جبل طارق: الصراع على الجيب البريطاني
تشييد حواجز بيتونية في البحر ضاعف من حدة الصراع بين مدريد ولندن، ومؤخرا اتفق الجانبان على استقبال بعثة مراقبين من الاتحاد الأوروبي إلى إقليم جبل طارق، في محاول لامتصاص الأزمة.
تصعيد للنزاع
تتنازع إسبانيا والمملكة المتحدة بسبب إقامة أكثر من 70 كتلة إسمنتية قبالة سواحل جبل طارق. وفي نهاية شهر يوليو/ تموز قامت حكومة جبل طارق هناك بتشييد شعاب اصطناعية في البحر الأبيض المتوسط. مهمة هذه الحواجز البيتونية حماية المياه الساحلية ومنع الأنشطة غير المشروعة للصيادين الإسبان. إسبانيا اعتبرت الإجراء بأنه غير قانوني، لأن تلك المياه تخضع للسيادة الإسبانية.
احتجاج صيادي الأسماك
احتجاجا على تلك الحواجز التي وضعت تحت الماء، قام 38 قارب صيد إسباني بالدخول يوم الأحد 18 أغسطس/ آب إلى سواحل المنطقة البريطانية. الصيادون الإسبان احتجوا على بناء الحاجز واشتكوا من أنه يمنعهم من الدخول إلى مناطق الصيد. زوارق حراس الشواطئ أغلقت الطريق عليهم وأجبرتهم على العودة.
سفينة حربية قبالة الساحل
الصراع شهد تصعيدا جديدا عندما رست سفينة حربية بريطانية يوم الاثنين 19 أغسطس/ آب قبالة سواحل جبل طارق. رحلة السفينة المسلحة التي كانت ستشارك في مناورات بحرية، كان متفق عليها سابقا مع إسبانيا. تزامن هذا الأمر مع التوترات الدبلوماسية.
ساعات طويلة من الانتظار
فرضت إسبانيا مراقبة أكثر صرامة على الحدود لمن يريد دخول إسبانيا من جبل طارق. وصار على سائقي السيارات أن يأخذوا في الاعتبار فترات انتظار تصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر. إسبانيا بررت الضوابط بأنها ضرورية للتفتيش عن مهربين.
محاولة لصرف الأنظار؟
رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو اتهم الحكومة الإسبانية بأنها "تريد صرف الأنظار عن مشاكلها الخاصة مثل فسادها وفضائح تبييض الأموال التي تقوم بها". إسبانيا تدفع حاليا باتجاه "مسار تصادمي" وتحاول قطع خيط الحوار الدبلوماسي.
مساعدة من الاتحاد الأوروبي
في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أعرب رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي عن استيائه من بناء الشعاب الاصطناعية ورفض هذا الإجراء "غير المقبول" كليا. والآن يفترض أن تقوم بعثة مراقبين من الاتحاد الأوروبي بدراسة الوضع على الحدود. هذا ما اتفق عليه زعيما الدولتين مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو.
الاتحاد الأوروبي كوسيط
وتهدف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في وضع حد للنزاع المستمر منذ أسابيع بين لندن ومدريد. وستعمل البعثة بمشاركة السلطات الإسبانية والبريطانية وستقوم بالتحقق من الوضع على الحدود. متى يبدأ الخبراء عملهم؟ أمر لم يتضح بعد.
مستعمرة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني
السبب البعيد للخلاف بين الدولتين هو أن إسبانيا لم تتقبل بشكل كامل انضمام جبل طارق لبريطانيا. في معاهدة أوترخت لعام 1713 تم التوقيع على ملكية البريطانيين لجبل طارق. وبعدها باءت كل المحاولات الإسبانية للسيطرة عليها بالفشل. ووفقا لدستور عام 1969 بات جبل طارق مستعمرة تابعة للتاج البريطاني.
البقاء مع بريطانيا
يتمتع جبل طارق بحكم ذاتي في الشؤون الداخلية. فقط الدفاع والشؤون الخارجية تتولاها المملكة المتحدة. البريطانيون يقولون إنهم سيقبلون عودة الإقليم لإسبانيا في حال وافق السكان على ذلك. في الاستفتائين الذين أجريا في عامي 1967 و 2002، صوت نحو 99 بالمئة من السكان لصالح بقاء جبل طارق تحت التاج البريطاني.