بين غزة وبين العراق

انتهى عام 2008 بهجوم إسرائيلي على قطاع غزة بعد أن امتنعت حماس عن تجديد الهدنة مع إسرائيل التي قامت بالرد على اصرار حركة حماس على إطلاق صواريخ وقذائف صغيرة على المدنيين في الشريط الحدودي الإسرائيلي الممتد مع غزة. نتائج الهجوم حتى الآن آلاف القتلى والجرحى في الجانب الفلسطيني ، وأربعة قتلى في الجانب الإسرائيلي، هل يستحق إطلاق القذائف الخفيفة على إسرائيل هذه الدماء وكل هذا الدمار؟

الموقف العربي مما يجري هو نفسه منذ قيام أزمة فلسطين قبل ستين عاما، اجتماعات وشجب وتنديد ودعوات لإنهاء الهجوم الإسرائيلي فورا ولا شيء أكثر من ذلك/ لكن الموقف العراقي هذه المرة اختلف عن المواقف العراقية السابقة، فلم تصدر عن الحكومات دعوات لفتح الحدود لإرسال الجيش العراقي ليحرر فلسطين، ولم تقام مصارف للتبرع بالدم تطوف بالمدارس والدوائر لجمع الدماء لضحايا غزة. الموقف الرسمي الحكومي جاء في تصريح للناطق الرسمي علي الدباغ يدين العمليات الإسرائيلية ضد المدنيين ويطالب بوقفها كما يعلن عن انشاء ممر جوي لتمرير المساعدات الى سكان غزة عبر مطار العريش في مصر، أما الموقف الشعبي العراقي من الهجوم الإسرائيلي على غزة فهو ما سألنا عنه الإعلامي والكاتب الدكتور رياض الأمير فلفت إلى ان الموقف العراقي يرتبط بوضع العراق بعد سقوط النظام ، والعراقيون ما زالوا يعتبرون الفلسطينيين في أول قائمة الشعوب العربية الجديرة بالمساعدة والوقوف بجانبها في محنتها، إلا أن ذلك هو ليس نفس الموقف من حكام غزة

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة : رياض الأمير: اهل غزة غير حماس)

فيما ذهب الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد حامد دغلس الى أن حماس حاولت من خلال استعراض القوة ان تخوض حرباً غير محسوبة النتائج مع اسرائيل متوخية الخروج بنتائج تماثل النتائج التي خرج بها حزب الله في لبنان في تموز 2006

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة : أحمد حامد دغلس: استعراضات القوة غير مجدية)

وعلق المستمعون على سؤال البرنامج حول الموقف الرسمي والشعبي من قضية العمليات على غزة ، فتساءلت المستمعة مريم لماذا ينتظر الناس من العراقيين موقفا مساندا لغزة في وقت لم يقف احد لجانب العراقيين في محنتهم وهم ينزفون دماء غالية كل يوم

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة : المستمعة مريم من بغداد)

ولفت الدكتور رياض الأمير الأنظار إلى مواقف حماس التي وصفت إعدام صدام حسين بجريمة الاغتيال السياسي واستنكرت إعدامه مشيرا الى ان مثل هذه المواقف واقامة مجلس عزاء لعدي وقصي صدام حسين قادا الى تغير موقف العراقيين من القضية الفلسطينية بالجملة ، كما أن العراق اليوم مشغول بهمومه التي تجعله يتجنب خيار الخطاب الحماسي العربي والمشاركة العسكرية

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة : رياض الأمير: أسبقيات أخرى تشغل العراق)

وأكد احمد حامد دغلس أن الحكومات العربية هي التي جعلت من سلطة حماس حكومة شرعية في غزة، وذلك لأسباب سياسية تتعلق بتقاطع المصالح العربية وعدم التقائها في اغلب الأحيان مع الخيار الفلسطيني، وهو أمر يعزز من الدور غير الشرعي لحماس التي اغتصبت السلطة في غزة

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة : أحمد حامد دغلس: تقاعس الموقف العربي يدعم مواقف حماس)

وانضم إلى حوارنا من برلين الخبير في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز ليشير إلى أن أوروبا وألمانيا ليست منحازة الى احد طرفي النزاع، إلا أن الموقف الرسمي الألماني كشف عنه خطاب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل لمناسبة حلول العام الجديد حيث حمّلت حركة حماس مسؤولية الهجوم على غزة، كما شار إلى أن ألمانيا وبسبب وقائع التأريخ النازي تشعر بالتزام تجاه الدولة اليهودية علاوة على أنها تنظر إليها باعتبارها نموذجا للديمقراطية الغربية في المنطقة

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة : ميشائيل لودرز: إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي يقودها نظام ديمقراطي )

الموقف الأوروبي من قضية غزة عبّر عنه رئيس الاتحاد الأوروبي المقبل كارل شفارتسينبيرغ في حوار اعده للبث حسن حسين

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة : حوار مع رئيس الاتحاد الأوروبي المقبل كارل شفارتسينبيرغ)

واستغرب الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط من صمت الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما تجاه ما يجري في غزة مشيرا إلا أن هذا الموقف سيشكل خيبة أمل لقيادات عربية وإسلامية عديدة توقعت تغيرا في الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل وهو ما يتعارض مع ثوابت السياسة الأمريكية

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة : ميشائيل لودرز: تغير الرئاسة الأمريكية لن يغير ثوابت السياسة في هذا البلد)