1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المشكلة أنني شيعي، وأنت سني

حسن الخفاجي١٧ يناير ٢٠١٣

يرى حسن الخفاجي أن حدود المشكلة القائمة في العراق حاليا تلتقي بحدود المشكلة القديمة التي أفضت إلى اغتيال الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، مشيرا إلى أن نفس القوى ولنفس الدوافع تقف خلف كل ذلك.

https://p.dw.com/p/17LeJ
صورة من: picture-alliance/dpa

كان حضوري إلى الأمن العامة تلك المرة يختلف عن سابقاتها ، حيث أحضرت وفق مذكرة استدعاء للمثول أمام اللجنة التحقيقية في الشعبة الاقتصادية منتصف الثمانينيات ، أيام كان مسؤولها المقدم فرج التكريتي ، بعد ان لف المحقق ودار حول طبيعة عملي ومصادر ثروتي ، أجبته على كل صغيرة وكبيرة ، بعد إكماله التحقيق قال لي: "أتعرف ما هي مشكلتك وقضيتك بالضبط" ، قلت لا .

قال "المشكلة انك شيعي مثلي، وجمعت ثروة بفترة قياسية، ولديك شقيق يعمل مع المعارضة".

في المرة الأخرى وفي حادث منفصل ، جمعني مشروع تجاري مع شركاء عدة اذكر منهم خالد الكبيسي الشقيق الأصغر لشوقي الكبيسي تاجر الأقمشة الشهير حينها ، وعبد الرزاق (رزيج) الكبيسي وآخرين. بعد تسميتي مديرا مفوضا للشركة وتحققي أرباحا قياسية ، جاءني شريكنا محمد فاضل ونقل لي قول احد الشركاء عني قائلا :" يقول احدهم حسن الخفاجي كلش خوش ولد وأمين لكن عيبه انه شيعي" .للأمانة لم يذكر لي اسم من قال ذلك عني - لكن شريكنا الآخر عماد الخفاجي أكد ان الحاج شوقي الكبيسي هو من قال ذلك.

مشكلة العراق عابرة للحدود

المرة الأخرى التي سمعت بها العبارة ذاتها كانت في الأردن ، التي سكنتها قسريا لمدة سبعة أعوام .الأردن التي لا يفرق البعض من ساكنيها بين الشيعي والشيوعي ، عانيت وأولادي كوننا شيعة .

حينها أدركت ان مشكلتي ليست محصورة ببلدي العراق وإنما مع البعض من العرب .

ومثلي عانى البعض من السنة من بعض الطائفيين من الشيعة، وهكذا اتسعت دائرة الكراهية والتباغض وبهذا تكون المشكلة وليدة بغضاء وحقد متبادل ومتوارث .

هكذا تحول تنوع العراق الديني والقومي والطائفي من نعمة إلى نقمة.

بعد ما شاهدته من أحداث طائفية ، وبعد ما عمّق الخريف العربي الصراع الطائفي ، أيقنت :ان اغلب العرب يقتاتون على التاريخ ويقيئون الحضارة وينجبون الخصومة والبغضاء والكراهية !.

"حكومة المالكي ، عرجاء اسميها حكومة الحصة التموينية"

لا احد ينكر ان حكومة المالكي ليست حكومة منزلة من السماء ، وهي ولدت عرجاء . يسمونها حكومة المحاصصة الطائفية ، واسميها حكومة الحصة التموينية ،لان البعض من وزرائها يشبهون مواد الحصة التموينية ، بعضهم فاسد و"معفن"والآخر ناقص والآخر لم يكتمل . حكومة من هذا النوع ماذا تنتج ؟ .

إذا كان المالكي دكتاتورا مثلما يدعي البعض ما الذنب الذي ارتكبه الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ؟.

هل كان دكتاتورا أو طائفيا ليلقى المصير الذي انتهى إليه؟.

أولاد وأحفاد وصنائع من تآمروا على عبد الكريم قاسم ، هم من يقودون مخطط الانقلاب على العملية السياسية وتقسيم العراق .

هل جرى ويجري كل هذا بالصدفة ؟ .

الجعفري بالأمس والمالكي اليوم ومن سيأتي بعد المالكي، إذا كان بديل المالكي شيعيا نافذا وليس خاملا فان حلقات التآمر ستستمر ، لان ذنبهم ومشكلتهم مثل مشكلتي كونهم شيعة فاعلين ، ومثل مشكلة السنة مع الطائفيين من الشيعة .

بعض مطالب المتظاهرين محقة وعلى الحكومة تنفيذها، لكن المطالب المحقة وغير المحقة أخذت طابع كرة الثلج ، مصحوبة ببرقيات وبيانات حزب البعث ، وهكذا خرج الباطل يطل بقرنيه.

هل العيب الذي حشدت الحشود بسببه بالمالكي كشخص؟ أم العيب بانتمائه المذهبي ؟.

وطن لا يقبل القسمة

نسى من يريدون تقسيم العراق أو تناسوا حقائق مهمة ، ان العراق ليس كيانا مسخا أوجدته سايكس بيكو ، أو الملك الحجازي الذي نصبه العرب على العراقيين في مؤتمر القاهرة .

سكان بلاد ما بين النهرين ، الذين عاشوا على هذه الأرض متحابين متآخين وأنتجوا أقدم الحضارات البشرية - قبل ان تولد الأديان والمذاهب التي فرقتهم – هم العراقيون ، والذين جاءوا بعد الفتح الإسلامي زادوا من التنوع العراقي المتسامح الجميل .

هل يعقل ان نزيل وطن بكل هذا العمق الحضاري والتاريخي ، استجابة لصيحات يرددها بعض الصناع الأذلاء ؟ .

أسفي ان تنجح صيحات هؤلاء في جر بعض المثقفين والعقلاء ممن نحترم أطروحاتهم ، وينضموا إلى رهط المطالبين بتقسيم العراق خوفا من ضرر سيقع .

أي ضرر اكبر من أن نقسم العراق ؟ .

من يصطف ضد الوطن وينفذ أجندات خارجية سيكون أول الخاسرين لأنه سيعيش دون العراق ذليلا ، مهما أوتي من قوة و دعم خارجي ، وستطارده لعنة التاريخ ، لأنه سيسهم في تقسيم جنة الله على أرضه، إلى كانتونات طائفية وقومية متناحرة ،وستتحول جنة العراق إلى جهنم، حينها سيعلم الذين عملوا على تقسيم الجنة أي ذنب فاحش وأي جريمة بحق العراقيين ارتكبوا.

اخبرني احد المطلعين على الملف الأمني في الرمادي قائلا: لم يحدث أي خرق امني أو حادث إرهابي منذ اندلاع التظاهرات إلى الآن: ما معنى ذلك ؟.

إذا نسيت انك متسامح فلن ينسى خصمك حقده .

(الله يا هلوطن شمسوي بيه الله

نيرانه مثل الثلج تلهب وأكَول أشاه) كاظم إسماعيل الكاطع