1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جيران سوريا يخشون المزيد من التصعيد

أندرياس غورتسيفسكي/ ياسر أبو معيلق٩ يناير ٢٠١٣

تهدد الحرب الأهلية في سوريا باتساع دائرتها لتصل إلى الدول المجاورة، فيما تحاول تركيا الدفاع عن نفسها باستخدام بطاريات صواريخ "باتريوت". لكن احتمال انهيار الدولة السورية يثير المخاوف أيضاً.

https://p.dw.com/p/17GXc
Men search for survivors under rubble after a missile hit Aleppo's al-Mashhad district January 7, 2013. REUTERS/Muzaffar Salman (SYRIA - Tags: CONFLICT)
صورة من: REUTERS

تستعد تركيا لاستقبال بطاريات صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ، التي بدأ نقلها يوم الثلاثاء (8 يناير/ كانون الثاني 2013) من ألمانيا وعدد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، إلى الأراضي التركية، وذلك لحمايتها من أي هجوم صاروخي محتمل من طرف سوريا.

لكن شبح الحرب الأهلية الدائرة في سوريا لا يهدد تركيا فقط، إذ أعلنت إسرائيل أنها ستبني جداراً فاصلاً في مرتفعات الجولان، التي احتلتها سنة 1967، وذلك لصد أي محاولات لتسلل مسلحين إلى داخل إسرائيل، بحسب الإعلان.

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية والباحث في معهد أنقرة للأبحاث الاستراتيجية محمد عاكف أوكور أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يسعى لتوسيع دائرة الحرب الأهلية في بلاده إلى خارج نطاق حدودها، على أمل تصعيد الوضع في المنطقة والمحافظة على سيطرته لفترة أطول.

لكن حتى دون تصعيد عن طريق هجمات على الدول المجاورة، ما يزال الوضع حرجاً، إذ يقول أوكور: "تصعيد النزاع يعني خطراً حقيقياً لكل الدول المجاورة لسوريا". ويشير الباحث التركي، في حوار مع DW، إلى العراق ولبنان، ففي العراق مثلاً يتحالف الكثير من السنيين مع المقاتلين المعارضين لنظام الأسد أو تربطهم بهم صلات قرابة. أما لبنان، فتربطه بسوريا علاقات وثيقة وأي تطور في سوريا سينعكس على لبنان بشكل مباشر.

Fahrzeuge und Container einer «Patriot» Einheit der Bundeswehr werden am 08.01.2013 im Hafen von Lübeck-Travemünde (Schleswig-Holstein) für ihren Einsatz in der Türkei verladen. Rund 300 Fahrzeuge und 130 Container mit militärischer Ausrüstung werden von Soldaten des Logistikbataillons 161 an Bord der Fähre «Suecia Seaways» der dänischen Reederei DFDS verstaut. Foto: Christian Charisius/dpa
يعتبر الخبير السياسي التركي محمد عاكف أوكور بطاريات صواريخ "باتريوت" علامة على تضامن حلف الأطلسي مع تركياصورة من: picture-alliance/dpa

تدخل سوريا في الشأن اللبناني

لدمشق تأثير قوي على السياسة اللبنانية، وهذا يبرزه الائتلاف الحكومي الحاكم هناك، والذي يتكون بعضه من قوى سياسية مؤيدة للنظام السوري. وفي مقابل ذلك، تسعى بعض القوى اللبنانية إلى الحد من التأثير السوري، ما انعكس ميدانياً، إذ شهدت مدينة طرابلس الساحلية عدة مرات اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي النظام السوري.

تركيا أيضاً متأثرة بالحرب الأهلية السورية منذ فترة طويلة، إذ فرّ إليها أكثر من 150 ألف لاجئ، إضافة إلى سقوط عدد من القنابل السورية على الجانب التركي. وفي قرية "أكتشاكاله" الحدودية التركية قتل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي خمسة مواطنين إثر سقوط قنابل هاون سورية على القرية.

وترغب تركيا في صد أي هجوم محتمل بالصواريخ من الجانب السوري من خلال بطاريات صواريخ "باتريوت"، والتي سيتم نصبها بدءاً من فبراير/ شباط المقبل. الحكومة الألمانية، التي وافقت على نقل الصواريخ إلى تركيا، شددت على الطبيعة الدفاعية لمهمة الجيش الألماني في تركيا وأكدت أن تلك الصواريخ لن تكون قادرة على الوصول إلى الأراضي السورية من مكان نصبها قرب منطقة قهرمانماراش، والتي تبعد حوالي مئة كيلومتر عن الحدود.

REFILE - CORRECTING YEAR Free Syrian army fighters talk as they carry their weapons before heading to the front line in Aleppo January 8, 2013. Picture taken January 8, 2013.REUTERS/Zain Karam (SYRIA - Tags: CONFLICT CIVIL UNREST)
أي تصعيد في الحرب الأهلية السورية ستكون له عواقب وخيمة على دول الجوارصورة من: Reuters

"باتريوت" للحماية ودليل على التضامن

من جانبه، لا يرى محمد عاكف أوكور أن صواريخ "باتريوت" ستوفر حماية كاملة من الصواريخ السورية، إلا أنه يضيف أن "أهميتها تكمن فيما تمثله"، إذ تبعث هذه البطاريات برسالة مفادها أن حلف شمال الأطلسي سيحمي تركيا من المخاطر التي تتهددها على حدودها.

وكان البرلمان التركي قد سمح للحكومة بُعيد حادثة أكتشاكاله بدخول الأراضي السورية إذا تطلب الأمر ذلك. لكن أوكور يعتبر أن ذلك لن يحصل، وحتى مطالب الثوار السوريين بتدخل القوات التركية لن تتحقق، حسب ما يعتقد الباحث التركي، الذي يتابع بالقول: "لكن إذا ما استخدم بشار الأسد أسلحة كيماوية ضد السكان، فإن ذلك سيغير كل شيء". هذا الهجوم بالأسلحة الكيماوية، والذي حذرت منه الحكومات الغربية مرات عدة، يعتبره أستاذ العلوم السياسية أسوأ السيناريوهات.

ضربة قوية للاقتصاد الأردني

الأردن أيضاً يعاني من وطأة الحرب الأهلية في سوريا، إذ استقبلت المملكة حتى الآن حوالي 200 ألف لاجئ سوري، وإضافة إلى ذلك فإن اقتصادها يعاني بسبب ذلك، حسب ما يقول المحلل السياسي الأردني حسن المومني، خاصة وأن معظم صادرات البلاد إلى أوروبا قبل الحرب الأهلية كانت تمر عبر سوريا.

وبالنسبة للمومني، الذي يرأس المركز الإقليمي لفض النزاعات التابع للمعهد الدبلوماسي الأردني، فإن أسوأ سيناريو سيكون ارتفاع وتيرة القتال وانهيار تام لهياكل الدولة السورية. وحول ذلك يقول المومني: "سنعيش إذاً تصعيداً للعنف ستكون له عواقب وخيمة على الأردن". وفي نهاية الأمر، فإن سوريا قد تتحول إلى صومال جديد، مما ستكون له تبعات غير متوقعة بالنسبة للمنطقة بأسرها.

وبالمقارنة مع لبنان، فإن الأردن لا يعاني من صراعات مسلحة بين مؤيدي الأسد ومعارضيه، إلا أن حسن المومني يضيف أن "على الرغم من ذلك، كان هناك تبادل لإطلاق النار وهجمات متبادلة على الحدود، أصيب فيها بعض الجنود الأردنيين".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد