1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توارث الإجرام..هل يكون إبن المجرم مجرماً؟

بيتر دالهايمر/ ش.ع٢٠ فبراير ٢٠١٤

تعد الجريمة المنظمة في إيطاليا من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة والمجتمع. وتعتبر "ندرينغيتا"، أكبر المنظمات الإجرامية وأشرسها في أوروبا، حيث تتوارث الجريمة داخل الأسرة الواحدة. محاولة لإخراج الأبناء من دوامة الإجرام.

https://p.dw.com/p/1BBUD
صورة من: Fotolia/pegbes

جوزيبي، شاب إيطالي في 19 من عمره، يعيش منذ فترة متخفيا في مدينة ريدجور كلابريا، بجنوب إيطاليا، ذلك أنه كان عضوا في تنظيم "ندريغيتا"، التي تعد أكبر وأشرس التنظيمات الإجرامية في أوروبا.

وقد كان مشوار جوزيبي يبدو في البداية مسطرا وكأن الجريمة قدره الحتمي، ذلك أنه ينحدر من عائلة تنشط في صفوف منظمة "ندريغيتا" الإجرامية منذ عقود، فوالده وعمه يقبعان في السجن بعد أن صدرت بحقهما أحكام بالسجن مدى الحياة على خلفية جرائم ثقيلة عديدة. كما أن جوزيبي نفسه قبع في السجن. "لقد كانت هناك مغريات كثيرة للانزلاق في مستنقع الجريمة، وكان الخوف في أحيان كثيرة الدافع وراء ذلك، لكني لست شخصا سيئ الطباع أو شريرا"، على ما يقول جوزيبي.

الخروج من الإجرام - طريق وعر لكنه ممكن!

وتعد ريدجو كلابريا، في أقصى جنوب إيطاليا، مركز تنظيم "ندريغيتا". ومن يقع في براثين هذا التنظيم وقام بأنشطة إجرامية لصالحه، فمن الصعب عليه جدا الخروج من دوامة الإجرام. بيد أن هناك من أخذ على عاتقه مساعدة من أخطأ والتحق ب"ندريغيتا" للابتعاد عنه وعن الإجرام على غرار روبيرتو دي بيلا، قاض ورئيس محكمة الأحداث في ريدجو كلابريا. ويقول دي بيلا: "غالبا ما يجلس أمامي على مقعد الاتهام أبناء أو إخوان أشخاص كنت قد أصدرت بحقهم أحكاما بالسجن قبل عشرين عاما. هنا يتعلق الأمر بعائلات بأسرها حيث تنتقل الجريمة من الأب إلى الابن." وتسجل في مقاطعة كلابريا سنويا ما لا يقل عن عمليتي قتل ارتكبها أحداث من عائلات تنشط في إطار منظمة "ندريغيتا".

وللحيلولة دون تواصل توارث العمل الإجرامي داخل الأسرة الواحدة يقوم القاضي دي بيلا بإصدار أحكام تقضي بسحب الأطفال واليافعين من عائلاتهم التي تنشط في المجال الإجرامي وإرساهم إلى مؤسسات اجتماعية حكومية تُعنى بهم أو إلى عائلات أخرى تتولى تربيتهم ورعايتهم كما لو كانوا أبنائهم.

جوزيبي نفسه قضى عقوبة سجن بعد إدانته في قضية سطو مسلح. ويقول إنه كان مثل العديد من أقرانه يحلم بأن يصبح ثريا. واليوم لم يتغير هذا الحلم، ولكن ما تغير هو الطريق نحو تحقيقه، ذلك أن جوزيبي يريد بعد إنهاء تعليمه الثانوي الالتحالق بالجامعة ودراسة الحقوق. والقاضي روبيرتو دي بيلا يقول: "لما لا؟ من يريد الالتحاق بسلك القضاء أوالمحاماة يتم التثبت منه جيدا، وكل شيء ممكن."