1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المواجهة مابين اميركا والقاعده تنتقل الى القرن الافريقي

٦ أكتوبر ٢٠٠٨

جاسم محمد

https://p.dw.com/p/FUqp

كشفت وثائق ومراسلات سريه لتنظيم القاعده حصل عليها البنتاغون بان قاده القاعده وبينهم اسامه بن لادن توجهوا الى القرن الافريقي وبالتحديد نايروبي والصومال عام 1993. وصفت ادبيات القاعده هذه الرحله برحلة المسك او الثواب. وكان الهدف من الزياره انشاء معسكرات بديله لافغانستان في الصومال / مدينه بوصاصو والوق واقليم لاغودين و توفير كادر تدريبي . وكانت مجموعه الاتحاد الاسلامي في الصومال هي الجهة التي قامت بتمهيد هذه الزياره. وتضمنت الخطه استقبال متطوعين من السودان والباكستان بالاضافه الى دول القرن الافريقي . وتعتبر هذه الزياره بداية لتغلغل تنظيم القاعده في القرن الافريقي.

ظهر القرن الافريقي في اولويات الاداره الاميركيه من جديد عام 1998 بعد تفجيرات السفاره الاميركيه في نايروبي ودار السلام . وتزايدت هواجس اميركا الامنيه في القرن الافريقي وخاصه في الصومال التي يسمح موقعها على المدخل الجنوبي للبحر الاحمر ومضيق باب المندب الذي يعتبر ممر تجاره اميركا واوربا من والى الخليج العربي .

اهملت اميركا الصومال بعد هزيمتها عام 1993 لكن ظهرت من جديد في اولويات الاداره الاميركيه برغم انشغالها في حرب العراق وافغانستان . أستبدلت اميركا هذه المره الخيار الاستخباري والاعلامي بدلا عن الخيار العسكري في مواجهة تنظيم القاعده من الجيل الاول ثم الجيل الثاني بعد غزو افغانستان . وكانت تتابع الوضع في الصومال من خلال مصادرها البشريه السريه والفنيه ، ولم تقم باي عمل عسكري ماعدا ضربه جويه في شهر اب 2003 كانت تستهدف معاقل تنظيمات القاعده والمحاكم الاسلامبه والاتحاد الاسلامي في الصومال .

تتمتع اميركا بوجود استخباري قوي في القرن الافريقي وتعتبر دولة جيبوتي العربيه الافريقيه القاعده الاميركيه الرئيسيه في المنطقه ولديها قوة التدخل السريع ومنها تدير ال سي اي اي عمليات الاستخباريه بالاضافه الى الاذاعات الموجهه ومنها اذاعه صوت اميركا. ومنها تنطلق محطات التجسس والمراقبه.

اما اليمن التي هي احدى دول القرن االافريقي فتتمتع بعلاقات امنيه مع اميركا في اعقاب ضرب المدمره الاميركيه ( كول ) نهايه التسعينيات في مرفا عدن .

واستخدمت اميركا العمل الاستخباري بدل العسكري كاسلوب جديد في مواجهه القاعده والمجموعات الاسلاميه الاصوليه في القرن الافريقي . وقامت بتجنيد فصائل محليه وتسليحها لتقاتل بالنيابه عنها وهو نفس الاسلوب التي اتبعته في مقاتله القاعده في المنطقه الغربيه من العراق تحت اسم الصحوات . وهذا ابعد اميركا من الانجرار في مواجهات عسكريه تقليديه .

المشكله التي تواجه اميركا ولحد الان هي اللغه في القرن الافريقي لان الصومال وارتيريا واثيوبيا يتحدثون اللغه ( الامهريه والعفر والارومو ) وهذا يحتاج الى تدريب ضباطها على تلك اللغات لغرض تجنيد الوكلاء والاتصال المباشر بعملائهم السريين وكذلك البيئه الاجتماعيه والجغرافيه المعقده .

اما دبلوماسيا فقد زار جورج بوش المنطقه مرتين لتعزيز العلا قه مابين االاداره الاميركيه وحكومات القرن الافريقي .

وجاء قرار الاداره الاميركيه بتشكيل قياده ( افرويكوم ) لتكون قياده لعملياتها العسكريه والاستخباريه في افريقيا والتي اتخذت من مدينه ( شتوتغارت ) الالمانيه مقرا لها بعد ان رفضت دول غرب وجنوب افريقيا باستثناء ليبريا باقامه قواعد على اراضيها. ويبدو ان تلك الدول اخذت درسا من الغزو الاميركي للعراق وافغانستان وبدات تخشى ان تواجه نفس المصير ومحاوله منها بعدم زج دولها في ايه عمليه تصفيه حسابات مابين اميركا والقاعده . وهكذا تصبح ( الافرويكوم ) سادس قوة اميركيه للتدخل السريع .

ذكرت بعض الدراسات الستراتيجيه كما اشرت لها انا في تقارير سابقه بان القاعده تدير عملياتها على الارض لكن ستراتيجيته في هذه المرحله هي مسك البحر . وما يحصل من عمليات قرصنه في خليج عدن والسواحل الصوماليه هي ليست عمليات قرصنه عشوائيه بل عمل منظم من قبل تنظيم القاعده والمجموعات الاسلاميه الاصوليه ومنها الاتحاد الاسلامي والمحاكم الاسلاميه . وتاتي مشاركه المانيا والاتحاد الاوربي في قوه بحريه لحمايه الملاحه البحريه في البحر الاحمر / القرن الافريقي كجزء من مواجهة القاعده التي تهدد مصالحها مع الخليج العربي وافريقيا .

اكدت الدراسات الاستخباريه المتخصصه بان الحرب مابين اميركا والقاعده هي حرب المئة عام وستكون حرب طويله اكثر حده من الحرب البارده وتؤكد بان الخيار الثقافي هو البديل عن الخيار العسكري والذي يهدف الى ايجاد تفاهم وحوار مابين الغرب والعالم الاسلامي ولربما تكون المواجهة اكبر داخل اميركا واوربا اذا لم تتخذ ايه خطوات استباقيه تجاه ادماج المهاجرين في مجتمعاتهم .