1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Im Zeichen der Solidarität mit allen Muslimen

١٣ يوليو ٢٠٠٩

يرى الأمين العام للمجلس المركزي لليهود في ألمانيا شتيفان كرامر في تعليقه التالي أن تضامنه مع أسرة مروة الشربيني يعود إلى قناعته بأن هذه الجريمة تمثل اعتداء على المجتمع الديمقراطي ككل.

https://p.dw.com/p/Ioba


قمتُ يوم الاثنين الماضي بزيارة السيد/ علوي علي عكاز، الذي يُعالج بمستشفى مدينة دريسدن الألمانية، وكان في صحبتي الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين السيد أيمن مزيك والسفير المصري في برلين رمزي عز الدين رمزي ومدير الشرطة في ولاية ساكسونيا بيرند ميربيتز ووزير العدل جيرت ماكينروس.


زيارتي جاءت بعد أن قُتلت زوجة السيد/ علوي علي عكاز الصيدلانية مروة الشربيني طعنا بالسكين على يد متطرف يكره المسلمين، مع العلم بأن هذه الجريمة وقعت داخل قاعة المحكمة. وقد قُتل معها جنينها في بطنها، وشهد الحادث ابنها البالغ من العمر ثلاثة أعوام. ولما أراد زوجها التدخل لإنقاذها لقي من المجرم طعنة كادت تودي بحياته. وبهذه الزيارة أردنا أن نواسي السيد علوي علي عكاز ونشهد له بشجاعته – بعد فُقدان زوجته وإصابته البالغة، حيث أُطلق عليه الرصاص ظنا من الشرطة أنه الجاني – كما أننا لا نعتبر هذه الزيارة تعبيرا عن تضامنا مع الضحايا فقط، بل أيضا مع جميع المسلمين في ألمانيا.


ارتياح نفسي مصحوبا بشيء من السخرية

Generalsekretär des Zentralrats der Juden in Deutschland, Stephan J. Kramer.
شتيفان يواخيم كرامر ، الأمين العام للمجلس المركزي لليهود في ألمانياصورة من: presse


لقد أحدثت زيارتنا صدى صحفيا غير متوقع، فبعض الصحف الألمانية أَوْلت زيارة أمينَيْ عام مجلسين لديانتين مختلفتين اهتماما أكثر من جريمة القتل العنصري. ومن الواضح أن بعض إدارات تحرير الصحف وجدت أن قتل إحدى المسلمات ليس جديرا بالذكر مثل الظهور الجماعي لأمينَيْ عام مجلسين لديانتين، أحدهما مسلم والآخر يهودي. كما كانت بعض التصريحات تنم عن ارتياح نفسي مصحوبا بشيء من السخرية حول "تحالف الأقليات"، التي برهنت أخيرا على قدرتها على التعلّم والتصرف سويا!


"جريمة القتل اعتداء على المجتمع الديمقراطي كله"


وفي ضوء هذه الحادثة فإنه من الضروري توضيح دوافع زيارتي الحقيقية: إنني لم أسافر إلى مدينة دريسدن لأنني يهودي أنتمي لإحدى الأقليات، ولكني قمت بهذه الرحلة لأنني كيهودي أعلم أن من يعتدي على إنسان بسبب تبعيته العرقية أو القومية أو الدينية فإنه لا يعتدي فقط على أقلية ولكن عل المجتمع الديمقراطي ككل. لهذا فليس من المهم السؤال عن سبب إعراب ممثل الطائفة اليهودية عن حزنه وتضامنه مع السيد علوي علي عكاز، ولكن المهم السؤال عن سبب غياب الوفود الزائرة أو خطابات التضامن من جانب ممثلي المجتمع الألماني. فلماذا جاءت إذا ردود فعل وسائل الإعلام والنخبة السياسة حول هذه الجريمة متأخرة؟ والآن وتحت ضغط من المجتمع الدولي يتم استدراك الموقف، إلا أن ذلك يبقى غير مقنع.


أبعاد جريمة قتل مروة الشربيني


يبدو أن المجتمع الألماني لم يدرك أبعاد جريمة القتل التي حدثت في دريسدن. كما يغيب الوعي بأن جريمة قتل مروة الشربيني جاءت نتيجة روح الحقد والكراهية المتفشية ضد المسلمين بدءا من أطراف المجتمع المتطرفة حتى وسطه. وروح الحقد والكراهية هذه نابعة من المشاهد اليمينية المتطرفة، التي تسعى منذ سنين إلى عزلة المخالفين في العقيدة والأجانب وأتباع الأقليات وتخويف الناس منهم ووصفهم بسوء الأخلاق. وعلاوة على ذلك يفتقد المجتمع الألماني أيضا إلى إدراك أن ضعف مكافحة العنصرية يهدد بالتجرؤ على القيام بأعمال إرهابية (وهي بلا ريب كلمة مناسبة في هذا السياق) أخرى مثل جريمة القتل، التي حدثت في دريسدن.


لا بديل عن حوار تشارك فيه قاعدة جماهيرية عريضة


لهذا من الواجب على ألمانيا أن ترجع نفسها وتستخلص وحدها. ولا يعني هذا فقط عزل المحرضين ومعاقبتهم، بل أيضا توعية المواطنين الألمان وتعريفهم بالشعوب المسلمة وبثقافتهم وديانتهم وعاداتهم وتقاليدهم، على أن يكون هدفنا في ذلك ليس التسامح فقط ولكن الاحترام في التعامل مع بعضنا البعض. فلا بديل عن حوار موسع لا يضم رجال الدين ومسئولي الحكومة فقط، بل أيضا يشارك فيه كثير من المواطنين بقدر الإمكان، أيْ العمل على المستوى الشعبي. إنني أدرك حجم الاستياء وانعدام الثقة المنتشر بين المسلمين، وأعتبره شيئا طبيعيا.


على الرغم من ذلك لا ينبغي على المسلمين أن يتراخوا في سعيهم إلى تبوّء مكانهم الصحيح في المجتمع الألماني. وطبقا لخبرات الأقليات الأخرى يعني هذا بالنسبة للبعض، بما في ذلك اليهود، الموازنة بين الحفاظ على الهوية الشخصية وتأدية الدور داخل المحيط الاجتماعي. كما انه لا غنى عن الحوار الصريح بين الأقلية والأغلبية، إذا أردنا الخروج من هذه الورطة.


الاندماج لا يعني الانسلاخ وذوبان الهوية الإسلامية كليا. وحين يسود الاحترام المتبادل لن يشكل الاختلاف عقبة أمام التعايش السلمي في المجتمع الألماني.




شتيفان يواخيم كرامر

ترجمة: عبد اللطيف شعيب

حقوق الطبع محفوظة: قنطرة 2009


يعمل شتيفان يواخيم كرامر أمينا عاما للمجلس المركزي لليهود في ألمانيا.