الموسيقى على الطريقة الأمريكية
كيف أثر الجنود الأمريكيون على الشباب الألمان وثقافتهم الموسيقية، هو مايتعرف عليه زوار معرض "من موسيقى البلوز بأسلوب الجنود الأمريكيين إلى مرقصهم" المقام في متحف "الحلفاء" في برلين.
معبود جديد
بعد الحرب العالمية الثانية أثّر نمط الحياة الأمريكية على الشباب الألماني آنذاك. إذ جسد الجنود الأمريكيون "طريقة الحياة الأمريكية" لجيل الشباب من خلال ارتداء الملابس غير الرسمية، وشرب الكوكا كولا ومضغ العلكة لتكون رمز الحرية والسعادة بالنسبة للكثيرين. أما الموسيقى المناسبة فتم بثها عبر محطة الإرسال الأمريكية الموجهة لأوروبا (AFN).
غزل ناعم
في نادي "ريسي" لم يكن هناك محتلون أميريكيون وخاسرون ألمان، بل فتيات لطيفات وأولاد أذكياء يتمتعون بسحر خاص. فبعد الحرب كان الناس تواقون للترفيه. منذ عشرينات القرن الماضي ونادي"ريسي" معروف في برلين. وبعد إعادة فتحه عام 1951 أصبح المكان المفضل لـلجنود الأمريكيين، وباستخدام هواتف المكاتب وأجهزة الاتصال الهوائية تتاح امكانية التقرب منهم بشكل أفضل.
التمرد ضد البرجوازية
بعد الحرب العالمية الثانية و عبر موسيقى "الروك آند رول" الصاخبة تمرد المراهقون الألمان على القيم الأخلاقية البرجوازية التي تربوا عليها. ففي شهر آذار/ مارس عام 1960 انحنى الجمهور الألماني لإيلفيس برسلي عندما أنهى خدمته العسكرية في مدينة فريدبيرغ الواقعة في ولاية هيسن ، ليصبح إلفيس برسلي الملقب بـ"الملك" معبود جيل كامل.
مقدم البرامج اللامع في الستينات
بعد الحرب العالمية الثانية كانت محطة الإرسال الأمريكية AFN الموجه لأوروبا بمثابة الوحي للشباب في ألمانيا المدمرة بعد الحرب. إذ تميز مقدمو البرامج بروح المرح والدعابة بعيدا عن عن الجدية والوعظ. ببرنامجه "مرح عند الساعة الخامسة" كان جورج هيداك من ألمع مقدمي البرامج آنذاك. ففي عام 1960 توافد معجبيه إلى ساحة "فيتنبيرغ" تعبيرا عن اعجابهم بمقدم البرامج المحبوب كما في احتفالات عيد الحب.
الجنود المتزحلقون
للتنقل عبر قاعات الرقص تتوفر امكانية استعارة أحذية التزحلق في نادي الضباط ثكنة "ماكنير باراكي". فمنذ عام 1950 عرف مرقص "التزحلق" في جميع مراكز الخدمة الأمريكية، إذ كان الجنود الأمريكيون يرقصون على أنغام مختلفة كأغاني الفنان "نات كينغ كول "و "بينغ كروسباي" وغيرهم.
الرقص في "حوض الاستحمام"
على مدار عقود كان الجنود الأمريكيون بمثابة سفراء للثقافة الشعبية الأمريكية، ففي خمسينيات وستينيات القرن الماضي كان الجنود الأمريكيون والشباب الألمان يلتقون في نادي الضباط، وكان "حوض الاستحمام" من أشهر نوادي الجاز في برلين آنذاك. فهنا غنى الكثير من الموسيقيين المشهورين مثل "كونت باسيوايلا" و "فيتز جيرالاد" وديوك إلينغتون.
البانك بحلة راهب؟
مؤسسو فرقة "الرهبان" كانوا من الجنود الأمريكيين التابعين لثكنة "كولمان" المتمركزة في غيلنهاوزن بالقرب من فرانكفورت، ورغم انتهاء خدمتهم العسكرية إلا أنهم بقيوا في ألمانيا. وكمناهضين للبيتلز قاموا بتوحيد أنفسهم بمظهر مشترك يقوم على حلق شعر مقدمة الرأس على شكل إكليل وارتدائهم ربطة عنق. صوتهم الذي استقبله الجمهور بمشاعر مختلفة، جعلهم رواد البانك آنذاك.
مشهد من نادي ضباط برتبة ضباط صف
في ستينات القرن الماضي أصبحت الموسيقى أكثر صخابة وفساتين الفتيات أقصر، مع استمرار حفلات الرقص في نادي "NCO" الخاص بالضباط من رتبة ضباط صف. ففي عام 1945 تم نشر أعداد كبيرة من هؤلاء الضباط في المناطق التي يتمركز فيها الجنود. وفي هذا النادي لايمكن الدفع إلا بالدولار الأمريكي. وزار هذا النادي العديد من الموسيقيين الأمريكين الذي قاموا بجولات غنائية في ألمانيا أمثال إليفس برسلي وبيل هالي.
جهود تهدف إلى التخفيف من الكحول
إلى جانب الرقص في نادي الضباط ،كان هناك استهلاك لكميات كبيرة من الكحول، ولحث الشباب على التخلي عن تناول الكحول تم تقديم مشروبات غازية مجانا في حانة "فيلديرس غرين" في برلين إضافة إلى لوحة تعلق على صدر سائق المجموعة ، ولكن إلى أي مدى كان ذلك مجديا؟
حب للرقص مشترك
حب الرقص أمر جمع بين الجنود الأمريكيين والشباب الألمان، الشعر الطويل والملابس البراقة هي سمة المظهر الخارجي للشباب آنذاك. مختلف الأغاني يمكن سماعها في مرقص الجنود، كأعمال الفرقة الموسيقية "بي سيتي روليرس" و "رود ستيوارت" إضافة إلى أعمال الفنان الألماني "أود يورغينس " و "آبا" وغيرهم
الأماكن السحرية
"ستارلايت غروف" و "فريد سيبي لاونس" و غيرها، هي أماكن جمعت الجنود الأمريكيين للرقص وتناول المشروبات. وبفضل العروض التي قدمها الجنود الأمريكيون تمكنت العديد من نوادي الموسيقى الألمانية أن تحقق نجاحا كبيرا. مهما اختلفت ألأنماط الموسيقية بين ألحان تعود إلى سبعينات القرن الماضي أو الهيب هوب الذي تميز في الثمانينات أو الموسيقى الالكترونية إلا أن جميعها انتشر بوجود الجنود الأمريكيين