برلين تدين تفجير بيروت وتدعو إلى تفعيل المبادرة العربية بشأن لبنان
٢٥ يناير ٢٠٠٨أدانت برلين على لسان وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، بشدة الانفجار الذي وقع صباح يوم الجمعة 25 يناير/ كانون الثاني في العاصمة اللبنانية بيروت. وقال الوزير الألماني معلقا على الانفجار بأن هناك من يسعى من وراء هذا التفجير إلى زعزعة استقرار لبنان سياسيا وتصعيد حدة أعمال العنف.
و من جهتها، اعتبرت متحدثة باسم الخارجية الألمانية أن الانفجار الذي وقع في أحد أكثر شوارع بيروت حيوية استهدف قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا. وكانت مصادر أمنية لبنانية قد أعلنت أن عشرة أشخاص قتلوا نتيجة الانفجار الذي استهدف موكب مسئول أمني رفيع المستوى اليوم شرق بيروت، ثم صححت المصادر عدد القتلى مؤكدة أنهم ست قتلى فقط من بينهم النقيب وسام عيد، وقال ضابط شرطة في موقع الحادث إن الاضطراب في أعداد القتلى "راجع إلى وجود العديد من الأشخاص الذين أصيبوا بحروق شديدة و نقلوا إلى المستشفى في حالة حرجة وجرى إحصاؤهم قبل وفاتهم".
وأضافت هذه المصادر أن الانفجار الذي وقع في ساعة الذروة بمنطقة الحازمية فرن الشباك المعروفة بجسر الشيفروليه والمؤدي إلى القصر الجمهوري، أسفر أيضا عن إصابة نحو 25 شخصا واحتراق عدد كبير من السيارات.
مناشدة ألمانية لتسوية ملف الأزمة اللبنانية
في الوقت نفسه، ناشد شتاينماير جميع القوى في لبنان وفي المنطقة بمواجهة البيئة المغذية لمثل هذه الاعتداءات والعمل على انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة على أساس مبادرة جامعة الدول العربية. يشار في هذا السياق إلى أن عملية انتخاب الرئيس اللبناني الجديد تأجلت 13 مرة حتى الآن. وفي سياق ذي صلة، وجه بعض الأطراف لسوريا تهمة عرقلة الوصول إلى حل وسط لانتخاب رئيس جديد في لبنان، الذي يعيش بدون رئيس منذ الثالث والعشرين من شهر تشرين ثان/نوفمبر 2007.
كما أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية في الوقت نفسه إلى اللقاء الأخير الذي عقد بين شتاينماير ونظيره السوري وليد المعلم. وأكدت المتحدثة أنه تم التشديد خلال هذا اللقاء على الدور السوري "البناء" المنتظر في الشرق الأوسط ولبنان.
انتقادات واستنكار
وقد أثار الاعتداء في بيروت موجة واسعة من التنديد والشجب والاستنكار على الصعيد الدولي، إذ نددت الخارجية الاسبانية بالاعتداء، كما أعربت في الوقت ذاته عن "ثقتها بأن هذا الهجوم الإرهابي الجديد لن ينال من تصميم اللبنانيين على استعادة الاستقرار والتعايش السلمي". كما أدان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الاعتداء "الدنيء"، ورأى فيه محاولة أخرى لزعزعة استقرار هذا البلد، وأضاف: "مرة أخرى، أدين بأشد العبارات السلسلة المتواصلة من الاعتداءات بالقنابل في بيروت. من الواضح أن النية الرئيسية من تلك الهجمات هي زعزعة الاستقرار. ففي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود بكل حسن نية لتشجيع الحوار يسعى آخرون بجدية لاستمرار برنامج مشؤوم".
ومن ناحيتها، أدانت السفارة الأميركية في لبنان هذا العمل قائلة في بيان لها: "هذه الجريمة هي هجوم مباشر وشائن ضد لبنان الدولة والمؤسسات"، وأضافت "هجوم اليوم هو أحدث حلقة في سلسلة طويلة، استمرت على مدى فترة تزيد على ثلاث سنوات، وهي تستهدف أولئك الذين يعملون على حماية اللبنانيين وعلى بقاء لبنان سيدا ومستقلا".