
صورة من: Reuters

التقارير الإعلامية ذكرت بان مقاتلي حزب الله استلموا مسؤولية حماية المراقد الشيعية في سوريا. يشار ان ايران اكدت وجودها في العراق من خلال مقاتلي لحرس الثورة الايرانية، على مستوى مستشارين واخرين مقاتلين. التقارير ذكرت وصول مجموعات من الحرس الثوري الى الداخل العراقي، ايران تجد نفسها طرفا في الازمة العراقية التي باتت تهدد امنها القومي.

المشهد السوري يبدو انه انتقل الى العراق مع وجود غالبية اطراف الصراع، الشيء الوحيد الذي اختلف هو المكان، لكن ربما حدة المواجهات سوف تكون اشد من سوريا بسبب ما يمثله الشيعة من غالبية في العراق وتمسكهم بالمرجعية الدينية وحماية المراقد المقدسة ربما اكثر ما موجود في سوريا بالاضافة الى ان نفوس العراق التي تصل الى مايقارب ثلاثين مليون نسمة وسعة مساحة الجغرافية.

استطاعت "داعش من استقطاب مقاتلي اجانب جدد حيث اظهرت وسائل الاعلام الاجنبية باللغة الانكليزية عن جلسات حوار لمقاتلي شباب اجانب من بريطانيا ودول اخرى ومن اصول اسيوية ـ الباكستان تدعو فيها التحاق المقاتلين الاجانب للقتال في العراق، وهذا ما اثار قلق رئيس الحكومة البريطانية كاميرون اكثر من عودة المقاتلين الاجانب الى بريطانيا اكثر من قلقه على المجازر الجماعية التي ترتكبها "داعش" ضد العراقيين، ردود فعل بريطانيا تضمنت وضع تنظيمات "جهادية" جديدة على قائمة الارهاب. كذلك اظهرت بعض المواقع "الجهادية" في اليمن منها مجموعة حاتم اليمني، تبارك فيها ما حققته "داعش" في العراق. واطلق داعش حملةالكترونية في 20 يونيو 2014 لدعم عمليات التنظيم في العراق وسوريا. كما يطلق هاشتاج جديدا على تويتر باسم [#جمعة_نصرة_الدولة_الاسلامية] مطالبا داعميه حول العالم بتصوير أنفسهم وهم يرفعون راية "داعش" ونشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي.وفقا لتقرير نشرته ال بي بي سي، يختار التنظيم صورا قد يكون لها وقع قوي، يفترض أن يولد شعورا بالخوف لدى أعدائها، وأن يحصل على إعجاب مجموعات متطرفة أخرى.

العراق يختلف عن سوريا

لعبت جغرافية سوريا وامتداد حدودها مع تركيا على وجه التحديد وكذلك مع لبنان إلى فتح معابر حدودية لعبور المقاتلين والمتطوعين الأجانب أبرزها بوابة انطاكيا. في المشهد العراقي ربما الجغرافية تختلف وهي أصعب من سوريا بالنسبة إلى "داعش" وربما بسبب تحديد "داعش" في معبر اليعربية ـ القامشلي عبر محافظة الموصل الى المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا أبرزها الحسكة والرقة وكذلك معبر القائم ـ دير الزور مع صحراء الانبار الذي أصبح الآن اقل أهمية في أعقاب اجتياح الموصل يوم 10 يونيو 2014.

