الفلس بسبعين وتقاعد البرلمانيين !

كانت الصواني وحاملوها من الصبية أكثر وأهم ما يميز الموكب الحسيني لجارنا عودة . كان حملة الصواني يحضون الحاضرين على التبرع لإدامة المجلس ، سمعناهم يصيحون: "الفلس بسبعين" !.

لماذا يصبح الفلس الذي نتبرع به لموكب عوده بسبعين ضعفا يوم القيامة مثلما يقول عوده وصبيته !؟ .علما أن الآية الكريمة تقول غير ذلك: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" !؟.

يبدو أن عوده اخذ تفويضا خاصا لا يفرق عن تفويض منحه نوابنا لأنفسهم.

يتكفل عوده الصرف على الموكب ، فهو يدفع أجور القراء والطعام والشراب وغيرها الكثير ، لكن بعض الجيران يقولون ان عودة يحصل على مبالغ من حملات "الفلس بسبعين" التبرعية تفوق ما يصرفه أضعافا مضاعفة ، ويقولون إنها تجارة رابحة باسم الدين لذلك قاطعه الكثيرون.

تجارة البرلمانيين برواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم وأسرهم أكثر ربحا من موكب عوده دون ان يقدموا أشياء تذكر للشعب ، في حين كان عوده يقدم الكثير يختمها بالتمن والطرشانة ، التي يقدمها في اليوم العاشر من المحرم .

" رواتب السحت التقاعدية"

ثمة مثل عراقي يقول : "الكل يكول معليه من تحمه الحديدة" . هذا بالضبط ما حصل ويحصل للسادة نوابنا الأفاضل ، حينما يجتمعون على باطل ويقررون سرقة العراقيين بقوانين باطلة تشرع سرقاتهم ، لكن بعدما تعلوا أصوات المحتجين على تلك السرقات الكل يحاول التملص من المسؤولية.

لقد فعلوها سابقا في محاولة شراء سيارات مصفحة بأموال الشعب وقوانين اخرى ، وهاهم يعيدون السيناريو ذاته في موضوع رواتب السحت التقاعدية .

لا ادري لماذا تتجسد أمامي صور بهلوانات السيرك كلما شاهدت مسرحيات سمجة يفعلها اغلب النواب كي يصوروا أنفسهم أمناء على أموال الشعب . ترى من صوت على قانون تقاعد النواب ومن أكل واشبع عيال من المال السحت ؟.

لرجال القانون ولبعض النواب الأكثر قربا من نبض الشارع موقف من حملات نواب آخرين تنازلوا عن رواتبهم . يقول الفقهاء والخبراء القانونيون والبرلمانيون :"لا قيمة قانونية لتنازلهم لان الرواتب التي شرعت بقانون يجب ان تلغى بقانون" يقر داخل مجلس النواب حبذا لو تضمن مشروع القرار بنودا تشمل الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث وللوزراء وللدرجات الخاصة ، كل هؤلاء يجب ان تماثل رواتبهم ما يتقاضاه الموظفون والعسكريون ذو الدرجات العليا في السلم الوظيفي .

الشعب العراقي واخص منهم الشباب العراقي المطالبون بإلغاء رواتب البرلمانيين لا يشحذون ولا يطلبون منة من احد ، إنهم يطالبون بإلغاء قانون "اكشر" سن رواتب سحت تقاضاها برلمانيون سابقون وسيتقاضاها من تنتهي مدة دورتهم البرلمانية .

ستكون حملتنا اللاحقة هي ميزانية مجلس النواب والسرقات الكبرى الأخرى كسرقات الأموال ، التي خصصت للكهرباء أو لعقود التسليح أو الأموال المسروقة من مخصصات البطاقة التموينية ، وغيرها من المليارات والملايين المسفوحة كدماء العراقيين ظلما وعدوانا .

"أنا لا اصدق أن لصا مؤمنا.... أدنى لربك من شريف ملحد"