1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق: عاد النزيف ويستمر الجدل حول المالكي

ملهم الملائكة١٨ يناير ٢٠١٣

تغيرت مطالب المتظاهرين لتنحصر بإطلاق سراح الأبرياء، فيما صعّد تنظيم القاعدة من هجماته على قياداتهم وعلى المناطق الشيعية فيما يراه البعض محاولة لإشعال حرب طائفية. في وسط المشهد، يصر البعض على أن المالكي هو سبب المشاكل.

https://p.dw.com/p/17Msp
صورة من: DW/ Munaf Al-Saidy

عاد العنف ليتصدر واجهة الإحداث في العراق، فقد أدت هجمات بسيارات مفخخة إلى مصرع وإصابة مئات خلال أسبوع في مناطق مختلفة من العراق أغلبها ذات غالبية شيعية، فيما اغتال انتحاري يرتدي زي عامل النائب عن القائمة العراقية عيفان سعدون العيساوي بحزام ناسف جنوب مدينة الفلوجة غرب بغداد ، وأسفر الهجوم عن مصرع 6 أشخاص من حراسه. تنظيم القاعدة تبنى الهجوم.

التطور الهام الآخرهو إطلاق سراح 335 معتقلا بعد ثبوت براءتهم، وهذا يضع أكثر من علامة استفهام على أسباب اعتقالهم في المقام الأول.

فيما تستمر الأزمة السياسية ، يقود السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي وساطة تتوخى بحث مطالب المتظاهرين و محاولة تقريب وجهات نظر الفرقاء للوصول إلى حل لمشكلات العراق.

ويرى كثيرون أن السيد نوري المالكي رئيس الحكومة هو المسؤول الأول عن مشكلات العراق، واليه يعزون كل المشكلات، لكن كثيرا من خبراء الشأن العراقي يعترضون على هذا الرأي مشيرين إلى أن المالكي لا يملك من السلطات ما يمكن أن يحوله إلى ديكتاتور مستبد، وإن الخلل يكمن في مجمل العملية السياسية.

نوري المالكي والمختصون في ائتلاف دولة القانون يتفقون مع هذا الرأي ويطرحون الذهاب إلى حكومة الأغلبية البرلمانية كبديل فعّال ، يخرج بالبلد من مأزق حكومة المحاصصة أو الشراكة الوطنية التي تعيق كل الأعمال.

Anschlag in Kirkuk
تفجيرات كركوك استهدفت مقرات كرديةصورة من: Reuters

"القاعدة إذ ترفع شعار الدفاع عن السنة، لا تدافع مجانا عنهم"

ميدانيا، كان ملفتا للنظر هذا الأسبوع استهداف تنظيم القاعدة لقيادات سنية شاركت في التظاهرات والاحتجاجات المناهضة لرئيس الحكومة المالكي، رغم أن القاعدة تتفق مع المتظاهرين المحتجين في معاداة المالكي.

حول ذلك علّق الخبير في الشأن العراقي باسم العوادي الذي شارك في حوار العراق اليوم من DW عربية مشيرا إلى أن أبناء المنطقة الغربية لا يحسنون تقدير الوضع بصورة صحيحة، وهم لا يدركون أن تنظيم القاعدة عدو لهم ولكل أبناء العراق لأنه تنظيم يعمل وفق أجندة خارجية " والقاعدة حين ترفع شعار الدفاع عن مكون عراقي معين، فهي لا تدافع مجانا عنه، وحين تسيطر على منطقة وتفرض قوانينها عليها، فإنها لا تتنازل عن برنامجها المرسوم، وهو برنامج مختلف تماما عن برنامج المنطقة الغربية في العراق".

وتحدث العوادي عن جيل عراقي ثالث غير مرئي من تنظيم القاعدة، ويتمثل في إرهابيين لا يطلقون اللحى ولا يرتدون الجلابيب ولا يظهرون التقوى ولكنهم يستخدمون التورية والتقية لإخفاء نشاطاتهم الإرهابية.

في الجانب الآخر، ومن خلال مشاركته في حوار العراق اليوم من DW عربية أشار الخبير الإستراتيجي والعسكري مهند العزاوي مدير مركز صقر للدراسات الإستراتيجية إلى أن تعليق كل الأخطاء على مشجب القاعدة هي محاولة تخضع مبدأ تجارة الأمن القومي في مسعى لخلق أعداء وهميين من خلال ظاهرة ( القاعدة فوبيا) . واعتبر العزاوي أن اتهام المناطق الغربية باعتبارها حاضنة لتنظيم القاعدة مجاف للحقيقة ، وخير دليل على ذلك أن الباحث يوسف بودانسكي في كتابه (التاريخ السري لحرب العراق ) يؤكد أن إيران ومنذ عام 2000 هي التي توجه وتدير تنظيم القاعدة .

