تقاليد شهر مايو: رقص الساحرات وأشجار العشاق

الاحتفال بذكرى القديسة فالبورغ تقليد تعود جذوره إلى العصور الوسطى. ففيه تتجمع النساء في ليلة الأول من أيار/ مايو للاحتفال بهذا اليوم عن طريق الرقص والغناء.

إشعال النيران والقفز حولها عادة لا تقتصر على "ليلة الساحرات" فحسب. فالكثير من القرى الألمانية تشعل النيران في أول ليلة من شهر أيار/ مايو. وفي بعض المناطق، يتم حرق دمى ساحرات مصنوعة من القش كنوع من الاعتقاد بأن هذا يطرد الأرواح الشريرة.

تكثر الأشجار المزينة بالمناديل الملونة في شوارع ألمانيا خلال شهر مايو. وتُعرف هذه العادة بـ"شجرة مايو"، التي تعتبر أيضاً دليلاً على الحب، إذ يضعها الرجال أمام منازل محبوباتهن.

يفضل بعض الناس الاحتفالات الصاخبة، فيما يميل البعض الآخر إلى الأغاني التراثية المرتبطة بشهر مايو. وفي جنوب ألمانيا، ينضم الكثير من الشباب لمجموعات الرقص التقليدي التي تجوب أنحاء القرى مع بداية مايو.

تحرص الكثير من العائلات الألمانية على إعداد أحد المشروبات التقليدية المرتبطة بشهر مايو. والمكون الأساسي في هذا المشروب هو نبات عشبي عطري اسمه الجويسئة العطرة، إلى جانب الكحول. وتعود قصة هذا المشروب لعام 854، حيث ابتكره أحد القساوسة لتقوية القلب والكبد. وتحرص المقاهي المفتوحة على تقديم هذا المشروب المفضل خلال فصل الربيع.

نثر الجير الأبيض على الطرقات تقليد قديم في بعض أنحاء ألمانيا والنمسا للكشف عن قصص الحب السرية داخل القرى الصغيرة، إذ يتم نثر الجير على طريق طويل ينتهي بقلب كبير منقوش بداخله الحروف الأولى لاسمي الحبيبين.

يحظى شهر مايو باهتمام كبير في ألمانيا، إذ يحتفل الناس عادة بفصل الربيع وتفتح الزهور عن طريق الرقص في الأماكن المفتوحة والأشجار المزينة والمشروبات المميزة وغزل البنات الشهير، الذي يكثر تناوله خلال الاحتفالات الشعبية التقليدية التي تبدأ في هذا الشهر.

بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم في إنجلترا ثم انتقلت إلى ألمانيا عام 1923. وزاد الاهتمام بالاحتفال بهذا اليوم في مختلف أنحاء أوروبا من خلال تقديم الورود والهدايا للأمهات، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية. وتحتفل ألمانيا بعيد الأم في ثاني يوم أحد من شهر مايو.