بيترفيلد...مدينة تعود إلى الحياة من جديد
١٩ نوفمبر ٢٠٠٧تُعتبر مدينة بيترفيلد الألمانية من المدن التي عانت من الإهمال بعد توحيد الألمانيتين عام 1989. فقد هُجرت المرافق الاقتصادية التي كانت تشكل عصب الحياة في المدينة الألمانية الشرقية وعلى رأسها المعامل الكيميائية، وذلك بسبب الإغلاق.
وهذا ينطبق ليس فقط على القطاعات الاقتصادية، بل أيضا على القصر الثقافي الشهير الذي يعتبر علامة المدينة المميزة ومقر الحزب الحاكم في ألمانيا الديمقراطية (الشرقية سابقا).
وكانت شركة الأفلام الألمانية الشرقية "أورفو" الموجودة في فولفن القريبة قد لاقت نفس المصير. فكان من تداعيات هذا الإغلاق رحيل أغلب سكان المنطقة الواقعة بين ما يعرف باسم "المثلث الكيميائي" الواقع بين مدن هاله ـ فيستفالن ولايبزيغ وديساو.
إلا أن الحياة عادت لتدب في بيترفيلد من جديد وخصوصاً بعد إقامة مشاريع حيوية في تلك المنطقة، كافتتاح شركة باير المشهورة عالمياً للعقارات الطبية فرعاً ضخماً لها هناك، أعقبها خطوة مماثلة لشركة كيو سيل للطاقة الشمسية.
بالإضافة إلى منتجع يضم بحيرات وغابات عوضاً عن مناجم الفحم الحجري التي كانت منتشرة هناك. كل ذلك ساعد على استقطاب الزوار حتى من الأماكن البعيدة ليتعرفوا على بيترفيلد بحلتها الجديدة.
"لقد كان عملاً شاقاً"
عندما ينظر المرء اليوم إلى مدينة بيترفيلد يذهل بالتطور الذي شهدته. فقد تحولت من صحراء قاحلة إلى بساتين غنّاء. إلا أن ندبات الماضي ما زالت بادية على هذه المدينة من خلال أبنائها الذين لم يغادروها بعد الوحدة.
وفي هذا الإطار، يقول مانفريد غيل، عامل سابق في شركة أورفو للأفلام التي كانت تُعيل أكثر من 14 ألف عامل، والذي كان يعمل في ظروف صعبة: " كان لهذا العمل سلبياته، إلا أننا لا ننكر إيجابياته أيضاً. صحيح أن هذا المصنع سبّب في تلوث البيئة، إلا أن إغلاقه سبّب في ضياع آلاف الوظائف".