Irak Premierminister Nuri al-Maliki
رئيس الحكومة نوري المالكي، جزء من المشكلة أم جزء من الحل؟صورة من: AP

" المالكي ليس إلها ، وهو جزء من المشكلة "

التغير الملفت للنظر هذا الأسبوع هو تغير خطاب المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بإطلاق سراح كافة السجناء، حيث انحصر سقف المطالب اليوم بإطلاق سراح الأبرياء فقط، وهو أمر يرى البعض فيه خروجا عن دائرة المخالفة القانونية التي انطوى عليها المطلب الأول.  وقد علق د مهند العزاوي على هذه النقطة بالقول إن هذه كانت مطالب المتظاهرين منذ البداية، ومن غير المعقول ان يطلب أي عاقل إطلاق سراح مجرم جنائي أو إرهابي" وكلن طبيعة الاعتقالات هكذا... المادة 4 إرهاب من قانون العقوبات صارت تدعى اليوم 4 سنة ".

وفي معرض تحليله للوضع ، أشار العزاوي إلى أن " المالكي ليس إلها ، وهو جزء من المشكلة في العراق وليس كل المشكلة، فالمشكلة في النظام السياسي الذي قام بعد 2003"

من جانبه، أكد الخبير العوادي أن التظاهرات حين ابتدأت لم تكن تطالب بإطلاق سراح الأبرياء، بل أن المتظاهرين كانوا مصرين على إطلاق سراح جميع السجناء ، ومشيرا إلى " أننا مع إطلاق سراح جميع السجناء الأبرياء ". ولفت العوادي الأنظار إلى حقيقة مفادها أن السجناء هم ليسوا من أهل السنة حصرا كما يدعي البعض، بل هم من كل المكونات " والدليل على ذلك أن من يصر على قانون العفو العام هو التيار الصدري ، الذي يقرّ بوجود آلاف من عناصره في السجون واغلبهم دون محاكمات". 

Irak Syrien Ayad Allawi Muqtada al-Sadr
مقتدى الصدر زعيم تيار الاحرار يحاور زعيم القائمة العراقية اياد علاويصورة من: AP

" الأحزاب هي المسؤولة عن كل المشكلات"

تفاعل جمهور البرنامج مع موضوع الحوار بشكل كبير، وقد انهمرت على المايكروفون اتصالات كثيرة جدا تنوعت ، بين اتهام المالكي بأنه السبب الأول للمشكلات ، وبين تنزيهه عن التهم واعتبار ما يحدث نتاج عملية سياسية فاشلة يشترك فيها الجميع.

ففي اتصال من بغداد أشار مصطفي إلى أن العراق قد تجاوز مرحلة التصنيف على اعتبار شيعي وسني، وعلينا أن لا نلقي باللوم على طرف واحد" أي على المالكي وحده، أو على القائمة العراقية ، المطلوب أن يجس السياسيون مع بعض ويتفقوا ويوحدوا رأيهم . اما ابو معمر في اتصال من الموصل فقد أشار إلى أن المشكلة في العراق تكمن في الدستور، وليس في نوري المالكي، فالمالكي سيذهب عن موقعه بعد سنة، لكن الدستور والقوانين هي الباقية وفيها تكمن المشكلة.وذهب محمد في اتصال من بغداد  إلى أنه يلاحظ أن كل الأخطاء والإخفاقات تنسب إلى المالكي، " واقسم هنا بالله أن " الأحزاب هي المسؤولة عن كل المشكلات، فهي تسعى إلى إسقاط دولة العراق في صراعها على المناصب".

المستمعة أم شهد من بغداد ، عرضت مشكلة تتعلق بشقيقها المعتقل منذ أكثر من سنة دون ان توجه له أي تهمة، مبينة أنها تراه بريئا من أي تهمة" وهو ضحية لشكوى كيدية تقدم بها شخص يعاديه".

في اتصال من السليمانية ، ذهب كروان إلى أن العفو العام لا يشمل في الغالب أناسا كثيرين، وفيهم عدد كبير من الأبرياء، ودعا إلى أن يكون العفو عاما بمعنى الكلمة ليشمل الجميع.

أبو سدرة في اتصال من الموصل أشار إلى أن المالكي قد أعاد الأمن إلى الموصل ، مبينا انه شخصيا وخلال الفترة التي سبقت تولي المالكي للسلطة لم يكن يتمكن من التجول في الموصل. وتساءل لماذا يقف الجميع ضد المالكي اليوم، فيما هو الزعيم الذي أعاد الأمان إلى البلد؟ 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد