1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المركز والإقليم : تفاهم

عبد المنعم الاعسم٩ مايو ٢٠١٣

يرى عبد المنعم الاعسم في عودة نواب ووزراء التحالف الكردستاني الى مواقعهم أشياء كثيرة يحدد أبرزها في جدارة الحوار والاتصال المباشر والمصارحة في إيقاف التدهور في العلاقات بين الحكومة الاتحادية وبين الإقليم عند نقطة ملتهبة.

https://p.dw.com/p/18Unb
صورة من: picture-alliance/dpa

العودة خير بديل عن القطيعة وإطلاق الشكوك والتهديدات، وخير من مخاشنات على الأرض، تكاد، في كل مرة، أن تضرم نيرانا لا احد يعرف كيف يتم إخمادها.المهم في هذه العودة:

أولا، هو محصول الاتفاق المعلن بين التحالف الوطني، الحاكم، وممثلي حكومة الإقليم وتسمية الخطوات والإجراءات التي من شأنها نزع فتيل المواجهة وتهدئة خطوط التماس ثم الشروع بتنفيذ الالتزامات التي تقاسمها الطرفان.

وثانيا، في ما ظهر من انضباط إعلامي ساعد ويساعد، إذا ما استمر، في استعادة الثقة عند الحد الأدنى من الممكنات، ولجم محاولات التعكير والتجييش والتأليب والترويع، وتطمين الرأي العام إلى جدية التفاهمات التي تم التوصل إليها.

وثالثا، في تنشيط فاعلية وعمل البرلمان ومجلس الوزراء والتقدم الى تسهيل عودة المقاطعين الآخرين على أساس التفاهم والحوار والتنازلات المتقابلة، ثم معالجة الملفات المعطلة واستئناف العمل الناشط في إطارات الحكومة بعد شلل وتوتر ضرب مفاصلها بالطول والعرض.

ورابعا، في تأمين الحد الأدنى من فروض ومستلزمات التهيئة للانتخابات البرلمانية التي يقترب موعد أجرائها، على أساس التنافس في الخدمة والوفاء للتعهدات بعيدا عن الخندقة والإثارة والتهميش والاعتبارات الفئوية ومحاولات الاستئثار بالسلطة والامتيازات.

معروف في السياسة، إن توقيع الاتفاقات بين فرقاء الأزمات أسهل بكثير من ترجمتها إلى إجراءات والتزامات وخطوات على الأرض، وان الصعوبات تكمن في توفير النيات الجادة لتنفيذ نقاط الاتفاق، وكانت تجارب عقد من السنين العراقية قد أكدت أن الكثير من التفاهمات والاتفاقات التي تم التوصل إليها على طاولات البحث والتفاوض سرعان ما مزقت وطويت، ولم تجد طريقها الى التنفيذ.

لماذا؟

بوجيز الكلام، لأن البعض من الموقعين على تلك التفاهمات لم يكونوا مؤمنين بها.. وكانوا يتعاملون معها كقيود يتحينون الفرص للتخلص منها..

فهل تغير الأمر.. لنجرب أن نتفاءل.

" ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه: البغي والنكث والمكر" .أبو بكر الصديق