1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليمن: معارك وحوار وانقطاع الكهرباء

كورنيليا فيغرهوف/ عارف جابو٥ أكتوبر ٢٠١٣

بعد الهجمات الأخيرة التي تعرض لها الجيش اليمني في جنوبي البلاد توترت الأوضاع هناك وسط مخاوف استمرار التصعيد. في العاصمة صنعاء أيضا يخيم الوجوم والترقب الحذر على الوضغ، لكن لأسباب مختلفة.

https://p.dw.com/p/19tpj
Yemen's President Abd-Rabbu Mansour Hadi attends the opening of a national dialogue conference in Sanaa March 18, 2013. Yemeni leaders trying to end political upheaval and separatist demands met to chart a new constitution on Monday, the scale of their task underscored by protesters who marched in their tens of thousands in the south to demand their own state. REUTERS/Mohammed Hamoud (YEMEN - Tags: POLITICS)
صورة من: Reuters

انفجرت سيارة مفخخة عند مدخل المركز الرئيسي للجيش اليمني في مدينة المكلا جنوب البلاد في الثلاثين من شهر سبتمبر/ أيلول 2013، بعد ذلك هاجم حوالي عشرين مسلحا المركز واختطفوا عدداً من الرهائن حسبما أفاد شهود عيان. واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات حتى تمكنت وحدات الجيش من استعادة سيطرتها على المركز وتحرير الرهائن المختطفين.

كان هذا الهجوم الثاني خلال عشرة أيام في محافظة حضرموت، وقد نفذه مسلحون أعضاء في جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وفي العشرين من سبتمبر/ أيلول هاجمت مجموعة أخرى من مقاتلي القاعدة مركزا للجيش في شبوة وقتلوا 56 جندياً.

هجمات القاعدة

وأثناء الاحتجاجات التي شهدها اليمن في خريف 2011، استغلت القاعدة والجماعات التابعة لها من ضعف الجيش والانشقاقات التي وقعت في صفوفه، وبسطت سيطرتها على المزيد من المناطق في جنوب البلاد. وفي عام 2012 نفذ الجيش اليمني عمليات ضد القاعدة والإسلاميين المتطرفين بمساندة من الطائرات الأمريكية بدون طيار.

Mareike Transfeld, eine deutsche Politikwissenschaftlerin, die im Jemen für die Nichtregierungsorganisation "Yemen Polling" arbeitet.
المحللة السياسية ماريكه ترانسفيلد: الهجمات لم تفاجئ أحداًصورة من: privat

والآن يحاول هؤلاء المقاتلون من خلال هجماتهم استعادة سيطرتهم على المناطق التي فقدوها، وهذا ليس مفاجئاً إذ أن تلك "الهجمات لم تفاجئ أحداً" حسبما تقول مارايكه ترانسفيلد، المحللة السياسية الألمانية التي تعمل في صنعاء مع منظمة "يمن بولينغ" التي تقوم باستطلاعات للرأي. وتضيف ترانسفيلد أن غالبية اليمنيين يقول: "لدينا دولة ضعيفة، وجيشنا أيضا ضعيف وهناك الكثير من الجماعات المسلحة. لا ننظر إلى الهجمات كأمر ايجابي، ولكنها أصبحت عادية".

الوضع الأمني في صنعاء يشهد بدوره توترا متزايدا، ورغم أن المدينة تبدو "هادئة"، إلا أن "المرء يشعر وكأنه يقف على برميل بارود" تقول ترنسفيلد، لأنه "لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور في البلاد. ولأن الجماعات السياسية المحبطة يمكن أن تنفجر في أي لحظة".

رجالات النظام السابق

في المقابل، الإحباط الذي يعانيه المواطن العادي يعود لأسباب أخرى، فمنذ عدة أسابيع يتكرر انقطاع التيار الكهربائي في صنعاء، ليس لأسباب تقنية وإنما لأسباب وخلافات سياسية، إذ تهاجم عشائر مأرب (100 كم شرقي صنعاء) مراكز توليد الكهرباء والكابلات. وهؤلاء لا ينتمون لتنظيم القاعدة وإنما هم من مؤيدي نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي الألماني ينس هايباخ، الباحث في مركز الشرقين الأدنى والأوسط بجامعة ماربورغ، "يحاول النظام السابق وخاصة المقربون من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، منع وعرقلة أي تقدم" وقد بدأ ذلك بالتواصل مع القاعدة وانتهى بتفجير محطات توليد الطاقة.

A police officer is silhouetted as he stands guard on a bridge overlooking the site of a parade commemorating the second anniversary of the uprising against Yemen's former president Ali Abdullah Saleh in Sanaa February 11, 2013. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST TPX IMAGES OF THE DAY ANNIVERSARY MILITARY)
فيما يعاني سكان صنعاء من انقطاع التيار الكهربائي والظلام الدامس، يقيم أعضاء مؤتمر الحوار الوطني في فنادق فخمة تزودها المولدات بالكهرباءصورة من: Reuters

الحوار الوطني بدل الحرب الأهلية

في عام 2012 تشكلت حكومة الوحدة الوطنية بموجب اتفاق رعاه مجلس التعاون الخليجي ونجح في احتواء الأزمة باليمن بانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا جديدا للبلاد. وأثناء تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، شاركت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضاً في رعاية مؤتمر حوار وطني شامل، بدأته الأطراف السياسية الرئيسية والفعاليات الاجتماعية الهامة. وذد أسفر الحوار عن خطة عمل لرسم مستقبل البلاد السياسي سلمياً. ويرى ينس هايباخ أن الحوار الوطني قد "نجح في منع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية".

تقييم نتائج الحوار الوطني في اليمن

وفيما يجلس سكان العاصمة صنعاء في الظلام، واليأس يخيم عليهم، يقيم أعضاء لجان مؤتمر الحوار الوطني الشامل في فنادق فخمة مريحة تزودها المولدات بالكهرباء. ويواجه أهل صنعاء ذلك بالسخرية، فحسب السياسية الألمانية ماريكه ترانسفيلد، بات الناس يطلقون عليه "الحمار الوطني" بدل "الحوار الوطني".

كورنيليا فيغرهوف / عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد