1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خصنا المهندس عادل الجبوري بهذا المقال

٢٢ سبتمبر ٢٠٠٨

من رفع الحصانة عن من !!

https://p.dw.com/p/FMq4

المهندس عادل الجبوري

اثار قيام اعضاء مجلس النواب بسحب الحصانة الدستورية عن النائب الآلوسي والذي جرى في جلسة امتازت بالتسرع المتعمد موجة من الاستغراب والاستياء عمت الشارع العراقي سواء على المستوى الشعبي وفي اوساط المثقفين بمختلف انتماءاتهم، حيث كان موضوع سحب الحصانة محور النقاشات في المقاهي والمنتديات الادبية وعلى مواقع الانترنت وعلى صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات.

وكما هو معروف فان الحصانة تمنح للنائب في البرلمان وفق اسس وموجبات اهمها يتمثل بمنحه المساحة الكافية للعمل للحفاظ على الدستور ومنع اي خرق لبنوده.

كما ان الحصانة توفر للنائب الفرصة الكافية للقيام بدوره الرقابي على الاداء الحكومي من دون عراقيل وتمنحه حرية التعبير عن كل ما يجول في خاطره وكل ما يراه مناسباً لمصلحة شعبه وناخبيه ومن دون قيود ليتمكن بالتالي من التفكير والعمل بصوت عال وفعالية كاملة من دون وجل وتهديد بالاعتقال.

وتأسيساً على ذلك فاننا نرى ان لا احد يزاود او يختلف في الرأي من ان النائب الآلوسي كان مثالاً يحتذى للنائب المواظب والحريص على خدمة ابناء امته وناخبيه وانه لم يألو جهداً على كشف مواطن الفساد المالي ولم يخش من التعرض للقتلة والارهابيين بكل اشكالهم وانتماءاتهم فكثيراً ما كان يصل الى مواقع التفجيرات الارهابية قبل سيارات الشرطة والاسعاف وساهم بنفسه بنقل عشرات الجرحى الى المستشفيات.

وهو اول نائب ولعله الاخير الذي لطالما شوهد وسط اخوانه واخواته من المواطنين في الاسواق ومن دون حماية. ولا يخفى على العراقيين انه من سياسيي الخارج القلائل الذين احرقوا المراكب خلفهم بعودته مع عائلته كلها ودفع لذلك ثمناً كارثياً باستشهاد ولديه.

كما انه امتاز بالتفكير والعمل في وضح النهار وبصوت عالٍ لطالما افزع المفسدين والطائفيين والعاملين لاجندات غير عراقية.

كل هذه الصفات تعني ان النائب الالوسي مارس دوره النيابي واستحق بجدارة الحصانة الممنوحة له وفق الدستور ووفق المعايير.

في المقابل فان الكثير من اعضاء مجلس النواب لطالما استخدموا الحصانة كحصن حصين يتمترسون خلفها ليمارسوا اعمال القتل والتحريض الطائفي وعقد الصفقات المشبوهة وتعطيل احكام القوانين وارباك العمل الحكومي وزعزعة امن البلاد وصولاً الى تنفيذ اجندات دول الجوار في عرقلة استقرار وازدهار العراق.

هذا النوع من اعضاء مجلس النواب كان له حضور وفاعلية لاخذ زمام المبادرة في السعي الى الانتقام ممن كان لهم بالمرصاد دوماً وعملوا فعلاً على رفع الحصانة عنه في (الجلسة- المهزلة) التي تم بها التصويت جارين معهم جمعاً من الخائفين والمترددين وانصار الفكر القومچي العروبي الذي رماه العراقيون في مزبلة التاريخ الحديث ضاربين بعرض الحائط بنود الدستور التي تمنح المواطن حق التنقل داخل وخارج البلاد وبلا استثناءات.

لقد سلطت جلسة التصويت الاضواء على حجم التدخل الاجنبي والسيطرة الفعلية والمباشرة على جدول اعمال مجلس النواب وعلى اكف النواب الذين رفعوها عالياً وكأنها ايادٍ ترفع استسلاماً للسفير الايراني وعليه فان مجلس النواب قد ثبت الحصانة لمثال الآلوسي وثبت محبته في قلوب العراقيين وان مثال الآلوسي وخلفه كل العراقيين قد رفعوا الحصانة عن مجلس النواب.