بالصور ..أهم الأحداث العلمية لعام 2013
شكل عام 2013 عاماً مثيراً في قطاع العلوم والبحث. فقد وقعت فيه اكتشافات كبيرة في مجالات استكشاف الفضاء والطب والفيزياء والكيمياء. وساعد على ذلك كله التطور الفائق في أجهزة الكمبيوتر.
أسرع كمبيوتر في أوروبا والعالم
في الرابع عشر من فبراير/ شباط حصل الكمبيوتر الفائق "جوكوين" في مدينة يوليش الألمانية على لقب أسرع كمبيوتر في العالم، إذ تبلغ قوة أدائه 5 بيتافلوبس (5000 تريليون عملية حسابية للنقطة العائمة في الثانية) ويُستفاد منه في حساب المعادلات العلمية المعقدة للغاية. لكن هذا اللقب انتزعه منه الكمبيوتر الصيني "تيانهي-2"، الذي تبلغ قوته 33 بيتافلوبس، في يونيو/ حزيران الماضي.
حسابات من أجل الأمان
الباحثون في يوليش قاموا أيضاً بتطوير هذه التجربة: تم تزويد متطوعين بقبعات تحتوي على رمز شريطي (باركود) ودفعهم من خلال ممرات ضيقة مصممة خصيصاً للتجربة. من خلال البيانات التي تم جمعها عن طريق هذه التجربة يمكن تحسين أوضاع الطرق العامة لمواجهة حالات الازدحام والفزع، مثل تلك التي تحدث أحياناً أثناء أحداث رياضية كبرى.
استكشاف المريخ
شهد عام 2013 إرسال وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لعربة الاستكشاف "كيوريوسيتي" إلى سطح المريخ. فقد هبطت هذه العربة بنجاح فوق المريخ في فبراير/ شباط وتمكنت من جمع عينة من صخور الكوكب الأحمر وتحليل محتواها الكيميائي والمعدني. النتيجة كانت مفاجئة، إذ اظهرت التحليلات أن المريخ يمتلك العناصر الأساسية لتمكين الحياة على سطحه، كالهيدروجين والأكسجين والكربون والنيتروجين والفسفور والكبريت.
الأبحاث الطبية – ليست للفضاء فقط!
استمرت الأبحاث حول رحلات الفضاء المأهولة في عام 2013 أيضاً، إذ قامت الوكالة الألمانية للفضاء ببناء مختبر "إنفيهاب"، الذي يمكن فيه اختبار وتغيير كافة الظروف المحيطة برحلة فضائية، كضغط الهواء ونسبة الضوء ومستوى الضوضاء ونسبة الغاز في الجو، إضافة إلى قوة الجاذبية، مثل جهاز الطرد المركزي هذا. النتائج المستخلصة من هذه الأبحاث تفيد رواد الفضاء إلى جانب الباحثين في مجال طب البيئة والعمل.
صورة جماعية لكل رواد الفضاء الألمان
حفل افتتاح مختبر "إنفيهاب" في يوليو/ تموز الماضي جمع بين جميع رواد الفضاء الألمان في صورة واحدة. من بينهم أيضاً رائد الفضاء الألماني في وكالة الفضاء الأوروبية ألكساندر غيرست، الذي يفترض أن يعود إلى محطة الفضاء الدولية (آي إس إس) في مايو/ آيار من العام المقبل. ومنذ ترشيحه في سبتمبر/ أيلول 2011، يخضع غيرست لبرنامج تدريب صارم.
اكتشاف قمر جديد
في الأول من يوليو/ تموز، وأثناء تحليله لصور التقطها التلسكوب الفضائي "هابل"، اكتشف الباحث الفلكي مارك شوفالتر هذا القمر الذي يدور حول كوكب نبتون، الذي يبعد عن الكرة الأرضية ثلاثة مليارات كيلومتر. وبعكس القمر الذي يدور حول كوكبنا، فإن هذا القمر مظلم وبالكاد يمكن رؤيته، لدرجة أن المسبار الفضائي "فوياجر" لم يلحظه أثناء مروره بالقرب من نبتون عام 1989.
فهم الكون بشكل أفضل
ساعد العالمان فرانسوا إنغلير وبيتر هيغز البشرية على فهم نشوء الكون بشكل أفضل، ولذلك فقد حازا على جائزة نوبل للفيزياء لعام 2013. وقد قام كلاهما عام 1964 بحساب احتمالية وجود جزيء متناهي الصغر نشأ وانتهى أثناء فترة قصيرة للغاية مما يعرف بـ"الانفجار الكبير"، الذي نشأ منه الكون. وبدون ما بات يعرف بـ"جسيم هيغز"، لم يكن من الممكن إثبات النموذج الفيزيائي لنشوء الكون حالياً.