هذه الجغرافية ربما لا تعطي مقاتلي"داعش" من الأجانب من خارج سوريا للتدفق بنفس الحجم الذي كان يتدفق على سوريا من المعابر التركية، هذا ربما يكون السبب وراء إصرار"داعش" للسيطرة على مدينة تلعفر بسبب موقعها الجغرافي مع تركيا وسوريا ايضا. امنيا ولوجستيا ممكن اعتبار محاولة "داعش" للسيطرة على تلعفر هي خطوة استباقية واحترازية. إن ما يحدث من تحرك في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية يعكس خارطة "داعش" أكثر ما يعكس خارطة المجموعات المسلحة الأخرى وهي من تدير القتال في العراق وسوريا وتؤكد اعلان الموصل ولاية لها لتنفي ما تأتي من تصريحات من المجموعات المسلحة الاخرى المتحالفة مع "داعش". الصور الواردة من مدينة الموصل وعلى بعض الفضائيات اظهرت سيطرة مفارز "داعش"على المدينة ورفع راياتها السوداء على سيارات وعجلات عسكرية عراقية تم الاستيلاء عليها مابعد الاجتياح.

الملثمون

إن قيادات الجيش السوري الحر المنشقة عن النظام كانت تظهر على العلن وبوسائل الاعلام رغم وحشية النظام وهي تدير العمليات وتقاتل النظام، ما يجري في المشهد العراقي، ظهرت بعض الصور الخجولة التي تظهر احد "القيادات" العسكرية متقدمة برتبة لواء ركن ملثم! يقابله ظهور زعامات "داعش" و مجموعات "جهادية" تظهر بأوضاع مستريحة منها ظهور احمد الدباش زعيم جيش المجاهدين.

"داعش" لا تراعي صورتها في الإعلام

"داعش" لا تراعي حرمة دماء المسلمين وأبناء الأديان الأخرى، وكذلك هي لا تراعي تحسين صورتها امام المجتمعات التي تسيطر عليها او من خلال وسائل الإعلام، حساباتها فقط السيطرة ومسك الأرض والاستيلاء على الثروات والزعامة. إن "داعش" تقصد إعطاء صورة وحشية شرسة دموية عن تنظيمها من اجل اثارة الرعب في نفوس خصومها. "داعش" تقطع الرؤوس ولا تدفن ضحاياها لإعطاء الصورة الدموية عن نفسها. تجارب العراقيين مع التنظيم في المواجهات الطائفية عام 2005 ـ 2006 كانت تعلق رؤوس ضحاياها والجثث على امتداد أعمدة الشوارع وسط مدينة بغداد لإثارة المزيد من الرعب. اليوم هي تضم تحت عباءتها فصائل"جهادية"ومجاميع مسلحة أخرى وهي تعيد مشهد "مجلس شورى المجاهدين" ـ القاعدة في العراق بعد 2003 .

ابو محمد المقدسي

المملكة الأردنية الهاشمية أفرجت منتصف شهر يونيو 2014 عن المدعو أبي محمد المقدسي بعد سنوات من الحبس، ابرز منظري ما يسمى ب"الفكر الجهادي" الذي عرف بانتقاداته لأبي مصعب الزرقاوي وطلب منه ان يتقي الله بدماء المسلمين، وأعاد نصيحته الى ابو بكر البغدادي مطلع عام 2014 من سجنه، لكن يبدو ان البغدادي اصر ان يرتكب ذات الأخطاء التي ارتكبها الزرقاوي.

الخطوة الأردنية ممكن تفسيرها بانها خطوة ذكية وإستباقية لاحتواء ومواجهة اي استقطاب داعشي الى شباب الأردن المغرر بهم، حيث أعلنت مجموعة تضم 200 مقاتلا فرعا الى"داعش". المملكة الأردنية عرفت عنها بدولة المؤسسات وتمتلك القدرة اكثر من القوة لاحتواء التطرف ومواجهة الارهاب والتعايش مع الإسلام السياسي أبرزها جماعة الأخوان، رغم ما تشكله من صداع الى القصر الملكي. يشار ان الأردن هو حجر الزاوية في معادلة امن المنطقة وصمام الأمان بدونه سيكون هنالك توسع لمنخفض التطرف والإرهاب.

