1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المرحاض في الثقافة العراقية

هادي جلو مرعي ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣

يرى هادي جلو مرعي أنّ بعض الحكام العرب يسود فيهم اعتقاد لا يشوبه الشك بأهمية المرحاض ويربطون بين نجاحاتهم السياسية ودور المرحاض في ذلك، وكلما استخدم المواطنون المراحيض بطريقة سيئة كان نجاح السياسي ومستقبله في خطر.

https://p.dw.com/p/1A5Lw
Titel: WC Bildbeschreibung: gemischtes WC – Nutzung in internationalem Basar in Mashhad. Stichwörter: Iran, KW36, WC Quelle: Meshreghnews.ir Lizenz: Frei
صورة من: Meshreghnews.ir

افتتح السيد المدير العام المراحيض الخاصة بالمستشفى وسط حضور رسمي وشعبي وإعلامي لافت ، كما حضر منتسبو المستشفى والمراجعون والمرضى وكذلك المرافقون للمرضى وجميع من كان يقف في الردهات وعند الصيدلية وغرف الممرضين والممرضات والأماكن الخاصة بالأطباء ،ولم يتغيب منظفو ومنظفات المستشفى وعاملو الصيانة ورؤساء الأقسام والموظفون الإداريون وبعض الأصدقاء ممن يجوز لهم دخول هذا النوع من الحمامات الصحية المجهزة بأحدث وسائل الراحة العصرية التي تتيح لمستخدم المراحيض الجلوس لوقت كاف وتأمل ما يمكن أن يكون عليه المستقبل والتفكير بقضايا الماضي الأليم وربما السعيد خاصة إذا كانت الأوضاع متردية في لحظة الجلوس في المراحيض على مستوى السياسة والاقتصاد والأمن .

يصر الحاكم على تفقد أحوال الرعية ولا يفوته أن ينصح على الدوام بأهمية المرحاض وضرورة الحفاظ عليه وتنظيفه ، وتوفير كل ما يجعل منه مكانا للراحة والسياحة حتى في ظروف مختلفة وتحديات متصاعدة في أيام البرد والحر ، لا يهتم الحاكم بوجود المراحيض في معسكرات الجيش ومدارس الأطفال ، لأنه يرى إن ذلك أمر مؤقت ومرحلي يمكن عبوره عبر الزمن ،فالجنود يمكن أن يغادروا المعسكر خلال فترة محددة وكذلك الأطفال حين يكبرون فإنهم لا يعودون بحاجة الى استخدام المراحيض بطريقة طفولية ،ويتم التركيز بدلا من ذلك على المراحيض الخاصة بالكبار .

يزين الناس مرحاض الدار الخاص إكراما للضيوف وخشية من تقولاتهم في حال وجوده في حال مزر ،بينما لا نجد ذلك في المؤسسات الحكومية ،ولا في المستشفيات وبعض المؤسسات العامة وتحولت بعض المرافق الصحية الى تجارية يدفع الناس لقاء الدخول إليها مبالغ مالية محددة ، ويقول صديقي الذي كان في زيارة الى مستشفى كبير في بغداد إنه رأى إن المراحيض الخاصة بالنساء كانت مغلقة ولا يسمح باستخدامها ،وعرفنا فيما بعد إنها كانت تحت الصيانة وجرى الإتفاق على إقامة حفل افتتاح يحضره المدير العام والمسؤولون ،في الأثناء لم يتح للنساء الدخول الى المراحيض المغلقة بإنتظار المدير العام وتم توجيههن الى مراحيض الرجال ( ياعيبة العيبة) فمعظم النساء يرفضن ذلك وبقين بانتظار المدير حتى جاء مع ما تحملن من متاعب ومصاعب صحية ونفسية .

وحين وصل المدير جرى الافتتاح وقص الشريط ،وتم التقاط الصور ،وإليكم نص الخبر كما حررته :

(أنجزت الملاكات الفنية المراحيض النسائية الخاصة بمستشفى ال... في جانب الكرخ من بغداد بعد جهود حثيثة وقد تم تدشينها من قبل السيد المدير العام في حفل بهيج حضره منتسبو المستشفى وضيوف ومواطنون محصورون، وتم التقاط صور تذكارية للسيد المدير وهو يقص شريط المراحيض ،، مواطن أبلغني إن السيراميك والحداثة كانت من أبرز ما غلف المراحيض بينما كانت بعض الردهات تلعب النفس ،والطريف إن المراحيض كانت مغلقة ولم يسمح للنسوان بدخولها بانتظار وصول السيد المدير حيث تم توجيه النساء لاستخدام مراحيض الرجال مؤقتا ولأن النسوان يستحن فقد تكتمن على مصيبتهن بإنتظار السيد المدير ) .

في عام 2006 وكنت مسافرا في دولة من دول العالم وحين هممت بركوب الطائرة لم أستطع تحمل حصرتي حتى الصعود ومن ثم ولوج حمام الطيارة وبينما كان المسافرون يصعدون الطائرة ركضت الى المراحيض الخاصة بالرجال وكلما طرقت بابا سمعت ،،إحم إحم ..وحينها توسلت بمسؤولة حمام النسوان ،فأدخلتني ،وكان فارغا ،وحين خرجت أكرمتها بمبلغ من المال وقلت لها ،هذه النقود لقاء استخدام الحمام، وهذه لقاء سماحك لي بدخول حمام النساء ،فضحكت ، وضحكت أنا ،وركضت إلى سلم الطائرة!