1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الماء سلاح فتاك ضد الغازات السامة

بريغيته أوسترات/ أمين بنضريف١٤ ديسمبر ٢٠١٣

يعتبر غاز السارين وغاز الخردل و غاز الأعصاب من المواد السامة القاتلة. إلا أن المثير للدهشة هو سهولة القضاء على مفعول هذه المواد السامة، التي تستخدم في صناعة الأسلحة الكيماوية الفتاكة- وذلك بواسطة الماء.

https://p.dw.com/p/1AYqM
جهاز أمريكي لتحليل وتدمير الغازات السامة باستخدام المياهصورة من: army.mi/ECBC

ما هو مصير الأسلحة الكيماوية السورية؟ هذه هو السؤال الذي يطرح نفسه منذ الإعلان عن الاتفاق الروسي الأمريكي والذي دعمته الأمم المتحدة بشأن تدمير الأسلحة الكيماوية السورية.

وفي هذا الصدد تبنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) خطة مفصلة لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بحلول منتصف عام 2014. و من جهتها عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن استعدادها للمساعدة على نقل الأسلحة الكيماوية على متن سفن أمريكية وتدميرها في أعالي البحار.

النار أو الماء للتخلص من الغازات السامة

هناك طريقة بسيطة للتخلص من الغازات السامة، وذلك عبر حرقها. فعلى الرغم من أننا نتحدث دائما عن غازات سامة، إلا أن السارين وغاز الخردل وغاز الأعصاب هي من السوائل. ولهذا فإنها تبقى مثل معظم المواد الكيميائية قابلة للاشتعال، حيث تعمل الحرارة على تفكيك الجزيئات السامة إلى مكونات صغيرة خالية من أي خطورة.

غير أن هناك أيضا طريقة أخرى للقضاء على هذه المواد السامة القاتلة، التي يمكن إزالة السموم منها عبر تفاعل كيميائي أو ما يصفه الخبراء بالتحلل "Hydrolyse". وفي هذه الحالة يتم استخدام الماء كوسيلة ناجعة لتدمير بعض المواد الكيميائية الأكثر سمية على الإطلاق.

النقط الحساسة للغازات السامة

يحتوي كل من غاز السارين وغاز الخردل وغاز الأعصاب على نقط حساسة قابلة للتفكيك والانهيار. وهي عبارة عن نقط داخل التركيب الجزيئي للغازات، تسمح بحدوث تفاعلات كيميائية بشكل سهل . وهذه التفاعلات الكيميائية هي المسؤولة أيضا عن إفراز مواد سامة يمكنها أن تتسرب لجسم الإنسان وتتسبب في تفاعلات بنتائج قاتلة.

إلا أنه يمكن مهاجمة هذه النقاط الحساسة بواسطة المياه، التي تعمل على إزاحة الجزيئات السامة من مكانها وإبطال مفعولها السام وتعويضها بجزيئات غير ضارة.

والجدير بالذكر في هذه الطريقة هو إمكانية تحول هذه الجزيئات مرة أخرى إلى غازات سامة. ولكن استخدام المياه بشكل كبير يضمن عدم حدوث رد الفعل العكسي وإعادة تكوين المواد السامة.
ويجدر الإشارة إلا أنه حتى الماء العادي من الصنبور يمكن أن يستخدم في تدمير الغازات السامة. إلا أن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا، فغاز السارين قد يحتاج على سبيل المثال لثلاثة أيام حتى يتحلل ويتم تعويض نصف الجزيئات السامة.

ولكن إزالة مفعول السموم قد يتم بسرعة كبيرة عبر التحليل داخل مياه بدرجة حموضة كبيرة، حيث أن تحليل غاز السارين قد يستغرق أقل من ساعة داخل مياه بدرجة حموضة بقيمة تسعة pH . وذلك راجع إلى أن المياه بدرجة حموضة كبيرة تحتوي على نسبة أكبرمن أيونات الهيدروكسيد. وهي عبارة عن جسيمات مشحونة لها قدرة كبيرة على اختراق النقاط الحساسة والقضاء على الجزيئات السامة. ومن أجل زيادة درجة حموضة الماء يقوم الخبراء بإضافة بعض المواد إلى الخليط الكيميائي، مثل الغسول، على سبيل المثال.

Giftgas Chemiewaffen Vernichtung UN Inspektoren
خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا.صورة من: Reuters

الجيش الأمريكي مستعد لتفكيك الأسلحة الكيماوية

من جهته قام الجيش الأمريكي بابتكار نظام خاص من أجل القضاء على مفعول الغازات السامة السورية. وهو عبارة عن جهاز متنقل، يعمل على تحليل المواد السامة وتدميرها في عين المكان. ووفقا للجيش الأمريكي فإن هذا الجهاز له قدرة على تدمير الغازات السامة بنسبة 99 في المائة. ويستطيع الجهاز تحليل ما بين 5 و25 طن من السائل السام في اليوم الواحد، وذلك حسب نوعية الغازات السامة.

ويتوفر هذا النظام على حاوية من التيتانيوم بسعة أكثر من 8000 لتر،حيث يتم ضخ المواد القاتلة مع الكثير من المياه والمواد الكيميائية اللازمة للقضاء على مفعول الغازات السامة. ومن أجل تسريع وتيرة هذه العملية يتم تسخين الحاوية. ولا يترك هذا الخليط التفاعلي الحاوية إلى بعد أن تتحلل الغازات السامة وتفقد مفعولها بشكل نهائي. ومن أجل منع تسرب هذه المواد القاتلة إلى البيئة المحيطة، يتم وضع جهاز التحلل داخل خيمة مغلقة.

ويتميز هذا النظام بمرونته، حيث يمكن بناء هذا الجهاز في غضون 10 أيام في أي مكان، حسب بيانات الجيش الأمريكي، الذي ينوي نقل الأسلحة الكيماوية على متن سفينة "يو اس اس كايب راي" وتحليل المواد السامة والقضاء عليها في أعالي البحار.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد