Islamkundeunterricht in Deutschland
٦ يوليو ٢٠٠٨مرت نحو تسع سنوات على انطلاق مشروع تجريبي لتدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس الألمانية. ومع مرور هذا الوقت اتسعت دائرة المؤيدين لجعل مادة التعريف بالديانة الإسلامية جزءا منتظما من المقررات الدراسية. لكن تلبية هذا المطلب، وإن كان على وشك أن يتحقق، ما زالت تعترضه عقبات أبرزها قلة الأطر التعليمية المتخصصة.
ومن المرتقب أن يصدر الشهر القادم (أغسطس/آذار 2008) أول كتاب مدرسي لمادة الديانة الإسلامية، ستدرجه على الأقل أربع ولايات ألمانية ضمن مقرراتها الدراسية. وهذا المقرر يحمل عنوان "سفير" وهو مخصص للفصليين الدراسيين الرابع والخامس من مرحلة التعليم الابتدائي.
تدريس الديانة الإسلامية بمناهج جديدة
لمياء قدور مدرسة الدراسات الإسلامية، شاركت في إعداد الكتاب المدرسي الجديد، وتنحدر من أصول سوريا. وتعمل قدور منذ العام 2004 في مركز الدراسات الدينية التابع لجامعة مونستر الألمانية، وذلك في إطار برنامج لتأهيل معلمين يدرسون مادة الديانة الإسلامية في المدارس الألمانية. وترى قدور أن الكاتب المدرسي الجديد لا يعد فقط أحد المناهج المدرسية، التي سيُعتمد عليها في حصص تدريس مادة الديانة الإسلامية فحسب، وإنما يجسد أيضا خطوة إضافية في اتجاه تعامل إيجابي مع الإسلام وقالت في هذا الصدد: "أعتقد أن هذا الكتاب المدرسي سيغير الكثير، ليس فقط على صعيد المضمون لأن ذلك محدد مسبقا، ولكن فيما يتعلق بطريقة تناول المواضيع". وفي السياق ذاته اعتبرت قدور أن الكتاب الجديدة سوف يقدم صورة لإسلام منفتح وصورة شفافة عن الإسلام وأنه سينقل أيضا صورة لإسلام حواري.
نقص الكفاءات أهم مشكل يواجهه تدريس الديانة الإسلامية
وبيرند رضوان باوكنيشت، يدرس هو الآخر مادة الديانة الإسلامية منذ نحو أربع سنوات في مدارس متفرقة بولاية شمال الراين وستفاليا. وساهم ضمن مجموعة مكونة من 11 شخصا، في إعداد الكتاب المدرسي "سفير". ويرى أن الكتاب الذي سيستخدمه الأساتذة رسميا ابتداء من الفصل الدراسي القادم، سيسهل عملهم بشكل كبير، لاسيما أن المدرسين طالما افتقدوا مواد تعليمية تساعد في عملية التدريس والتلقي. ويشير باوكنيشت في هذا القبيل إلى أن الكتاب الجديد سيوفر عناء المدرسين في البحث عن المواد المناسبة التي يمكن استخدامها في الفصل الدراسي، بعدما كانوا يقضون حتى الآن وقتا طويلا خلال عطل نهاية الأسبوع لهذا الغرض.
وعلى الرغم من أن تطوير مناهج وكتب مدرسية جديدة تساهم إلى حد كبير في تحسين ظروف عمل مدرسي الديانة الإسلامية في المدارس الألمانية، إلا أنه ما يزال هناك ثمة نقص كبير في الكوادر المتخصصة. وتزيد الأجور المتدنية التي يتقاضاها هؤلاء المدرسون من صعوبة جلب كفاءات جديدة في هذا المجال. لذا يظل توفير الموارد البشرية المؤهلة في مجال تدريس الديانة الإسلامية أهم التحديات التي باتت تواجه المسؤولين عن سياسة التعليم في ألمانيا الذين يرغبون في أن يتلقى أبناء المهاجرين المسلمين التعليم الديني في المدارس الألمانية بدلا من المساجد.
وفي هذا الإطار ما تزال تطرح الكثير من التساؤلات بشأن كيفية وإمكانية استقطاب هذه الكفاءات. فمعدل الطلاب المدارس المسلمين في ألمانيا، الذين يحصلون شهادة الثانوي التي تخولهم الالتحاق بالجامعات الألمانية، لا يتجاوز عددهم 2.3 بالمائة من مجمل هؤلاء الطلاب. كما أن برنامج التأهيل لمدرسي مادة الديانة الإسلامية موجودة فقط حديثا ويختلف تنظيمها من ولاية إلى أخرى. بالإضافة إلى ذلك لا يوجد في ألمانيا سوى ثلاث جامعات لديها مراكز تكوين مدرسين متخصصين لتدريس مادة الديانة الإسلامية في المدارس الألمانية.