1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"حرية الإبداع مكفولة"ـ مطاعم ومقاهي تتحول إلى معارض فنية لاستقطاب الزبائن

بيتينا لانيرت/ إعداد شمس العياري ٢ يناير ٢٠٠٩

ظاهرة جديدة في المدن الألمانية يمتزج فيها الإبداع الفني بالحياة اليومية: محلاّت تحاول استقطاب الزبائن من خلال إعطاء فنانين فرصة عرض أعمالهم فيها، وفنانون يحاولون تقريب فنّهم من السواد الأعظم، وجعله في متناول الجميع.

https://p.dw.com/p/GQww
تتحول بعض الحانات والمطاعم إلى معارض للفن، يمكن للزائر فيها التمتع بالفن والترفيهصورة من: axentis.de / Lopata

يُعدّ فصل الشتاء في ألمانيا الفترة الزمنية المناسبة بالنسبة لأولئك الذين يهوون الخروج وارتياد المقاهي والمطاعم وغيرها من المحلاّت ليلا. ولاستقطاب أعداد كبيرة من الزبائن إلى هذه المحلاّت يحاول عدد من أصحاب المطاعم والحانات اتباع استراتيجيات مختلفة، ذلك أن تقديم أطباق لذيذة أو مشروبات مختلفة ومتنوّعة لم يعد وحده كافيا، حتى يتمكّن أصحاب هذه المحلاّت من فرض أنفسهم في السوق و المنافسة. وعليه، يلجأ البعض إلى تقديم خدمات تميّزه عن غيره على غرار لوحات رقص أو فواصل ترفيهية أو عروض فنية، فتتحوّل المطاعم إلى معارض لرسوم ومنحوتات والحانات إلى مشاريع فنّية.

حرية الإبداع مكفولة في "حانات الفن"

Kunst in der DDR Ausstellung in Bonn
يفضّل البعض عرض أعمالهم الفنية في مطاعم وحانات لتقريبها من الجماهير، على عكس المتاحف والمعارض التي تبقى "نخبوية" إلى حد كبيرصورة من: dpa

في هذا الإطار اختارت حانة في مدينة كولونيا، تحمل اسم "حانة الفن"، أن تمزج بين التمتّع بمختلف المشروبات و بالإبداع الفني في القوت نفسه، ذلك أن فنانين مختلفين يعكفون على تصميم الحانة كل مرة حسب أذواقهم الخاصة. ويبلغ طول الحانة، التي تم افتتاحها قبل نحو أربعة أسابيع، 44 مترا في حين يبلغ عرض طرفيها نحو 120 سنتيمترا، ذلك أن الحانة تتخّذ شكل الموز وهو ما يزيد في غرابتها وطرافتها، وبالتالي إقبال محبّي الفن بصفة عامّة عليها.

ويقول صاحب الحانة، باولو سكانبي، وهو صاحب فكرة تحويل محلّه إلى مكان تجريبي للرسّامين لترك بصماتهم الفنية، "إن الفكرة تكمن في إعطاء فنان، تقترحه جمعية الفنانين في كولونيا، فرصة تصميم الحانة وفقا لما تجود به قريحته الفنية من رسم أو دهن على الجدران أو تعليق لوحات أو نصب منحوتات وغيرها من الأعمال الفنية". وأشار سكانبي في الوقت نفسه إلى أن أصحاب المحلّ لا يحاولون التأثير على عمل الفنان أو التدخّل فيه. كما شدّد سكانبي على إعطاء الفنان الحرّية المُطلقة، مثلما كان عليه الأمر بالنسبة للفناّن البلجيكي آرنه كفينسه، وهورسّام "غرافيتي" قام بتصميم الحانة من خلال عروض فيديو تجريبية تزيّن جدران "حانة الفن".

"ظاهرة قديمة" ـ التقريب بين الفن وواقع الحياة اليومية

Spiderman Atelier
إحدى الأعمال الفنّية للفنان الألماني التشكيلي مارتين كيبينبيرغهصورة من: Albrecht Fuchs, Köln

من جهتها، اتبعت "حانة باريس" في برلين نهجا مماثلا لاستقطاب الزبائن وهواة الفن وذلك من خلال عرض قطع فنية لفنانين مُعاصرين معروفين على غرار الفنان الألماني مارتين كيبينبيرغه. وتُشير صاحبة، الحانة ميشال فورتله، إلى ولعها بالفن المعاصر، وهو ما دفعها إلى عرض قطع فنية لفنانين معاصرين في حانتها منذ نحو ثلاثين عاما. وتقول فورتله إنها ليست الأولى التي أرادت تحويل حانتها إلى مكان يرتاد الزوّار لتناول المشروبات ولقاء الأصدقاء والتمتّع بالفنّ في الوقت نفسه، وإنما هي عادة ذات تاريخ طويل في أوروبا، حيث كانت المقاهي والمحلاّت تزيّن جدارنها وأروقتها بقطع فنية معاصرة.

وحول هذه الظاهرة يشير الصّحفي والنّاقد الفني سيبستيان فرينتسيل إلى أن الحانات والمطاعم وغيرها من المحلاّت أصبحت بمثابة المكان الذي يلجأ إليه الفنانون لعرض أعمالهم الفنيّة بعيدا عن الأماكن الكلاسيكية كالمتاحف والمعارض مثلا. وهذه الظاهرة ليست بالجديدة، كما يقول فرينتسيل، ذلك أن بعض المحلاّت والمقاهي التي فتحت في باريس بعد الحرب العالمية الأولى حاولت تقريب الفن من الحياة اليومية، أي بين الإبداع الفني والأكل والشرب والترفيه أيضا، وبالتالي إعطاء الفرصة للجميع في التمتّع بالأعمال الفنيّة كجزء من الحياة اليومية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد