1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القنوات التلفزيونية الألمانية الخاصة تحتفل بمرور ربع قرن على ظهورها

وفاق بنكيران ٢٦ يناير ٢٠٠٩

تحتفل القنوات الخاصة في ألمانيا هذا العام بمرور ربع قرن على ظهورها، ورغم أنها نجحت في تحقيق رسالتها الإعلامية القائمة على التسلية والإعلان، فأن المشاهد لا يزال يعتمد على قنوات الخدمة العامة، كمصدر للتعرف على الأخبار.

https://p.dw.com/p/GgcH
قناة ار تي ال حددت الفئة العمرية المستهدفة لمشاهديها والتي أخذتها عنها باقي المحطات الاوروبية الخاصةصورة من: AP

بظهور ما بات يعرف بالتلفزيون الخاص، شهدت الخارطة الإعلامية الألمانية عام 1984 نقلة نوعية غيرت من تضاريسها. فمالبث أن فرض التلفزيون الخاص نفسه على الساحة، حتى لاقى نجاحا وإقبالا كبيرين، جعلا منه أكبر منافس للقنوات التلفزيونية الأخرى التي تعمل تحت نظام الخدمة العامة، والتي كانت تسيطر ومنذ خمسينيات القرن الماضي على الساحة الإعلامية بشكل أحادي.

وكانت الإنطلاقة من قبل مؤسسة سات 1، قبل أن تلحق بها وبعد يوم واحد فقط شبكة أر. تي. أل RTL الضخمة، والتي أطلقت أولى برامجها التلفزيونية في الثاني من يناير-كانون الثاني عام 1984. ومنذ انطلاقها حددت القنوات التلفزيونية الخاصة لنفسها مبدأ الشريحة المستهدفة كهدف رئيسي، والمقصود بذلك شريحة المشاهدين الذين تستهدف القناة مخاطبتهم. ووقع اختيار هلموت توما الرئيس السابق لمؤسسة أر. ت. أل RTL على شريحة المشاهدين الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشر وتسعة وأربعين عاما كشريحة مستهدفة، بحكم أنها الشريحة العمرية الأكثر استهلاكا داخل مجتمع رأسمالي كألمانيا، وبالتالي يجب على القنوات الممولة الوصول إليها ومخاطبتها عبر وصلات الاشهار(الاعلان). وذلك حسب ما أورد الموقع الالكتروني لقناة التليفزيون الألماني الأولى.

ويذكر أن التعريف ذاته للشريحة العمرية المستهدفة استخدمته باقي القنوات الأوربية الخاصة الأخرى فيما بعد. وفي الوقت الذي تحدد فيه مهمة القنوات التلفزية العامة في نقل الخبر أو المعلومة بشكل جاد وحيادي، تركز القنوات الخاصة عملها على تسلية المشاهد، وشد انتباهه لساعات طوال أمام شاشة التلفاز. وهذا مايتطلب أساليب إعلامية جديدة لم يشهدها الجمهور من قبل في القنوات العامة.

الإثارة والتشويق مفتاح النجاح

Günther Jauch - Wer wird Millionär?
"من سيربح المليون" من أكثر البرامج مشاهدة في قناة RTLصورة من: picture-alliance/dpa

لقد أثبتت تجربة التلفزيون الخاص، أن مبدأ الإثارة وتقديم الصور الخليعة من أنجع الوسائل التي تساهم في رفع نسب المشاهدة. وكالة الأنباء الألمانية رأت أن البرنامج التلفزيوني "توتي فروتي"، الذي أطلقه تلفزيون أر. ت. ل بداية التسعينيات لم يكن إلا مثالا على ذلك. إذ كان نجاحه حسب مقياس الإعلام الخاص منقطع النظير، بعدما تجاوزت نسب المشاهدة عتبة مايربو عن عشرة ملايين مشاهد. بل ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، وإنما أصبح هذا البرنامج من أبرز المواضيع، التي تعالجها وسائل الإعلام الأخرى.

ويرى صناع الإعلام الخاص أن برامجهم التلفزية المقدمة طريقة لتحرير المشاهد من تعقيدات الإعلام الجاد، بيد أن منتقدي التلفزيون الخاص يرفضون هذا الرأي بحجة أن مايطلق عليها "الطرق الإعلامية الحديثة" ماهي إلا تراجع ملحوظ لمستوى الإعلام داخل ألمانيا، كون ان القنوات الخاصة تركز على رفع نسب المشاهدة، من دون الإهتمام بمستوى المضامين المقدمة.

ورغم تضارب الأراء حول المستوى الإعلامي للتلفزيون الخاص داخل ألمانيا، إلا أن الخارطة الإعلامية التلفزية وبكل تأكيد، أضحت أكثر غنى عما كانت عليه قبل ربع قرن. وهذا مايخدم بالأساس حرية الصحافة وتدعم استقلالية المشهد الإعلامي.

نجاح محدود على الصعيد الإخباري

Symbolbild Mediensystem Deutschland
رغم الانتقادات المتعلقة بالطرق الاعلامية للقنوات الخاصة فانها تعد اضافة للمشهد الاعلامي في المانياصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

ورغم أن القنوات التلفزية الخاصة أطفأت هذا العام شمعتها الخامسة والعشرين، إلا أنها لم تنجح وإلى اليوم في كسب ثقة المشاهد الألماني بما يخص الجانب الإخباري. فعادة مايستقي هذا الأخير معلوماته من البرامج الإخبارية التي تقدمها قنوات الخدمة العامة. كون هذه الأخيرة، لازالت مقترنة في ذهن المشاهد بالحيادية والشفافية الإعلامية، مقارنة بالقنوات الأخرى الخاصة التي تمول من قبل الشركات والمؤسسات التجارية الكبرى، وبالتالي يرى المشاهد الألماني أنها تخدم أهدافا تجارية محددة.

في المقابل تمول القنوات التلفزية وعلى رأسها شبكة أ. ر. دي والقناة التلفزية الثانية زد. دي. اف. بالأساس عن طريق أموال المشاهدين، وتحديدا عبر رسوم استقبال البث التلفزيوني، وهذا ما يطلق عليه الخدمة العامة، التي تضمن للمشاهد حقه في معرفة الخبر من مختلف زواياه والإطلاع على تفاصيله وخباياه. ناهيك على أن المشاهد الممول في آن واحد، عادة ما يشترط، أن تصرف أمواله في برامج هادفة لايطغى عليها بالأساس طابع التسلية والترفيه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد