1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء تبرير الفضائح

عباس العزاوي٢ مايو ٢٠١٣

يرى عباس العزاوي أن بعض النواب لا يجيدون إلا التصريحات وإطلاق الشعارات البراقة لاسيما عند الأزمات لاعتقادهم بأنها كلما ازدادت حدة ونارية ارتفعت شعبيهم وكثرت حظوظهم بالبقاء في مناصبهم لفترة أطول.

https://p.dw.com/p/18QOQ
صورة من: AFP/Getty Images

ليت النواب يقتصرون على الطرح العقلائي أو المعتدل بل تصريحات اقل ما يقال عنها متشنجة وطائفية قذرة حتى لو حرصوا على لفها برداء وطني فاخر أو أنساني ساحر ولكن لحسن حظنا إن المتسابقين إلى صالات الإعلام والفضائيات قلة مقارنة بعدد النواب الحقيقي لأننا في حقيقة الأمر سنحتاج الى 27 ساعة في اليوم حتى نستطيع الاستماع لتصريحات كل واحد منهم لمدة خمسة دقائق فقط ، فما بالك لو جلس احدهم يتمنطق ويتمطى ويختار مفرداته بعناية لاسيما عندما يحتاج الأمر الى محاولات مضنية لمزج القيم المتناقضة ، وإعادة ترتيب الفضائح بشكل تبدو أكثر قبولا ومعقولية، كمن يلقي اللوم مثلا ،على الضباط الذين منحوا إجازات للجنود المغدورين قرب مخيم التحريض والإرهاب ، واعتبارهم ضباطا مذنبين لان الوضع لا يحتمل الإجازات، وشهوة القتل وسفك الدماء أخذت من " المواطنين الأبرياء" كل مأخذ، فلماذا هذه الإثارة المقصودة يا ضباط الجيش؟

هذه الحيلة وحدها تحتاج لنصف ساعة على الأقل حتى يستطيع النائب تبريرها وتطويع الكلمات الشيطانية لنقلها من حقل الباطل الى الحق.

"تاريخ الجيش العراقي موضع سؤال"

برلماني آخر يقول بان الجيش العراقي قتل المعتصمين العزّل بوحشية لا مثيل لها، متناسياً اعداد الجنود الذين سقطوا في ساعة المواجهة أو قبلها بأربعة أيام!! علاوة على نتائج التحقيق المذهلة التي توصلت إليها اللجنة المشكلة في أحداث الحويجة وأعداد الضحايا الذين لقوا مصرعهم قبل اقتحام المخيم! فمن قتلهم إذن ؟ سلمان الجميلي كان أكثر النواب عدوانية وضراوة ضد الجيش العراقي ( المالكي) واعتبر هذا العمل ( الإجرامي ) اول نقطة سوداء في تاريخ الجيش العراقي!! وتغاضى طبعاً عن ذكر ثلاثمائة ألف شهيد سقط في الانتفاضة عام 1991 قتلهم الحرس الجمهوري والجيش العراقي السابق! دائما ينسى الكثير من النواب التاريخ العراقي الحديث، ويضربون أمثلة لا تخدم سياساتهم التقافزية والانتقائية وبذلك يؤكدون لنا هويتهم الحقيقية ، فشكراً لهم.

"الحكومة طرف في الصراع فمن هو الطرف الآخر؟"

بعض الساسة من الذين "يعشقون" السيد المالكي ،أفادونا بان الجيش لا يجب ان يُزج في الصراعات السياسية ، وهذا تغليف حاذق للفكرة!! والسؤال هو ،هل الإرهاب التي تمارسه بعض المجاميع المسلحة التابعة لقادة التظاهرة ضد الجيش العراقي هو صراع سياسي!! وإذا كان كذلك فمن هي أطرافه؟

نحن نعرف الحكومة كطرف أول ، فمن هو الطرف السياسي الثاني فيه ؟ أفيدونا يرحمكم الله ، وهل يجب ان يبقى الجيش يتفرج على أفراده وهم يلاقوا حتفهم الواحد تلو الآخر؟ لا لشيء إلا لكونهم بالقرب من المتظاهرين الذين يحتاجون بين فترة وأخرى (يبردون اكَلوبهم ) بسفك الدماء بسبب الخطب الحماسية لشيوخ الإرهاب، والسؤال الأهم لقائد الشمال الأوحد ،هل تحركات البيش مركة قبل فترة في كركوك لم تكن زجاً في الصراع السياسي مع الحكومة الاتحادية ، أم أن زجكم حلال وزج غيركم حرام ؟.

التصريح الأكثر خزياً وفضائحية منذ اندلاع الأزمة العراقية الأخيرة هو لرئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي النائب سليم الجبوري ،ردا على سؤال ، حول الخطب التحريضية والتهديد والشتائم فرد مستغرباً " يا أخي أثارتكم شعارات على منصات المتظاهرين ولم يثركم قتل المعتصمين الأبرياء " سبحان الله يا راعي حقوق الإنسان!! ، ومن أوصلنا لهذه المصادمات والدماء التي أُريقت؟

أليس الشعارات نفسها! أليس الخطب الطائفية المنفلتة والتهديدات المستمرة بقطع رأس الحية الرقطاء" الشيعية " وتحرير بغداد من " الاحتلال المغولي " الشيعي الفارسي!

عجيب أمركم يا قادة الجيش تثيركم هذه المداعبات والمزح الوطنية الودودة ،وقتل جم جندي عراقي لا قيمة لهم قياساً بأهمية وحدة العراق ومستقبله الزاهر!! ولا يثيركم قتل مجموعة من المسلحين " الأبرياء " أطلقوا جم رصاصة تعبيراً عن نقمتهم وحقدهم الأخوي الطافح ، حقيقة إنكم لا تمتلكون ادني مقومات القيادة ولا الصبر والحكمة التي كان يتحلى بها قادة العراق سابقاً.

" انتخبنا نواباً طائفيين يحرفون الكلم عن مواضعه"

حقيقة الأمر نحن لم ننتخب نواباً يمثلون المواطن في البرلمان ويعملون لسن قوانين حيوية ومهمة من شأنها توفير السبل الكفيلة لحمايته وتحقيق تطلعاته وآماله في حياة هانئة وسعيدة ، بل انتخبنا مجموعة مهووسة ومدمنة تصريحات وخطب ملتهبة ، تستدر عطف ناخبيها قبل انتهاء فترة صلاحيتهم كممثلين لهذا الشعب المسكين ، انتخبنا نواباً طائفيين يحرفون الكلم عن مواضعه ، ويقلبون الحقائق بطريقة مفضوحة ومقززة، ولا يشعرون بأدنى حياء أو مسؤولية أمام الدماء التي تسيل يومياً وفي كل مكان من العراق.

قول الحقيقة يُفقد المخادعون الكثير من الامتيازات