1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعقيبا على احمد نعيم الطائي: أمريكا هي بلد الأحلام لمن له أحلام..!!

٣ مارس ٢٠٠٩

ماجدة البصري

https://p.dw.com/p/H50N
تعقيبا على احمد نعيم الطائي: أمريكا هي بلد الأحلام لمن له أحلام..!!
التأريخ


بداية لابد من القول إنني لا امتهن الكتابة، لكنني قارئة ومتابعة جيدة لما يحدث في بلدي الحبيب العراق.. ولأنني أقيم في أمريكا منذ 13 عاما مع زوجي وأطفالي، فقد أرسل لي احد أقربائي رابطا لمقال كتبه السيد احمد نعيم الطائي في موقع البرلمان العراقي تحت عنوان (حقائق للحالمين بأرض الأحلام.. الفرق بين أمريكا والعراق).. وبعدما قرأته لم استطع من منع نفسي من توضيح جانب من الصورة التي سعى الطائي لتشويهها لسبب أو أسباب لا اعرفها ولا يهمني أن اعرفها..

وعليه أؤكد وأقول إن ما سأدونه هنا ينبع من تجربتي الخاصة والمبنية على وقائع وحقائق ملموسة ومن إنسانة لم تعرف الكذب في حياتها.. وأقول:
أمريكا هي بلد الأحلام لمن له أحلام، هي ارض الحرية لمن سلبت حريته، هي ارض المستقبل لمن ليس له مستقبل، أمريكا ليست للكسالى والذين يحلمون بالجلوس في بيوتهم ويتقاضون الرواتب دون أن ينضحوا نقطة عرق من جبينهم..
الم يعمل أبي وأباك وأنا وأنت وأختي وأختك وأخي وأخوك للحصول على لقمه العيش في العراق؟ وهل كان عملنا سهل للغاية؟ وهل جلسنا في بيوتنا وتقاضينا الرواتب من حكومتنا التي تسرق أموال البلد منذ عده عقود؟ وهل صرفت علينا حكومتنا عندما كنا طلاب؟
إنني أتذكر بلدنا الغني عندما كنت طالبة في ألجامعة وكنت أتقاضى 20 دينار فقط في الشهر، وهذه الأموال استرجعتها حكومتنا الغنية بعد تخرجي، بينما تلك الحكومة كانت تمنح الطلاب العرب 50 دينار غير قابلة للرد..!!
من المعيب على هذا الكاتب الذي يقارن بين الحصة التموينية في العراق، ارض النفط، بما تقدمه أمريكا عندما تمنح مبالغ جيدة ومحسوبة بدقة لتكفي أفراد العائلة جميعا، بواسطة كارت يوضع في الجيب، وللمواطن الأمريكي أو اللاجئ كامل الحرية بشراء ما لذ وطاب من آلاف الأصناف الغذائية المتوفرة في أمريكا وحتى المستوردة من جميع أنحاء العالم..
والشعب الأمريكي هو الشعب الذي يحتضن الشعوب المكسورة،
وهو الشعب الذي يأخذ بيد اللاجئين ويساعدهم ويحسسهم بأنهم في وطنهم وانه لا يختلفون عنهم في شيء، وهو الشعب الذي يغفر ويسامح الذين يقومون بتفجيرات في أمريكا، هو الشعب الذي لا يعرف الحقد والكره للشعوب الأخرى، هو الشعب الذي يجمع التبرعات ويرسلها إلى أطفال العالم المحرومة، هو الشعب الذي يتبنى أطفال الصين وأفريقيا..
الأمريكان واللاجئين يعيشون ويعملون ويتسوقون في نفس الأماكن ولا تفرض الدولة عليك مكان إقامتك لأنك لاجئ..
والعبارة التي قال فيها الطائي انه لا يمكنك الحصول على العلاج إلا بادعاء الجنون) عبارة مضحكة وعارية تماما عن الصحة..
فعلى سبيل المثال، أنا وزوجي وأطفالي نتمتع بالتامين الصحي المجاني الكامل، ونحن بكامل قوانا العقلية، ولم نضطر يوما لادعاء الجنون، والمعاملة سهله جدا، وتتم المراجعة مرة واحدة في السنة وعن طريق الهاتف، هذا بالنسبة لتامين الأطفال الصحي، حيث إننا لسنا بحاجه للذهاب إلى الدائرة..
أما نحن الكبار فنراجع الدائرة مرة أو مرتان في السنة للحصول على التامين بدون أي عراقيل أو رشاوي كما هو الحال في العراق الحبيب..!!
ولا تعمل المرأة في أحقر الأماكن كما يدعي الطائي، حيث إنني في أول سنة من قدومي لأمريكا ولم تكن لغتي الانكليزية قوية جدا حصلت على عمل في قسم الحسابات في شركه وكنت أقوم بإصدار فواتير الشركة لشركة موتورولا المعروفة، ولم تكن لدي خبرة في استعمال الكمبيوتر آنذاك، ومع هذا قبلوني لأنهم يشجعون القادمين لأمريكا على العمل والتطور في العمل، ولهم ثقة عالية بان المرأة العراقية ذكية ومخلصة..