"داعش" ومواجهة الأكراد

باتت إستراتيجية "داعش" معروفة بالسيطرة على مصادر الطاقة والثروات في سوريا والعراق، وعكست عمليات التنظيم في دير الزور ذلك. لذا مصفى بيجي كان ومايزال ابرز الاهداف التي يقاتل من اجلها، لكن المعادلة ممكن تختلف في حالة فرض سيطرة الكرد عليها وعلى مدينة كركوك بالكامل بدلا من القوات العراقية. العمليات الميدانية على الارض بعد يوم 10 يونيو 2014 كشفت عن تجنب "داعش" الدخول بأي مواجهة مع الكرد، ربما يكن ذلك لأسباب تعبوية، ان عدم رغبة "داعش" فتح اكثر من جبهة وفي نفس الوقت الكرد أنفسهم لا يريدون فتح حرب جديدة هم في غنى عنها. التقارير المعلوماتية ذكرت بانه كان هنالك حالة تماس واحدة عند محافظة دهوك اقصى الشمال، لكن تراجعت "داعش" عندما تأكدت بانها قوات بيشمركة وليست الحكومة المركزية. وحدث اشتباك محدود جدا في منطقة جلولاء ـ محافظة ديالى يوم 19 يونيو 2013، بسبب تعرض "داعش" الى بعض المناطق المتنازع عليها مابين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان. هذه الخارطة بضمنها بيجي ومصفى بيجي تعكس خارطة التنظيم اكثر من بقية المجموعات المسلحة.

استنفار شيعي

تعيش بغداد حالة من إعادة التنظيم على مستوى الامن والدفاع وحالة استنفار شعبي بعد فتوى السيد السيستاني "بالجهاد الكفائي" بعض المعنيين بالمرجعية الشيعية ذكروا، بان هذه الفتوى لم تطلق الا مرة واحدة منذ مطلع القرن الماضي المراقبين وصفوا فتوى السيستاني بأنها جزء من الحل السياسي اللازمة في العراق وقد اكدت المرجعية ثانية على ضرورة تشكيل حكومة وطنية وعدم السماح بتاجيل اجتماعات البرلمان العراقي. المرجعية الشيعية اكدت على مواجهة تهديدات "داعش" في اعقاب تهديد العدناني باجتياح مدينة كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وهي دعوة للدفاع عن العراق لا تتحدد بطائفة معينة. الشيعة في العراق اعتبرت حمل السلاح دفاعا عن النفس امام اي تهديد لاجتياح مدنهم وتهديد مراقدهم. يشار بأن الفتوى الشيعية اوضحت يوم 20 يونيو 2014، بأن عمليات تعبئة المقاتلين والتطوع يكون ضمن تشكيلات قوات الدفاع العراقية النظامية وليس الالتحاق بالمليشيات الشيعية التي تقاتل الى جانب الحكومة. المرجعية أكدت ان يكون السلاح بايدي الدولة لتجنب إساءة استخدامه.

"داعش" ممكن تستخدم السلاح الكيميائي

تهديدات "داعش" لا يمكن التنبؤ بها، فهي تعتمد عنصر الصدمة والرعب، اي عنصر المفاجأة. لقد تناولت صحيفة الديلي تلغراف بنسختها الانكليزية ليوم 20 يونيو 2014، بأن "داعش" سيطرت على ماتبقى من منشأة المثنى. وبرغم ان ترسانة الاسلحة الكيميائية فاقدة المفعول، لكن ما تزال تمثل قلق الى الغرب والى واشنطن، وهنالك مخاوف من اعادة استخدام المواد الكيميائية السامة في مواجهتها مع القوات العراقية او ضد أهداف غربية داخل او خارج العراق. كانت منشأة المثنى تابعة الى هيئة التصنيع العسكري قبل 2003 بإشراف منظومة التصنيع العسكري. يشار ان منشأة المثنى تعد اكبر منشأت صنع المواد الكيميائية منذ مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي حتى تفكيكها مطلع منتصف التسعينيات من قبل فرق التفتيش الدولية.