دليل عبر "أطلس"
تم إثبات وجود "جسيم هيغز" عملياً عام 2012 في المجمع التابع للمركز الأوروبي للأبحاث النووية (سيرن) قرب مدينة جنيف السويسرية، من خلال جهاز "أطلس" العملاق. في قلب هذا الجهاز، تصطدم الذرات ببعضها البعض بسرعة الضوء، لتتفكك إلى جسيمات أصغر، من بينها "جسيم هيغز". ووظيفة الجهاز العملاق هو "امتصاص" هذه الجسيمات، تماماً مثلما تمتص الكاميرا الرقمية الضوء.
فهم تواصل الخلايا مع بعضها البعض
تقاسم الألماني توماس زودهوف والأمريكيان جيمس روثمان وراندي شيكمان جائزة نوبل للطب لعام 2013، وذلك لنجاحهم في فك شفرة آلية النقل الهامة داخل الخلايا، والتي يسبب أي قصور فيها أمراضاً مثل الزهايمر والشلل الرعاش (باركينسون) أو السكري.
لا حياة دون نقل للمعلومات
تقوم الخلايا بإرسال إشارات لبعضها البعض عبر مواد ناقلة، كالهرمونات أو ما تسمى بالنواقل العصبية. وطالما وصلت تلك المواد إلى وجهتها الصحيحة، فإن الإنسان يبقى صحيح البدن. لكن إذا ما تعرضت تلك المواد إلى إعاقة في طريقها، فإن النظام بأكمله يخرج عن السيطرة، ذلك أن المادة الناقلة تثير رد فعل جديد لدى الخلايا التي تصل إليها، وعبرها ينشأ ما يسمى بالسيال العصبي.
أبحاث على الجزيئات بالكمبيوتر
جائزة نوبل للكيمياء عام 2013 لها مدلول طبي هام، وحصل عليها كل من مارتين كاربلوس ومايكل ليفيت وآريه وارشيل. هؤلاء الباحثون وضعوا حجر الأساس لإجراء الأبحاث على جزيئات كالبروتينات عبر الكمبيوتر، وهذا يساعد، على سبيل المثال، على تطوير الأدوية. ومن خلال الكمبيوتر، يصبح البحث أسرع وأبسط من التجارب الكيميائية المعقدة.
الفوضى الخلاقة
بمساعدة برامج الكمبيوتر يمكن تحليل المركبات الكيميائية المعقدة بكل سهولة، بالإضافة إلى إمكانية تفكيكها وإعادة ترتيبها بطرق مبتكرة والتنبؤ بنتائج هذه الترتيبات. فعلى سبيل المثال، يمكن للباحثين تحليل التفاعل بين جزيئين وحساب إمكانية حدوث النتيجة على أرض الواقع، وبالتالي معرفة تأثير الدواء وأعراضه الجانبية.
أمل باللقاح للملايين
عام 2013 جلب أخباراً سعيدة لسكان المناطق الاستوائية، فقد نجحت شركة غلاكسو-سميث-كلاين للمستحضرات الدوائية في إجراء دراسة في أفريقيا على لقاح مشترك ضد الملاريا والتهاب الكبد الوبائي (ب)، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن هذا اللقاح قادر على تخفيض معدل الإصابة بالملاريا لدى الأطفال إلى النصف. يشار إلى أن أكثر من نصف مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الملاريا، غالبيتهم من الأطفال.
نظرة من الفضاء على أعماق الأرض
قبل نهاية العام المنصرم، أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية عدداً من الأقمار الصناعية لأغراض البحث العلمي، التي ستتيح للباحثين إلقاء نظرة "أعمق" على خفايا القشرة الأرضية والنظر إلى مسافة أبعد في الفضاء أيضاً. وقد وصلت ثلاثة أقمار صناعية في نوفمبر/ تشرين الثاني إلى مسارها حول الكرة الأرضية، وستكون وظيفتها قياس الحقل المغناطيسي للأرض بشكل ثلاثي الأبعاد، ما سيفتح المجال أمام نظرة أعمق على القشرة الأرضية.
نظرة إلى الفضاء السحيق
في عيد الميلاد لهذا العام، سينطلق المسبار الفضائي "غايا" حاملاً تلسكوباً فلكياً من نوع خاص قادر على قياس أكثر من مليار نجم في الكون بشكل أدق من أي وقت مضى، بالإضافة إلى قدرته على اكتشاف ملايين الأجرام السماوية الجديدة.