وبعد ذلك بسنتين تركت العمل لأنني أصبحت أم وفضلت أن اربي أطفالي بنفسي، وليس كما يدعي الكاتب من إن الأم لا ترى أطفالها، مع الاعتراف انه هناك أمهات يعملن أعمالا شاقة ولا يقضون وقتا كافيا مع أطفالهن، ولكن ليس لأنها أمريكا، وإنما لان الأم لم تخطط حياتها بذكاء، أو إنها تعرضت لظروف معينة أجبرتها على ذلك.. ولكن الحكومة الأمريكية تساعد الأمهات بتوفير الحضانة المجانية وكذلك بطاقة الغذاء المجاني والتامين الصحي المجاني.
ومن جانب آخر أقول:
إن العراقيين الذين لا يحصلون على الجنسية وذلك لأنه لديهم مشكلة ما، وأنا اعرف هناك من العراقيين من يقول، انه ليس لديه أي جرم أو شائبة تعيب تاريخه في أمريكا ومع هذا لم يحصل على الجنسية، ولكنه كاذب ومن المؤكد انه مطلوب لمحاكمة ما أو إن أولاده المراهقين لصوص أو يتعاطون المخدرات..
للأسف هناك عدد من العراقيين المنافقين والكذابين ويحاولون أن يتلاعبوا على دائرة الضرائب أو على الحكومة، وفي نفس الوقت فإنهم كسالى ومتكبرين ومتعجرفين ولا يعجبهم العجب.. فتراهم يتلاعبون على دائرة الضرائب ويستلمون مبالغ منها ويحملونها معهم، ويغادرون ويسبون أمريكا وأهل أمريكا..
ولكل هؤلاء أقول: أمريكا للصادقين والمستقيمين ومحترمي النظام والقانون، ولمن يرغب في تحسين حياته ووضعه الاقتصادي والعلمي وعلينا أن نتعب للحصول على ما نريد ولكن الهدف والرغبة والإصرار هي أهم عناصر النجاح، أما إذا جلسنا نعد ونحسب عيوب أمريكا والشعب الأمريكي بدلا من إتقان الانكليزية والبحث عن فرصة جيدة ـ وأمريكا مليئة بالفرص ـ ومحاولة تطوير النفس، فالفشل هو مصيرنا وهذا هو الحال مع الأشخاص الذين يقولون لقد صدمنا بواقع أمريكا..
يدعي الكاتب انه في العراق ربما تصادفك معامله عنصريه (يا الهي معاملة عنصرية..!!) لقد قطع العراقيين أوصال احدهم الآخر وسمعنا عن الجرائم الطائفية البشعة التي يندى لها الجبين كما تم ذبح أبناء الأقليات كالخرفان ورموهم في الشوارع القذرة دون رحمة أو احترام للجسد.. فأين هو احترام الإنسان في العراق؟؟!
وأؤيد الكاتب عندما قال: (القطط والكلاب محمية بالقانون).. وهذا ما ساعدني على تخفيف ذكريات الطفولة المريرة حينما كان أطفال المحلة يشعلون النار بالكلبة وجراءها وكنت أتعذب وأنا اسمع عواء الجراء وتأوهاتهم من الألم بالحريق، وهذا ما يفعله أطفالنا، فماذا عن الكبار؟
والمسلمون في أمريكا لديهم كامل الحرية بممارسه دينهم، حيث لديهم الجوامع والتي للأسف يقوم (حفنة) من ألائمه بتسميم العقول من خلال الدعوة لسرقة أموال الكفار ونهبهم وقتلهم لأنهم (كفار وأموالهم ونسائهم مباحة) وستذهبون إلى الجنة... ووو.. الخ.. فهل من العدل إعطاء الجنسية الأمريكية لهكذا ملالي؟؟؟
وتصوروا لو كانت حادثة الحادي عشر من سبتمبر قد حصلت في العالم العربي، فهل كان العرب تركوا أمريكي واحد على قيد الحياة في بلادهم؟ نحن عشنا بسلام أثناء وبعد الحادث ولم نتعرض لأي اعتداء، وكذلك الحال بالنسبة لباقي العوائل العراقية، ولا أنكر بأنه حصلت بعض الحوادث هنا وهناك ولكنها كانت قليله قياسا للتفجير الإرهابي المروع لأبراج التجارة العالمية..
وإذا كان هناك تفريق عنصري من بعض الأمريكان فهو غير قانوني أولاً، ولكون أمريكا دوله قانون فالمسلم محمي بالكامل بالإضافة إلى التفرقة ليس سببها كون الشخص مسلم وإنما بسبب تصرفاتهم التي لا تتلاءم والقوانين الأمريكية وسلوكهم الخاطئ..
ومن جانب آخر: كل العوائل العراقية التي تعيش في مدينتي منذ سنوات عديدة أغنياء وقد اغتنوا هنا في أمريكا ولديهم بيوت اشتروها بمبالغ باهظة. 250000 دولار إلى 500000 دولار ولديهم أعمال حرة ووظائف جيده كمهندسين واختصاصين كومبيوتر، ومعظمهم يعانون من نفس المرض وهو حسد العيشة والغيرة من بعضهم البعض، والكلام الفارغ والكذب على احدهم الآخر، هذا المرض الذي جاء معهم من الوطن.
كما إننا قد نحتاج لمساعدة ما، وإذا ما طلبتها من صديقتي العراقية، فلا اضمن أن تلبي ندائي، أما الأمريكية فأجدها بجانبي حالا بدون أن تنتظر أي مقابل..!
سأقص عليكم قصة قصيرة حقيقية تؤشر مدى النفاق المستشري في بعض النفوس، حيث كان هناك مواطن (يمني) صديق لزوجي، احتاج لمساعدة في بداية قدومه لأمريكا، فطرق أبواب المسلمين والجوامع ولم يساعده احد، وفي احد الأيام قرر الذهاب للكنيسة فاستقبل بكل رحابه صدر وحصل على المأوى والغذاء والملابس والعطف من الأمريكان (الكفار)..
ونحن لا نشعر بالعبودية على الإطلاق، وأمريكا ليست سجن كبير وهذا هراء ويحتاج إلى مجلدات من المناقشة والمقارنة
وأطفالنا سعداء في المدارس حيث يعاملونهم باحترام، ولا تنعتهم معلماتهم بالصفات الغير لائقة مثل (غبي أو دماغ سز) كما هو الحال في العراق ولا يتعرضون للضرب والمعاملة التي تحطم شخصيه الإنسان منذ الطفولة، فينمو الطفل قويا وله شخصية متميزة ولا يخشى أو يتردد في التعبير عن آراءه وأفكاره.
وإذا ألمّ بالإنسان شيء، ولأن الأمريكان شعب مدلل، تهرع له أيدي المساعدة من قوى البوليس والإسعاف في دقائق إذا احتاج.
ويتمتع بكل مظاهر الحياة ويعيش حياه رفاهية، وكل شي متوفر على مدار الساعة، والنظام الذي نعيشه لا يضاهي نظام أي دولة أخرى.
ولهذا علينا دفع فواتير الخدمات الأساسية على الأقل لضمان استمرارها وللصيانة وأجور العمال، ولا اعرف أية فواتير هذه التي يتحدث عنها الكاتب في العراق، أين هي الخدمات لكي يدفع ثمنها العراقيين؟؟؟
لقد رجعت الكثير من العوائل العراقية إلى العراق بعد اللجوء إلى أمريكا في الفترة الأخيرة، رغم إن الحكومة الأمريكية وأصدقائهم الأمريكان وحتى أصدقائهم العراقيين الأمريكان وضّحوا لهم بكل صراحة إنهم يجب أن يعملوا في أمريكا لأن الدولة لا تعطي رواتب، ولكنهم رفضوا التصديق ثم قاموا بندب حظهم والبكاء على العراق صارخين (لم يقل لنا أحداً ـ محّد كلّنا!!) بدلا من أن يحاولوا تعلم اللغة الانكليزية ويفهموا ويستوعبوا الوضع..
ويمكنني القول إن الكاتب يقارن بين العراق مع أمريكا بشكل غريب وبطريقة غير مفهومة، وفي كثير من السطور كنت أتوقف وأقول مع نفسي: (شي ما يشبه شي)..! وكنت أتساءل: مَن الذي ساعدكم على التخلص من الطاغي؟ أليس الأمريكان؟ ولو لم يدفع الأمريكان أبنائهم وأموالهم لتحرير العراق ـ و بغض النظر عن إغراضهم ـ لكان صدام وقصي وعدي ينهشون العراق والعراقيين لحد هذا اليوم وربما إلى الأبد..
لقد تخلص العراقيون من الكابوس الأبدي الذي امتص دماء العراقيين ونهب أموالهم لعقود من الزمن بفضل أمريكا والشعب الأمريكي، وأصبح للعراقيين الآن أصوات وأقلام ويعبرون من خلالها عن آراءهم بحرية كاملة، تلك الحرية التي كانت مصادرة، وأصبح لهم حق تشكيل الأحزاب، كما لديهم مواقع الكترونية صحفية وأدبية، ينشرون فيها ما يشاءوا وبكل حرية كما يقول الكاتب بفضل أمريكا.
ومن المحبط إن الكاتب الطائي ينظر للموضوع من زاوية ضيقة جدا، ولا يشير إلى ايجابيات الأمريكان وأمريكا، فليس من السهولة على القارئ اللبيب إن يصدق بان هناك أي دولة في العالم خالية من الايجابيات على الإطلاق، فكيف الحال مع أمريكا؟؟!!
مع الأسف، اعتقد إن الكاتب غير واعي بالحقائق، وغير موضوعي وغير منطقي وغير منصف، ومقاله لا يتسم بالشفافية وفيه الكثير من المبالغة وتزييف الحقائق..
والأكثر مؤسفا في الموضوع، هو إن الكاتب يمتلك مركز إعلامي مما سيجعل الناس تصدق ما كتب..!!
واختم كلامي بالقول: إنني أحب العراق، واعشق العراق، ولكنني أحب أمريكا أيضا..
iraqabee@yahoo.com